ميديا

أنا مشروع حياة 03 - كلمات متقاطعة


أدخلت الثورة قاموساً من المفردات والكلمات الغريبة والبعيدة عن حياة المجتمع السوري وأحاديثه اليومية، اكتسبت معناها مع الوقت، لتعود وتفقده مع الوقت أيضاً
فتحولت إلى حديث يومي عابر، وفقدت الوهج والبريق، لم تفقد المعنى وإنما ضاع بين زحمة وزخم الهموم اليومية...
إن كلمات كتعذيب، تهجير، قصف، شهيد، لم تعد توجع النفس وتترك غصة في القلب، أصبحت متواترة، عادية، متداولة، يومية، كالخبز وطابور الغاز والمصاريف التي لا تنتهي، أصبحت طبيعية كشريط الأخبار الذي لا يتوقف أبداً...كأغنية نسمعها في كل مكان لدرجة أننا نتوقف عن تمييزها!
إلا أن وراء هذه الكلمات من يعيشها!
(تجهير) هي أكثر من كلمة ورادة في تقرير صادر عن منظمة ما!
تهجير تعني أن مئات الآلاف تركوا مدنهم وبيوتهم وذكرياتهم إلى اللا مكان! هم أناس حقيقيون
(شهيد) أكثر من نعوة وجنازة ورقم في لائحة...الشهيد له اسم وحياة وأهل وأصدقاء تركهم إلى غير رجعة! هو إنسان حقيقي
شهيد واحد هو خسارة كبيرة، وعندما يتحول هذا الإنسان إلى (حصيلة نهائية) في نشرة الأخبار ....فتلك جريمة بحق الإنسانية

كلماتنا المتقاطعة هي المفارقة بين الكلمة ومعناها
المفارقة بين المحكي والمُعاش...الأبيض والأسود
هي محاولة لإعادة المعنى والمسؤولية للكلمة
لكلمات يومية لأحداث يومية ...غير عادية!
ولنذكر أنه
في البدء كانت الكلمة، وفي الخاتمة سيبقى الإنسان

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد