منظمة نون


08 تموز 2013

ترمِّزُ الأحرفُ الثلاثة في اختصار اسم منظمة "نون"، إلى العبارة التالية "نحو وطن نموذجي"، وهي منظّمة مدنية سلميَّة تأسَّست فعليَّاً في شباط عام 2012 في بيروت، ترخَّصت المنظمة وفق القوانين الداخليَّة اللبنانيَّة.

 وقد بدأت فكرةُ تأسيس المنظَّمة من ثلاثة أشخاص، شابان وفتاة كرغبة منهم في تدريب الكوادر الشبابيَّة الموجودة داخل سوريا بما يخصّ مبادئ فضّ النزاعات وأساليب التفاوض وغيرها من المهارات المدنيَّة، التي تدعم التحول السلمي الآمن في النزاعات المسلّحة.

 أهداف المنظمة على المدى القصير تختصر بما يلي:

 - تأهيل وتدريب كوادر شبابية في اﻟﻤﺠتمعات المحلية.

- القيام بحملات دعم و مناصرة للأهداف التي تبنتها المنظمة.

- عقد ندوات ومؤتمرات ولقاءات وورش عمل.

- إصدار مطبوعات وأفلام توعية عن السلم الأهلي والموروث الثقافي السوري.

- تقديم الدعم المعنوي والمادي للتجمعات الشبابية التي تُعنى بالسلم الأهلي.

- العمل على التشبيك مع كل المنظمات العربية المعنية بأهداف المنظمة والتعاون معها، والتواصل مع المنظمات العالمية التي تحمل نفس الرسالة، و إيجاد طرق للاستفادة من خبراتها.

 أما هدف المنظَّمة على المدى البعيد فهو تشكيل جسم مدني من كل المنظمات المدنية التي تأسَّست على هامش ما يجري في سوريا، بحيثُ يكون هذا الجسم قادراً على الضغط السياسي على الأحزاب السياسيَّة المختلفة.

قامت منظمَّة "نون" بتاريخ 3-3-2013 بأوَّل نشاط مشتركٍ على شكل دورة تدريبيَّة في بيروت، لنشطاء المجتمع المدني داخل سوريا، استمرَّت خمسةَ أيام ونتجت عنها مبادرة صيغت بشكل تشاركي من كل النشطاء الموجودين.

 ومن أهم ما حققه هذا النشاط هو أنَّ بعض النشطاء الحاضرين في الدورة قد تحوَّلوا إلى مدرّبين واكتسبوا كامل الخبرة والمهارات، وأقاموا رشات تدريبية داخل سوريا للناشطين الممنوعين من السفر، وخصوصاً في مدينتي السويداء واللاذقية، وهي مدن يصعب إقامة التجمُّعات المدنية، بالإضافة إلى ذلك قامت منظَّمة نون بتصوير ثلاثة أفلام وثائقية، يعرض فيها "أمراء حرب" لبنانيَّون تجربتهم في الحرب الأهلية اللبنانية، وتهدف هذه الأفلام الوثائقية في الاستفادة من التجربة اللبنانية في الحرب الأهلية، وقالت إحدى الناشطات في منظمة "نون" لموقعنا سيريا أنتولدsyriauntold  بأن شباب المنظمة يعملون الآن على "شباب سوريون يريدون السلام"، وهي مبادرة تضم شباباً سوريين من كل المشارب السياسية، اجتمعوا فقط على فكرة إيقاف الحرب وصناعة السلام. وبأنَّ المبادرة ما زالت تحت العمل.

ولا تعمل منظّمة "نون" لوحدها بل هي تنسيق من مجموعات وتنسيقيات ومنظمات أخرى، كالشبكة العربية لحقوق الإنسان "المنستي" بالإضافة إلى شبكة "وحدتنا خلاصنا" وهي شبكة مدنية لبنانية قديمة.

وقد أضافت الناشطة في المنظمة عن أهم العوائق التي تواجه عمل المنظَّمة قائلة: " التمويل غالباً مشروط ونحن لا نقبل أيَّ تمويل مشروط، إضافة إلى صعوبة التواصل مع الجهات الممولة، وصعوبة دخول النشطاء السوريين إلى لبنان أحيانا بسبب وضعهم الأمني، بالإضافة إلى الصعوبات اللوجستيَّة في التدريب خارج سوريا".

و تقول الناشطة في المنظَّمة بأنَّ أجمل اللحظات التي مرّت في عملهم المدني هو اللإفراج عن الناشطين، وخاصة بعض الأصدقاء، أمَّا أصعب اللحظات التي مرّت في عمل المنظمة، فهي كما تقول الناشطة هو اعتقال أحد النشطاء أثناء عودته من دورة تدريبية من بيروت إلى دمشق، ومنعهِ من الدخول إلى سوريا، وحجزه في فروع المخابرات لمدة 20 يوم.

تقول الناشطة لـ سيريا أنتولدsyriauntold  بأنَّ "غياب المجتمع المدني كان له تأثير سيئ على المجتمع ككل، لذلك  علينا أن نبدأ ببناء مجتمع مدني سوري حقيقي، وفق رؤية وطنية واعية لخطورة الوضع الحاصل، وقادرة على المساهمة الفعالة المستفيدة من تجارب الدول التي لها خبرة بمجال المجتمع المدني مع توحيد للطاقات المدنية الموجودة على الارض".

في ظل هذا التجاذب السياسي الحاصل والانقسام المستمر، تؤمن منظمة "نون" بأنَّ العمل المدني المشترك، البعيد كل البعد عن الانتماءات السياسيَّة، هو القادر على جذب كل الشباب من اليمين إلى اليسار، وذلك هو تأسيس نواة لعمل سياسي مشترك وفعّال. هو وحده القادر على حماية الإرث الحضاري والثقافي لسوريا.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد