مجموعة من المؤلفين والرسامين السوريين، الذين يقومون" بإنتاج أعمال على شكل قصص مصورة" بهدف "توثيق بعض الحوادث التي حصلت وتحصل خلال الثورة السورية بطريقتنا الخاصة، والتركيز على اللحظات الانسانية والقيمية والثورية اللتين يعيشها السوريون، وكذلك تسليط الضوء على أخطاء مسار الثورة والثوار".
ويقول أحد نشطاء المجموعة لسريانتولد syriauntold أن فكرة المجموعة ولدت "بتجربة مجموعة من الأصدقاء كتابة ورسم قصص مصورة كوننا من متابعي هذا الفن ومحبيه، ثم قمنا بنشر تجاربنا على صفحة على الفيس بوك، وهذا ما شجع العديد من الرسامين والكتاب على المساهمة معنا بقصص وأعمال مختلفة. جميع الجهود المبذولة في عملنا تطوعية مئة بالمئة، وجميع المساهمين سوريون"، لتولد مجموعة كوميك من أجل سوريا بتاريخ 6/7/2012، والتي قدمت نفسها للجمهور بمايلي: " قصص وحوادث من وحي الثورة السورية العظيمة، كتبها وصاغها ورسمها الأحرار، مهداة إلى كل نفس تواقة للحرية والكرامة في كل مكان في العالم"
وعن الطريقة التي يستوحون بها قصصهم وأفكارهم، وعمّا إذا كانت قصص واقعية كلها، يقول الناشط "بعض القصص واقعي بالمجمل وبعضها مستوحى من قصص واقعية. نحاول ألا نكرر نفس الافكار وعندما ننجز عملا ما فيهمنا منه التركيز على نقطة أو فكرة واحدة وحساسة وتمس عددا كبيرا من السوريين الذين يعيشون واقع الثورة والحرب والخوف من المجهول. نحاول أن نغطي الكثير من الأحداث والمشاعر والقيم والأخطاء لذلك نسعى إلى عدم التكرار وإلى عرض الفكرة بطريقة واضحة ومؤثرة وحتى قاسية في بعض الأحيان، خاصة وأن القصة يجب أن تكون مختزلة وكثيفة".
وينجز فريق العمل إبداعاته بطريقة ديمقراطية إذ يتم كتابة العمل من قبل أحد أعضاء الفريق، ثم يتم نقاشه والتعديل عليه على ضوء هذا النقاش، إلى أن " يقوم أحد الرسامين باستلام النص ورسمه. أحياناً يقوم بعض الرسامين بالعمل على الفكرة ورسمها أيضاً، لكننا في الغالب نناقش جميع الأعمال والأفكار مكتوبة قبل تنفيذها".
لم يترك فريق العمل شيئا لم يسلّطوا الضوء عليه، بدءا من القصص البسيطة التي تحصل مع المواطن العادي، وليس انتهاءا بمسائل أخطاء المعارضة والطائفية والسلطة والحراك السلمي والمسلح وغيره، وكلها قصص مستواحة من الواقع يمكن رؤيتها على صفحة المجموعة على الفيسبوك.
ويهدف أعضاء المجموعة إلى "أن نحفز المزيد من الرسامين والكتاب للتفاعل معنا والمساهمة، لأن هذا هو دورهم. على كل إنسان المساهمة ضمن اختصاصه. هدفنا أن نستمر في نشر القيم والأهداف الأساسية التي قام عليها الحراك الساعي إلى التغيير، الإنسان السوري الحر والواعي والمبدع والذي يعيش في وطنه بكرامة وسلام هو بوصلتنا التي نعمل وفقها. وبناء عليه سنستمر في انتاجاتنا التي تساهم في تحقيق هذا الهدف".
تفاجئ فريق العمل بحجم التفاعل بين الفن الذين يقدموه والجمهور السوري، إذ " هناك متابعة كبيرة من قبل الجمهور، وهناك جمهور خاص بكوميك لأجل سوريا. تسعدنا كثيراً النقاشات التي تدور حول الأعمال المثيرة للجدل خاصة التي تتحدث عن أخطاء الثورة، نادراً ما نضطر للتدخل لحذف كلمات مسيئة وعادة ما يكون النقاش صحياً ومحترماً حتى لو كان الرأي بالعمل سلبياً".
أنجز فريق العمل الذي يعمل بشكل تطوعي حوالي مئة عمل خلال عام واحد، وساهم في إنجاز مجلات كثيرة مثل "طيارة ورق" و "زيتون وزيتونة"، إضافة إلى ترجمة بعض الأعمال إلى اللغة الانكليزية".
وكتبت مجلة الغارديان عن عملهم، الأمر الذي يعتبره فريق العمل "اعترافاً مهماً باحترافية العمل. لكن تعليقات وتفاعل القراء على صفحتنا هو أكثر ما يسعدنا".
وفي كلمة أخيرة لموقعنا يقول الناشط: "نحن في كوميك لأجل سوريا مستمرون في عملنا من أجل الانسان السوري، الثورة التي نؤمن بها هي ثورة على الخطأ والظلم في كل مكان وأيّاً كان مصدره. لذلك فطريقنا لن ينتهي بسقوط نظام ومجيء آخر، طالما أن قيمة الإنسان وحقوقه في خطر".