عمر حكمت الخولي


30 كانون الثاني 2013

شهدت الثورة السورية ولادة العديد من المبدعين الشباب الذين وجدوا في صرخة الحرية تعبيراً عن الطاقة الإبداعية المكبوتة خلال عهد الاستبداد الطويل، ويعتبر الشاعر الشاب عمر حكمت الخولي تعبيراً حياً عن هذه الولادة. فالشاب المولود في مدينة حمص عام 1990 متعدد المواهب فهو شاعر يكتب الشِّعر الفصيح العموديَّ والحرَّ والنَّثريَّ، وكاتب له العديد من المقالات والتحقيقات، وعازف ومصوّر. بدأ كتابة الشعر بعد صدمته بوفاة والده حكمت الخولي عام 1996، فكتب حينها ما يعتبره بمثابة ديوانه الأول، ثم كتب القصة القصيرة والقصيرة جداً. صدر له في مصر عام 2009 ديوان حمل عنوان (عندما زرت القدر)، وله عدة دواوين تحت الطبع منها: (أسفار الشَّرق الجديد، نور، البعيد وما وراءكِ).

ومع بداية الثورة السورية حمل عمر كاميرته بعين الشاعر في مطلع عام 2011 ليصور فيلمه الوثائقي الأول «سحر الصوفية» (55 دقيقة)، الذي خصصه للإطلالة على الصوفيين في مدينته حمص. ثم قام بتصوير عدة أفلام قصيرة هي «حمص كما أراها»، و«قيامة»، و«كلاشينكوف»، و«تحت الثورة»، وذلك في ظروف استثنائية قد يدفع فيها الإنسان حياته ثمناً للصورة. وكان عمر يعمل لوحده كطاقم تصوير كامل فهو السيناريست، والمخرج، والمنتج، ومهندس الديكور، والمصوّر، ومدير الإضاءة... كما أنّه موزع أفلامه التي كان يرفعها على اليوتيوب.

وقد حظي فيلما «قيامة»، و«كلاشينكوف» باهتمامٍ كبير حتى أنّ الإعلامي الفرنسي 'جيروم أوليفيرا' تواصل معه لعرض الفيلمين على الجمهور الفرنسي في القناة الفرنسية، وهي المرة الأولى التي يُعرض فيها له عمل سينمائي على التلفزيون، بعد أن اقتصر على النشر الإلكتروني، كما في اليوتيوب والفيس بوك.

بقي عمر يعمل من داخل حمص وفي لقاءٍ مع جريدة القدس العربي عتب على الذين غادروا الثورة باكراً ليثوروا في المقاهي الأوروبية:

"قد يضطر الإنسان، مبدعاً كان أم سوى ذلك، إلى مغادرة حتى جلده ليحفظ أرواح عائلته وأطفاله ومن يحب. المشكلة تكمن في أن بعض الذين اختاروا الخروج كانوا ممن نحتاج إلى وجودهم أمس الحاجة، وممن كانوا 'قائمين' على الحراك إذا صح التعبير. هؤلاء لا أستطيع تبرير مغادرتهم، وهم الذين لطالما لبسوا أمامنا لبوس النضال والثورة والتضحية حتى كدنا نصنع لبعضهم تماثيل في بيوتنا، وفجأة وجدناهم يحتسون القهوة في مقاهي الشانزليزيه!

عموماً، أرجو ألا أضطر إلى مغادرة حمص أو سوريا، فإذا كان 'لا كرامة لنبي في وطنه'، فلا كرامة لنبي لاجئ إلى غيره."

ورغم حزن عمر بفعل الدمار والقتل إلا أنه ما زال مؤمناً بالحرية وأنّ شبح "الحرب الأهلية" مازال بعيداً عن سوريا، ويؤمن بأنّ السوريين قد مرّوا بعدة تجارب توحي بأنّ هذه الحرب قد اشتعلت إلا أنهم قد استطاعوا النجاة منها وخذلانها، ويتمنى بأن لا نخذل أنفسنا غداً.

الصفحة الرسمية للفنان عمر حكت الخولي:

 اضغط هنا

الصفحة الشخصية للفنان عمر حكمت الأسعد على الفيس بوك:

اضغط هنا

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد