لهون وبس


09 أيلول 2013

بعد كثرة التجاوزات الحاصلة من قبل بعض فصائل المعارضة المسلحة في المناطق التي رحل عنها النظام السوري، اجتمع مجموعة من النشطاء المدنيين المنتمين لمجموعات ثورية ومدنية لمناقشة هذه التجاوزات والبحث في سبل حلها، بعد أن وصلت حدّ القتل والخطف المتكررين، تجاوزات قد لا تكون بدأت بمقتل الطفل "محمد قطاع" واعتقال الناشط "أبو مريم" و "سمر صالح" وغيرهم الكثير.

اتفق النشطاء بعد سلسلة من الاجتماعات والنقاشات على نقل احتجاجهم إلى أرض الواقع من خلال تنظيم حملات ونشاطات منظمة للحد من الفوضى المنتشرة، مثل التظاهر والاعتصام ضد تجاوز ما أمام مقرات الهيئات أو الكتائب القائمة بهذا التجاوز، أو "تنظيم نشاطات لمعالجة مشكلة ما، في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، كمشكلة السيارات غير المنمرة"، تحت عنوان "لهون وبس" كما يقول أحد النشطاء لموقعنا سيرياأنتولد syriauntold.

أغلب نشاطات المجموعة تركز على مراقبة التجاوزات القائمة والاحتجاج عليها، بهدف إيصال رسالة واضحة للجميع تقول بأن زمن الاستبداد مضى، وأن إمكانية تجديده أو تحديثه تحت أي مسمى أمر مستحيل وسيقاوم من قبل النشطاء، أي  " لهون وبس " لكل التجاوزات، لكل الفاسدين، لكل العابثين بحقوق المواطن عن قصد أو جهل ". لهذا لا يترك هؤلاء أي تجاوز مهما قل حجمه إلا ويحتجون عليه، بدءا من الاحتجاج على التجاوزات العسكرية وليس انتهاءا بـ "النشاطات المنظمة فهي مرتبطة بحل مشكلة ما تؤثر على الحياة العامة، كتحويل المدارس لمقرات عسكرية ، مما يؤثر سلبا على الحالة التعليمية" .

وعما إذا كان نشاطهم هذا الموجه ضد المعارضة التي يعتبرون أنفسهم جزء منها، سيبعدهم عن معركتهم الأساس ضد النظام، يقول أحد النشطاء أن "سقوط النظام فهو مرحلة ستمر على المجموعة كما ستمر على الثورة بشكل عام ".

كأغلب النشاطات والحملات ذات الصوت المستقل تعاني المجموعة من مشكلة في التمويل الذي لا يزال ذاتيا يعتمد على جيوب أعضاء المجموعة "مع بعض المساعدات التي اقتصرت على عدة أجهزة تقنية ، كما تلقى عدد من أعضاء الحملة دورة تدريبية لاكتساب مهارات في إدارة الحملات والمناصرة الإلكترونية".

وسعيا لتجاوز إشكالية التمويل يعمل النشطاء على التعاون مع مجموعات أخرى كثيرة "متشاركة بنفس الفكرة والهدف"، سعيا لتحقيق حلمهم بـ "تفعيل المحاسبة للفاسدين والمضرين بحركة المجتمع، ونشر ثقافة الإحتجاج" للوصول بـ "سوريا إلى الحالة الديمقراطية لخلق مجتمع مدني تحكمه دولة القانون" .

"لهون وبس" صرخة من داخل الانتفاضة ترفع الصوت جهارا ضد التجاوزات التي باتت تحصل لتقول أن زمن الاستبداد ولّى وأن إمكانية ترميمه ولو من داخل الانتفاضة أمرا بات بحكم المستحيل، فمن ذاق الحرية لن يرضى العبودية بعد اليوم.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد