هالة العبد الله


24 آذار 2013

مخرجة سورية ولدت في مدينة حماة عام 1956. كانت تحلم بأن تصبح مهندسة زراعية. شُغفت بالسينما منذ كانت صبية تتابع الأعمال الواقعية الجديدة في إيطاليا والأفلام السوفياتية التي كان يعرضها النادي السينمائي في دمشق.

وقفت هالة في وجه الديكتاتورية باكراً ودفعت الثمن قبل أن تنهي سنتها الجامعية الأولى في كلية الهندسة الزراعية فقضت أربعة عشر شهراً من «الاختفاء القسري»  في سجون الأسد الأب. ثم غادرت دمشق برفقة زوجها الفنان يوسف عبد لكي في أواخر السبعينات لتستقر في باريس وتدرس علم الوراثة والأنثروبولوجيا قبل أن تتمكن من تحقيق حلمها السينمائي وتسرد بالصورة غربة وآلام السوريين.

 كان لقاؤها بالمخرج السوري أسامة محمد الذي كان يُعدّ لتحقيق فيلمه الروائي الأول "نجوم النهار"  (1986) نقطة تحول في حياتها، فعملت معه سكريبت ثم مساعدة مخرج، واشتركت معه في  معظم مفاصل فيلمه الثاني «صندوق الدنيا». ومنذ ذلك الوقت اتجهت للعمل السينمائي فعملت خلال ربع قرن في نحو 15 مشروعاً سينمائياً تنوعت بين الإنتاج والكتابة والإخراج المشترك لعدة أفلام روائية ووثائقية سورية ولبنانية وفرنسية، إلى أن استطاعت أن تشق طريقها بنفسها فقامت بكتابة وإنتاج وإخراج أول فيلم سينمائي لها، وقد صُوّر بالأبيض والأسود بالاشتراك مع المخرج والمصور عمار البيك، وحمل عنوان «أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها» المستلهم من قصيدة للشاعرة السورية الراحلة دعد حداد بعنوان: «أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها، أبكي من شدة الشعر «. تم إنتاج الفيلم عام 2006، وعُرض في أكثر من 55 بلداً حاصداً العديد من الجوائز وبرونزية مهرجان دبي، وذهبية مهرجان تطوان، وذهبية مهرجان روتردام للأفلام الوثائقية، كما حاز على جائزة اتحاد الوثائقيين الإيطاليين من مهرجان فينيسيا، وكانت المرة الأولى التي يُختار فيها فيلمٌ سوري للمشاركة في هذا المهرجان العريق بعد 75 عاماً من انطلاقته، لكنه مُنع في بلادها ..سوريا!

أما فيلمها الثاني "هيه، لا تنسي الكمون" (2008)، فيمزج الوثائقي بالروائي ليسلط الضوء على ثلاثة نماذج إبداعية وشخصياتهم: جميل حتمل، سارة كين، ودارينا الجندي. وتناولت في هذا الفيلم الأيام الأخيرة للقاص السوري جميل حتمل الذي رحل شاباً وحيداً في المنفى الباريسي عام 1992.

ومع انطلاقة الثورة السورية لم تتأخر هالة في إعلان موقفها باكراً حتى أنها سحبت فيلمها "كما لو أننا نمسك كوبرا" من المشاركة فى مهرجانى القاهرة ودبى السينمائيين، بسبب عرضهما أفلاما لمخرجين سوريين مساندين للنظام السورى. وفي فيلمها هذا انطلقت هالة من فكرة رصد فن الكاريكاتور في مواجهة الرقابة، لكنه تحوّل مع اندلاع الثورة السورية إلى دراسة عن فنانين يقاتلون بالفن من أجل الحرية مستخدمين سلاح الكاريكاتور والصورة. وحول العلاقة بين الثورة والصورة اعتبرت هالة في مقابلة مع برنامج الأوروميد السمعي والبصري:

"أنّ الثورة ، التي تمثل تحولا جذرا وصل إلى السينما والناس ، لم يعد الناس والسينمائيون يخافون ، وهم واعون بحقهم في احتلال موقع لهم وفي الحفاظ عليه . إن بعض السينمائيين الشبان يذهبون إلى القتل حتى يرسلوا إلينا بصور ، وبعضهم يرفع صوته و يُسجن. بعض الأفلام قيد الإعداد، وبعضها قد تم إخراجه وتوزيعه على الإنترنت، وهي تمس مواضيع محرمة مثل حماه 82 حول تدمير المدينة والمجازر التي ارتكبها الجيش سنة 1982 من خلال صور من الأرشيف وشهادات الأسر. و أولئك السينمائيون أناس أقوياء لأنهم توصلوا إلى محو آثارهم على الإنترنت ..."

 

الصفحة الشخصية للفنانة هالة العبد الله على الفيس بوك:

 اضغط هنا

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد