ميديا

"ثورة 3 نجوم": نقد بـ "ابتسامة" من داخل الانتفاضة


 

مع تكاثر الأخطاء داخل صفوف الانتفاضة، بات يُخشى من تحوّلها إلى نهج ثابت يذكر بممارسات النظام، الأمر الذي دفع النشطاء للبحث عن سبل لمعالجتها، حيث رأى بعضهم أن "الخطأ مالوا حل إلا التوعية، والتوعية لازم تكون بدون حواجز ومسافات وأحاديث عميقة، الحل بالبساطة والكوميديا اللي هي دائما الطريق الأقرب للقلب".

ضمن هذا المناخ الباحث في الأخطاء، الساعي لمعالجتها ولدت فكرة برنامج " ثورة 3 نجوم"، سعيا لتسليط الضوء عليها، ومحاولة حلها " أهلية محلية"، كما يقول مقدم البرامج "عبد الوهاب الملا" لموقعنا "سيريا أنتولد syriauntold.com"، الذي يصف البرنامج بأنه: "كوميدي، ناقد، مشاكس، يبحث في تناتيف الأمور ليسلط الضوء على ما نعاني لكن بابتسامة" خلال ما يقارب الثلث ساعة.

رغم أن النقاش قائم منذ تسعة أشهر، إلا أن الفكرة ولدت في رمضان/ تموز (2013) حيث قدم عبد الوهاب الحلقات الأولى من برنامجه، سعيا لتسليط الضوء على هموم الناس البسطاء في مدينة حلب من جهة، ولنقد الأخطاء بغية تصويبها.

غرابة الاسم: "ثورة 3 نجوم" تأتي لأن "جرت العادة أن الأشياء الجيدة بتكون خمس نجوم، وثورتنا بعدها بـ ٣ نجوم، فنحن منتمنى عن طريق طرحنا للقضايا ومعالجتنا للمشاكل تصير خمس نجوم بل أكثر من ذلك تصير مجرّة".

تمويل البرنامج الذي يعرض على تلفزيون: حلب اليوم، سوريا الشعب، سوريا الغد، وتلفزيون دير الزور، وعبر اليوتيوب، جاء من "المغتربين السوريين في أمريكا الذين أعجبوا بالفكرة، فـ أرسلو "الكاميرات والإضاءة ، وبدون شروط أو مقابل" لنكون أمام حالة تفاعل إيجابي جميل بين الخارج الذي يقدّم التمويل والداخل الذي يقدم العمل (فريق شبكة حلب نيوز، فريق idea ، فريق اتقان، ومجموعات صغيرة تجمعت مع بعضها تحت راية خدمة البلد)، بعيدا عن المماحكات الحاصلة على وسائل التواصل الاجتماعي والذي تصوّر العلاقة بين الداخل والخارج كعلاقة تناحرية.

في الحلقات الثلاث الأولى من البرنامج نلاحظ انغماسا واضحا لفريق العمل في هموم الناس، بدءا من تفاصيل الحياة اليومية وليس انتهاءا بـ "القضايا الكبيرة"، لنقل معاناتهم الحيّة عبر الصمود الأسطوري لأناس تُركوا وحدهم، ولا زالوا قادرين على العطاء، فالشاب المقعد لم يمنعه كرسيه المتحرك وما يدور حوله، من أن يسقي أشجار الحديقة ويهتم بأعشابها اليابسة علّه يعيد الاخضرار لروحها، لنكون أمام إيثار قل تواجده وسط هذه الظروف التي يعيشها السوريون، إضافة إلى تسليط الضوء على قصة "معبّر حلب" في حلقة خاصة سعيا لقول الحقيقة من خارج السائد وما تقدمه وسائل الإعلام، إضافة إلى مناقشة موضوع الإغاثة، حيث يسعى البرنامج للوصول إلى الحقيقة من مصادرها، عبر أخذ آراء الناس ومعرفة رأي القائمين عليه، وتقليب الرأي على وجوه متعددة مع تقديم نقد واضح للمخطأ، مرفقا بحلول  يمكن الأخذ بها.

رغم التفاؤل الكبير الذي يعشيه فريق العمل إلا أنّ ثمّة صعوبات تواجه عملهم، تتعلق بعدم تواجد الكوادر والخبرات، إذ " كل فريق عمل البرنامج هواة ولسنا محترفين، ومن باب الغيرة عالثورة إنو مايطلع منها إلا كل شي حلو ويليق فيها تأخرنا، ونحن نبحث عن المحترفين، فلما ما لقينا، قلنا يارب وبلّشنا نجرب، والتجربة الحمد لله لاقت قبول والناس حبتها".

https://www.youtube.com/watch?v=6hpoqIkO5x8

الحلقة الأولى من البرنامج. المصدر: اليوتيوب بعد التأكد من مقدم البرنامج

 

يعمل فريق العمل على زرع "التفاؤل بالدرجة الأولى، التسامح، الأمل، الخير، والصواب وفق وجهة نظرنا، وهالكلام مو كلام جرايد هاد حقيقة منتمنى توصل"، ولأن الصدق بعيدا عن التكلف كان أساس عملهم تمكّن البرنامج من استقطاب الجمهور خلال فترة قصيرة، حيث " بالمشاهدة تجاوب أكثر مما كنا نتصور، لكن بالعمل والمساعدة نحن لحالنا عم نصفق بيد واحدة،  بس عم يطلع معنا تغريد كناري، عم يحاول يطير".

وسعيا لإبقاء التفاؤل سيد الموقف يقع الفريق في لحظات صعبة وحزينة جدا، إذ "لما منتطرق لمواضيع الشهداء، أو الحال السياسية للبلد، منضطر نعيد التصوير لنمسح مشاهد الاكتئاب اللي بتصير".

يأمل فريق العمل أن يلقى البرنامج مكانه الذي يستحق، ليس سعيا للشهرة كما يقولون بل بهدف وصول الرسالة التي يريدها شباب الداخل، على أمل أن يتطور البرنامج إلى تلفزيوني، لأنه " في زمن اللامعقول كل شيء يصبح ممكنا"، وهذا الممكن ما كان ليكون لولا "الثورة لبقينا كلنا خرسان"، ولهذا كان  برنامج "ثورة 3 نجوم" محاولة لقول الحقيقة غيرة عليها، وسعيا لحمايتها من الأخطاء والانحرافات.

"ثورة 3 نجوم" محاولة لخلق إعلام بديل يسعى خلف الحقيقة دون أن يدعي قولها أو الوصول لها، سعيا للتأسيس لإعلام بديل ينتمي للناس وهمومهم لكي يليق بانتفاضة أراد السوريون أن تكون نتائجها لصالحهم لا ضدهم.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد