في صباح يوم الاثنين الموافق 1/7/2013 أعلنت مجموعة من المعتقلات السياسيات في قسم الايداع بسجن عدرا إضراباً مفتوحاً عن الطعام، عبر رسالة موجهة لمحكمة الإرهاب، تمكنت السجينات من تسريبها للنشطاء خارج السجن.
ولم تكد الرسالة تجتاز حواجز السجن وتصل إلى الناشطين في الخارج، حتى أعلن النشطاء مباشرة حملة تضامن مع المعتقلات السوريات، الأمر الذي دفعنا في "سيريا أنتولد" للتواصل مع إحدى الناشطات العاملات في إطار الحملة، للوقوف على طبيعة الحملة وأهدافها، إذ قالت أن الحملة "أطلقناها لدعم المعتقلات السوريات اللواتي أعلنّ إضرابهن عن الطعام في سجن عدرا"، بهدف إيصال " قضية المعتقلات المضربات عن الطعام إلى المنظمات الإنسانية الدولية"، معلنة أن " التضامن يتم عن طريق نشر قصتهم والإعلان عنها وحشد دعم لها".
وأما سبب إضراب المعتقلات في سجن عدرا فيعود وفق الرسالة التي وجهتها المعتقلات لرئيس النيابة العامة في محكمة قضايا الإرهاب للاستفسار عن رسائل سابقة وجهتها المعتقلات للتساؤل عن "وضعنا في قسم الإيداع في سجن النساء في عدرا، ولم يتم الرد عليها...وعند سؤالنا إدارة السجن عن وضعنا الغامض وعدم استدعائنا للمحاكم، كان الرد دائماً أنه لا علاقة لإدارة السجن بوضعنا، وأنكم المسؤولون الوحيدون عن وضعنا هذا، وتواجدنا الطويل بالإيداع، وأنتم الوحيدون الذين يمكنكم حال مشكلتنا، وخاصة أنه لدينا الكثير من كبيرات السن والمرضى والحوامل والأمهات وطالبات الجامعة والموظفات، وحيث أن أعداد النزيلات يزداد يوماً بعد يوم .. وبناء عليه فإن النزيلات في قسم الإيداع في سجن عدرا للنساء قد قررن القيام بإضراب سلمي عن الطعام، اعتباراً من يوم الاثنين تاريخ 1/7 / 2013حتى يتم النظر بوضعهن والإسراع باستدعائهن إلى المحاكم المختصة، علماً أن العديد منهن قد تجاوزت مدة إيداعهن من أربع أشهر إلى ستة أشهر".
كما شرحت الرسالة الوضع الصعب الذي تعيشه السجينات حيث أن "كثيراً من النزيلات لا تستطعن التواصل مع أهلهن والاطمئنان عليهم، حيث أننا ممنوعون من الاتصال وغالبيتنا لا يستطيع أهلهن المجيء للزيارة بسبب سوء الأوضاع الراهنة على الطريق، وهذا يزيد من معاناتهن".
لوحة تمثل حمامات السلام وهي تغادر سوريا التي تنزف دما. المصدر:الصفحة الرسمية للتضامن مع معتقلات عدرا
وعن وسائل الدعم التي تتبعها حملة التضامن مع المضربات عن الطعام قالت الناشطة رنا الجندي المشاركة في الحملة:" بدنا نعمل إضراب فعلي عن الطعام، كل شخص حسب قدرته، اللي قادر يعمله مفتوح واللي بيقدر يعمله لأيام، وسنحدد أماكن معينة بباريس، قد تكون مقرات لحقوق الإنسان نتظاهر أمامها، ونرفع لافتات لمساعدة المعتقلات، وإذا قدرنا نوصل لناس بسويسرا يساعدونا بظن ممكن نحصل ولو على واحد من المية بنتيجة إيجابية".
وعن تفاعل الناس مع الحملة، قالت إحدى الناشطات التي فضلت عدم ذكر اسمها في نهاية اليوم الأول لإطلاق الحملة: "على ما يبدو حتى الآن هناك تفاعل لا بأس به.. سنحاول أن يكون لإضرابهم صدى، هذا هو هدف الحملة".
وختمت الناشطة بالقول: "ما عم نقدر نقدم شي للمعتقلين، ما عم نقدر نخفف عنن وجع التعذيب والإهانات، على الأقل فينا نحاول نوصل صوتن وندعمن بكل الوسائل يلي منقدر عليها".
حملة " دعم إضراب المعتقلات في سجن عدرا" تأتي لتؤكد أن ناشطي الخارج لم ينسوا رفاق دربهم الذين غيّبتهم السجون، مصمّمين بكلّ الأمل والنضال على المطالبة بهم ورفد نضالهم ولو بأضعف الإيمان، أي إيصال صوتهم ونقله من عتم الزنازين إلى فضاءات الحرية لجعله قضية رأي عام عالمي، ولإيصال رسالة واضحة للسجان والمستبد أن جدران السجون لن توقف صوت الأحرار ولن تخنقه.