بصمة سورية


13 تموز 2013

بعد أن اضطر عدد من الشباب السوري المنتفض إلى مغادرة سوريا خوفا من الاعتقال والقتل، فكروا بضرورة "متابعة المشاركة في الثورة" بهدف إيصال "الصوت الحقيقي والإيجابي للثورة السورية" و "حث كلّ السوريين على المشاركة في صياغة مستقبل سوريا القادمة".

الإحساس بضرورة المشاركة هذا قادهم للبحث في إمكانياتهم أولا، فوجدوا أن أغلبهم ذو خبرة إعلامية، فبدؤوا العمل على "إنتاج بعض الأفلام البسيطة للتعريف بالثورة مستعينين بالمواد الفيلمية الموجودة على اليوتيوب، ومن ثم بدأ عملنا يتوسع لننتج أفلامنا الخاصة"، إلى أن قرروا تأسيس مؤسسة "بصمة سورية" في ربيع عام 2012، كما تقول الناشطة السورية ميديا داغستاني.

يسعى فريق "بصمة سورية" من خلال أعمالهم ونشاطاتهم لمحاولة التذكير دائما بأهداف الانتفاضة الأولى "بما هي ثورة من أجل الحرية والكرامة"، إضافة إلى سعيهم لـ "تأسيس حالة إعلامية تتحرك وتتطور بطريقة مؤسساتية لتكون في المستقبل إحدى الجهات الإعلامية الفاعلة"، ساعين لـ " أجل إيصال الأفكار حول سوريا القادمة التي ستكون لكل السوريين"، من خلال مجموعة "من الناشطين الذين يمتلكون بعض الخبرات التقنية والإعلامية"، مع انضمام " تقنيين ومحترفين في المجال الإعلامي المرئي والمسموع والمكتوب الأمر الذي يؤسس لحالة أكثر احترافية في العمل".

يتوزع نشاط المؤسسة اليوم على "كافة المجالات الإعلامية. ننتج تقارير تلفزيونية تبث على أكثر من فضائية، ولدينا إنتاج إذاعي يبث على محطات الإذاعات المحلية داخل سوريا، ونقوم بالتعاون مع عدة مجلات في سوريا. إضافة لقيامنا حسب الضرورات بحملات إعلامية تركز على محور محدّد عبر كافة الوسائل السابقة وعبر طباعة "البوسترات".

وعن علاقتهم مع المؤسسات الإعلامية الأخرى تقول ميديا: "بالنسبة للعلاقة مع المؤسسات الإعلامية، فنحن إطلاقاً لا نحاول القيام بدور الوسيط (حسب الفهم التقليدي لهذه الكلمة). نحن نقوم برصد شتى مناحي الحالة السورية ونقدمها للبث على محطات هامة ومتابعة جيداً من قبل الجمهور".

إضافة إلى النشاط الإعلامي يتضمن فريق بصمة "كادر فني مختص في مجال التصميم والرسم والتحريك، ولدينا اليوم مصورينا الذين طوروا خبراتهم من خلال المؤسسة. ومن خلال هذا الفريق نقوم بإنتاج الأفلام القصيرة والرسوم المتحركة. ومع ذلك نقوم بالتعاون مع خبرات سورية أخرى حين يلزم ذلك من أجل ما ننتجه. وفي حالات أخرى يحدث أن نقوم بالتواصل مع مبدعين سوريين من أجل إنتاجات مشتركة".

ثمة صعوبات كثيرة تعيق فريق عمل بصمة كأغلب المشاريع في سوريا، حيث "يتعرض مراسلونا في الداخل كغيرهم من السوريين للمخاطر والإصابات، وفقدنا منذ فترة رئيس تحرير إحدى المجلات التي نتعاون معها، والذي استشهد على أيدي قوات النظام، وهناك مكاتب لمجلات أخرى تتعرض للقصف والتدمير. وأحد مراسلينا أصيب إصابة خطيرة. يمكننا القول إنها هموم السوريين العامة. أما على صعيد التنظيم المؤسسي فنحن نعيش حالة التحول من فريق يمكن وصفه بفريق هواة إلى حالة مؤسسية منظمة مع ما يستتبع هذا التحول من تحديات صعبة ومع ذلك نشعر أنها ولادة جديدة وممتعة".

فريق "بصمة سورية" ينخرط في الانتفاضة السورية بكامل التحدي والأمل الذي ولد معهم في لحظات الانتفاضة السورية، إذ "مازلنا ننظر إليها كما كنا في يومنا الأول بصفتها ثورة تنتصر عندما يحقق السوريون كلّ السوريين حريتهم وكرامتهم"، دون أن يعني ذلك أبدا الركون للأحلام وعدم رؤية "التعقيدات التي ترافقها، فنحن بالتأكيد لسنا رومانسيين إلى الحد الذي يجعلنا نتجاهل الظروف الصعبة والتحولات التي طرأت على مسارها"، وهو ما يجعلهم يجسدون برؤيتهم تلك واحدا من أهم شعارات ثورة الطلاب الفرنسية "كن واقعيا واطلب المستحيل".

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد