مي سكاف هي واحده من أوائل الممثلين الذين انضموا إلى الثورة السورية منذ ُ مظاهراتها السلميّة الأولى و صرخة الحقّ الأولى. مي سكاف المعروفة اليوم بعدائها للسلطه الأسديّة و إنحيازها التام لثورة الكرامة تتحدّث في فلم ٍ قصير من انتاج مؤسسة بدايات لصناعة الأفلام عن هواجسها، طموحاتها، مخاوفها و تجاربها مع الثورة. تتوسع أكثر في الشرح عن الأقليات على إعتبارها تنتمي لبيئة تعتبر من الأقليات من جهة و ثقافتها العالية و قدرتها على التحليل من جهة ٍ أخرى.
عاصرت مي سكاف الثورة بحلوها و مرّها، أعتقلت و كان عليها أن تختبئ مع الشباب و الصبايا المفرج عنهم ضمن ظروف ٍ لم تكن بالمثالية، واكبت مراحل كثيرة و كثيرا ً ما سجلت مواقف مشرفة لها في محافل عديدة. تقول مي سكاف بصراحة أنها لا تسعى للشهرة من وراء الثورة فهذه نظرة بائسة بحقها.
مي سكاف من الوجوه التي لم تفقد الأمل، لم تتحدّث يوما ً إلّا عن أنها جزء من هذه الثورة، تخوض في أحاديث ٍ مطولة على صفحتها الخاصة في الفيسبوك حول تفاصيل ٍ دقيقة و أخرى مبدئية في الثورة. لا تملّ أو تتعب من الركض في سبيل إيصال أفضل رسالة بإسم الثورة أينما انتقلت و أينما ذهبت. و لا تنسى دائما ً ذكر أولئك لذين ينامون في عراء الأمن من أجل الحرية.
في هذا الفلم مي تذكرهم، إولئك المرابطين في الغوطة في دمشق، الثوار. تقول حقيقة أنها رأتهم و جلست معهم و هم ليسوا أرهابيين ولا عصابات مسلحة كما يدعي النظام، تؤكد من خلال حديثها عن الأحاديث التي خرجت من قلب الجوامع دعما ً لها إثر إعتقالها، هي إبنة الأقلية. تروي تفاصيلا ً عن أنّ المجتمعات دائما ً ما تمتلك تلك الزاوية المحافظة و الأكثر محافظة ً لكنّ هذا لم يكن ليخيف أحدا ً في يوم ٍ من الأيام آخذه ً والدتها كمثال على أمرأه محافظه دون أن تكون مسلمة أو متشددة دينيا ً في إسلامها.
في أثناء تصوير هذا الفلم تتلقى مي إتصالا ً هاتفيا ً يخبرها بأنها ممنوعة من السفر، و بعد كلّ التحضيرات للسفر و الشنط المرتبة خلف الباب لا تتمكن مي من المغادرة حتى مرحلة لاحقة بعد إتمام تصوير هذا الفلم.
مي سكاف خرجت من دمشق و ستعود يوما ً إلى دمشق المحررة غير خائفة ٍ من الإعتقال ولا من المجموعات المسلحة التي يرهب بها النظام الأقليات و التي تؤكد مي أنها لا تخشى منهم لأنهم أبناء هذا الوطن.