جمعته بدمشق قصة حب تكللت فوتوغرافياً بمشروع توثيقي تحت اسم "دمشق الجسد". امتد المشروع من مرحلة ما قبل الانتفاضة بعدة شهور واستمر معها بشكل متقطع. يعد المشروع تجريبياً وهو متعدد الأهداف. ومن هذه الأهداف ما يسعى لدعم الحراك والفضاء الفوتوغرافي عن طريق النشر والتدريب.
حسين حداد يعمل على صور الأبيض والأسود عموماً باستخدام أفلام نيجاتيف يدوية بعيداً عن استخدام تصوير الديجيتال رغم أهميته في التوثيق والميديا. لموضوع الصورة في أعماله مكانة أساسية لا تقل أهمية عن الضوء وحساسيته.
يعتبر حسين الحركة في الواقع لا تنفصل عن الموضوع بشكل مفاجىء! كما تفعل الكاميرا دون رصد ومتابعة مستمرة. ويعمل على الصورة الأقرب إلى لحن مرئي، تلامس التشكيل بعفوية ومن ذاكرتها يتجلى ما تخبرنا به. مع اهتمامه بضرورة فهم منطق وطبيعة الموضوع. وهو لا يتنطر من الضوء أكثر مما يشعر به كما يقول لموقعنا سيريا أنتولد syria untold.
خلال الانتفاضة السورية، كان محور اهتمام حسين نشاطه على الأرض والمشاركة المباشرة في النشاطات الثورية الممكنة، وكانت خياراته واضحة في أن يعيش الذات الجمعية بطبيعة الحال والانتقال مع كل حر من "المواطن الموضوع" إلى المواطن الذات، الذي يبحث بكاميرا موبايله البسيطة عن صورة متحررة من الخوف والمغالاة والنموذج أيضاً.
توزع نشاطه حسب الأولوية المباشرة، من تصميم بوسترات إلى إخراج مجلات إلى التغطيات الإخبارية السريعة. كما ساهم في تدريب بعض الناشطين والمهتمين بالتصوير والعمل على صياغة أعمال غرافيكة سياسية موجهة، فردية أو ضمن مجموعات صغيرة.
بالنسبة لحسين تمثل الانتفاضة "انكشاف الوطن على تفاصيله ومعرفته، كفعل أساسي لتحقيق التغيير والانتقال إلى دولة المواطنة التي نحلم العيش بها بما تعنيه من خصوصية "سورية البلد"، تلك التي تحتاج لعمل طويل ومنفتح على المشاكل التي خلفها نظام العبودية المطلقة." ويضيف: "بالتأكيد أن أعيش التحدي والمواجهة مع أشخاص حقيقين مروا بحياتي لم تكن مجرد رواية أقرؤها عن تاريخ ثورات عالمية أو بطولات خيالية! هنا شعب حيّ، أشخاص شجعان كانوا ولا زالوا يعيشون في تفاصيلي اليومية. يا لخسارة الناس الذين لم يشاركونا الوجود".
عن العلاقة بين عمله الفني والانتفاضة يقول لموقعنا سيريا أنتولد syria untold: "لا أحد يصوّر شيئاً يريد أن ينساه، ولطالما كان جوهر التصوير فعل مراقبة وترقّب. لا ينحصر مفهوم الصورة بمعناه الضيق والآني فقط اذا ما استبعدنا الانتاج الاعلامي والعمل الصحفي المباشر!. الصور الافتراضية المعاشة تكوين أساسي في الشعور والأثر، الفن أسلوب حياة، السينما حلمي القادم وما عشناه ممن تبقى منّا في الذاكرة والانسان مرهون بالزمن والظروف القادمة، بالنسبة لي لا شك إن ما عشته ليس سوى بداية."
حسين حداد مصور فوتوغرافي ومخرج إعلاني من مواليد حماة 1981، بدأ العمل في التصميم الغرافيكي عام 2001 بالتزامن مع دراسته في كلية الادارة ونظم المعلومات في حلب، إلى أن تفرغ للعمل الفوتوغرافي في دمشق عام 2005. وهو يعتبر الفوتوغرافيا أسلوب حياة يرافقه أينما اتجه.
الصفحة الشخصية للفنان حسين حداد على الفيس بوك