قرية شاتيلا هي إحدى القرى اللبنانيّة التي اشتهرت بعد َ مجزرة صبرا و شاتيلا بحقّ اللاجئين الفلسطينيين في 16 نيسان 1982. اليوم و على الرغم من ذاكرة اللجوء و الموت لهذه القرية إلّا أنّ اللاجئين السوريين إستطاعوا أن يجدوا فيها مكانا ً أكثر أمنا ً هربا ً من جبروت قوات بشار الأسد على قراهم و مدنهم التي تقصف و تواجه الموت.
يأتي فلم حلم الوحوش القويّة للمخرجة لينا العبد ليرمم جزئا ً من ذاكرة المرحلة التي عاشها الأطفال المتمركزين حاليا ً في ملجأ شاتيلا. يعطي الفلم الأطفال كامل القدرة للتعبير عن أنفسهم عن طريق رواية أحلامهم التي تشاركهم لياليهم في الملجأ.
يأتي ذلك اللاوعي ليلعب الدور الأكبر في ذاكرتهم و هم يتحدثون عن الهروب، الدم، القصف، الطيران، بشار الأسد و إشارات و روايات أخرى كثيرة متشابهة و متراكبة مع ذلك الدمار و الموت الذي عايشوه.
ما يميّز فلم حلم الوحوش القويّة هو أنّ وجوه الأطفال لا تتحرّك في الفلم، تصمت، تنظر إلى المشاهدين و كأنها تتأمـّل في إستغرابهم من رواياتهم عن الأحلام التي تحتلّ ذاكرتهم في اللاوعي. تـُسمع أصواتهم و هم يرون القصص بلهجاتهم و خوفهم، كلّ حسب خبرته، دون أن يقاطع ذلك أيّ شيء و كأنّ المشاهد يجب أن يصمت و لا يقاطع تلك الأحلام الوحشيّة كي لا تلتهمه ُ.