على خلاف العديد من المبدعين والناشطين الذين انضموا للانتفاضة السورية بعد اندلاعها، كان الشاعر عمر سليمان (مواليد ريف دمشق/ مدينة (القطيفة)/ 1987)، واحدا ممن عملوا على إطلاق الحراك السوري منذ بواكيره الأولى، إذ التقى هو ومجموعة من الناشطين والأدباء منذ شهر شباط 2011 للتشاور والنقاش والعمل والتجهيز لإطلاق أول مظاهرة في سوريا، والتي كانت فعلا في الخامس عشر من آذار، حيث شارك برفقة صديقيه الشاعرين عمر إدلبي الذي أصبح فيما بعد الناطق باسم لجان التنسيق المحلية، والشاعر محمد ديبو الذي اعتقل بعد أيام من مشاركته تلك، إضافة إلى مشاركته في الاعتصام أمام وزارة الداخلية في السادس عشر من الشهر نفسه للمطالبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين.
بعد الانتفاضة الأولى عاد صاحب ديوان "أغمض عيني وأمشي" الفائز بجائزة (سعاد الصباح) في الكويت/دورة عام 2011، إلى حمص للمشاركة في المظاهرات التي بدأت هناك، حيث شارك في اعتصام الساعة الشهير الذي حدث في الثامن عشر من نيسان ( 2011)، لتبدأ رحلته مع الانتفاضة يوما بيوم، موثقا أحداثها وناقلا مجرياتها للإعلام للدفاع عنها في وجه محاولات السلطة لتشويهها ومحاولة نقل صورة أمينة عنها.
لم يكتف صاحب قصيدة "رسالة ربما لم تصل" الحائزة على جائزة الجولان بالعمل الميداني والمشاركة في التظاهرات، بل ساهم مع أصدقائه في إطلاق تجمع نبض للشباب المدني السوري في شهر حزيران 2011 بهدف تنظيم التظاهر والنشاط في مدينة حمص، ليترك التجمع مع حلول شهر أيلول 2011 ، مستمرا في العمل بشكل فردي في المجال الإغاثي مع تدهور الأوضاع المعيشية لأبناء مدينة حمص بسبب الحصار، إضافة إلى تنظيم المظاهرات السلمية، وذلك في حيي الخالدية والبياضة، وفق ما قال لموقعنا سيريا أنتولد syria untold.
استثمر عمر نشاطه في الصحافة والإبداع حيث عمل مراسلا سابقا لمجلة "أبيض أسود" وصدر له ديوان " ترانيم الفصول" (2006)، موظفا إياه في خدمة الانتفاضة عبر الكتابة في الصحف والمجلات لنقل صورة الحراك والتعبير عنه سياسيا وثقافيا، ناشرا في صحف مثل القدس العربي والأخبار اللبنانية والسفير اللبنانية والغاوون وغيرها، إذ لم يكتفي عمر بنقد النظام بل سعى جاهدا لفضح من يسعى للتسلق على انتفاضة الشعب السوري، حتى داخل الصف المعارض ذاته.
انتقل إلى ريف دمشق، حي (برزة) في الشهر الأول من 2012، واستمر بنشاطه الإعلامي والإغاثي حتى خروجه من سوريا في شهر مارس 2012 باتجاه الأراضي الأردنية، ومنها إلى فرنسا بسبب الملاحقة الأمنية من قبل فرع (أمن الدولة)، ليعمل حاليا في المنفى على تجميع و تنقيح القصائد التي كتبها خلال فترة الانتفاضة والتي حملت عنوان "لا ينبغي أن يموتوا"، وأغلبها تستوحي مشاهد حية من الانتفاضة السورية التي عايشها على أرض الواقع، إضافة إلى مقالاته التي يكتبها في الصحف، مسلطا الضوء على الانتفاضة من جهة، وعلى الأجندة الخارجية التي تحاول الركوب على دم المنتفضين من جهة ثانية.
الصفحة الشخصية للشاعر عمر سليمان على الفيس بوك: