فنانة تشكيلية سورية، منبتها أسرة سورية نازحة من الجولان المحتل، قضت حياتها في مدينة دمشق، لم تتمكّن من دراسة الفنون الجميلة في البداية بسبب الحياة الاجتماعية، حاصلة على إجازة بالحقوق سنة 2003 من جامعة دمشق، وعلى شهادة ماجستير تطبيقي في علوم الإدارة من المعهد الوطني للإدارة العامة INA سنة 2007، درست في معهد "أدهم اسماعيل" للفنون التشكيلية عام 2002 بشكل سري، لتتمكّن من تحقيق حلمها في الدراسة. حيث تتلمذت على يد الفنان السوري الكردي "عدنان عبدالرحمن"، وبدأت في العمل عندما بلغت الثامنة عشر من عمرها، حتى تضمن الاستقلالية الشخصية والاستمرار في مشروعها الفني.
كرّست فاديا أعمالاً عديدة منذ بداية مسيرتها الفنية لمناهضة العنف في المجتمع، وخاصةً العنف ضد المرأة السورية، ومع بداية الثورة السورية وجدت ريشتها تقف بشكلٍ تلقائي في صف المتظاهرين السلميين لتندد بالعنف الذي تعاملت به الأجهزة الأمنية مع التظاهرات وعملت على تجسيد معاناة الشعب السوري، وخلال دراساتها في الولايات المتحدة ركّزت على مواضيع عدة في مجال الفن وثورات الربيع العربي.
تعتبر فاديا أنّ للثورة السورية أثر كبير في كسر حاجز الخوف والصمت الذي هيمن على سوريا أكثر من أربعين عاماً من عهد الاستبداد رغم ولادة أشكال أخرى من الخوف كما أسهمت في إعادة الثقة بين السوريين بعد أن غرست سنوات الخوف الشك بينهم، وفي مقابلة معها في برنامج "الطريق إلى دمشق" مع أيمن عبد النور بتاريخ ٤ آذار ٢٠١٣، تقول فاديا عن تجربة الخوف المستمرة نتيجة الديكتاتورية:
"الخوف لما بينخلق بقلب الانسان بضل معو.. ممكن بينكسر.. الثورة أكيد كسرت الخوف بس الخوف لسا ما راح لأنو من خلال هذه الثورة العظيمة ما عمله النظام أنه خلق أنواع تانية من الخوف"
وتعتبر أنّ عدم سقوط النظام يعني الخراب وهو أسوأ سيناريو تمرّ به سوريا وأنّ بقاء هذه المرحلة قاتلة وتهدد مستقبل السوريين جميعاً على اختلاف مواقفهم.
شاركت الفنانة فاديا في عدة معارض فنية داخل وخارج سورية منها معرض في قاعة "الصليب المقدس" في "دمشق" سنة ٢٠٠٣ مع الفنانة ريم موسى، معرض ثنائي في مكتب "عنبر" في دمشق سنة ٢٠٠٤، معرض ثنائي في صالة "عالبال" في دمشق ٢٠٠٥، معرض ثنائي في "هايدلبرغ-ألمانيا" سنة ٢٠٠٥، معرض ثنائي في "المركز الثقافي العربي" في حلب سنة ٢٠٠٧، معرض في غاليري "دار المدى للفنون سنة ٢٠٠٩. وفي سنة ٢٠١٢ قدمت معرضاً فنياً في لوس أنجلس في ولاية كاليفورنيا الأمريكية لدعم الثورة وتجسيد معاناة الأطفال من كل الأطراف السياسية. وعن هذا المعرض تقول أنه كان بمثابة علاج نفسي لها من الآلام الناتجة عن خسران الناس وخاصة الأطفال من الطرفين في القتال السوري. وتعتبر فاديا أن لوحاتها بمثابة صوت من ليس لهم صوت في سوريا، وأعمالها رسالة بسيطة للعالم عن القضية العادلة للسوريين\ات وعن تجربة النزوح والخسارة وفقدان الكرامة الإنسانية، كما تطوعت الفنانة فاديا في معهد جنيف لحقوق الإنسان سنة 2010، وكتبت فيلماً عن حقوق المرأة، تقول الفنانة فاديا بأنها كانت في جينيف في دورة تدريبية عن حقوق المرأة عند بداية الثورة التونسيّة، "لم أصدّق عيوني لما شاهدت الثورة التونسيَّة، وقلبي رقص فرحاً عندما نادى المحتجون: الشعب يريد إسقاط النظام".
سافرت الفنانة فاديا عفاش إلى الولايات المتحدة الاميركية، من أجل التعلم في جامعة "منيسوتا"، وعندما بدأت الدماء تغطي المشهد السوري، أصيبت بكآبة لم تتمكن بعدها من الرسم لمدة عام، تقول في ذلك لموقعنا سيريا أنتولد Syrian untold:" بمساعدة زوجي جهاد عبده عدت للرسم كعلاج نفسي من الكآبة، رسمتُ كل ما أثقل روحي وقمت بعرض اللوحات في معرض لوس أنجلس لمشاركة آلامي مع الناس في أميركا".
.
. .
.