كبالغين نحن ُ، في أغلب الأحيان، مازال بإستطاعتنا تذكر شكل الحياة في مرحلة "قبل الثورة"، المرحلة التي سبقت القصف و القتل اليوميّ الذي يبدأ بموت 50 شخص و قد لا ينتهي بأقلّ من 300 أو أكثر في اليوم و المجزرة الواحدة. نحن ُ ندرك وجه الحياة في حينها، نعرف ُ ما كنّا نحب و ما لا نحبّ في تفاصيل الروتين اليوميّ. أمّا بالنسبة للجيل الذي نشأ في ظلّ الثورة دون أن يكون واع ٍ تماما ً لمرحلة "ما قبل القصف" فالأمر قد يختلف بعض الشيء.
"أنا بس بدي موصيصة،" تقول ُ طفلة يبدو أنها في الخامسة من العمر بلهجتها الحمصيّة المرحة. من داخل حمص المحاصرة يخرج هذا الفيديو لأطفال يلعبون ببقايا أشكال الحياة اليوميّة بطبيعة الحال. سيارة عاطلة عن العمل يبدو أنها حلّت مكان الأرجوحة بالنسبة لهؤولاء الأطفال الذين يركبون بداخلها و يتسلقون عليها و يعاملونها كما يتعامل أيّ طفل ٍ مع الألعاب التي تكون عادة في "حديقة الألعاب".
"مشتاقة ليوسف و مريم و أسامة" تقول طفلة يبدو أنها أكثر وعيا ً للذي فقدته ُ في مرحلة الحصار. أصدقائها هم من رحل َ و من نزح َ و من أستشهد و من لا معلومات عنه، أطفال مثلها كانوا على مقاعد الدراسة و الطفولة قبل أن تسرق منهم ليحلّ مكانها خراب المكان و حديث يشبه أحاديث الجدات الكبار اللواتي يتذكرن الأشياء بلهجة العارف أنها لن تعود.
الفيديو الخارج من تحت الحصار من إنتاج "بصمة"، يأتي ليذكر الحياة خارج الحصار بالإمتيازات التي تمتلكها تفاصيلها و يومياتها.