ميديا

الإبداع الثوري: كي لا ننسى


في كثير من الأحيان يبدو أنّ عدداً كبيراً من الناس نسيَ أو ببساطة ربما يجهل تماماً، كيف بدأت الثورة السورية. نسيَ الشهداء السلميين في المظاهرات، نسي مجزرة الساعة في حمص و المجازر التي تبعتها لتفضّ إعتصامات كانت سلميّة كزهر الياسمين. في العديد من هذه المظاهرات كان الطابع الإبداعيّ موجود، الغناء و الرقص بشكل حلقاتٍ، الرد الأسديّ كان بالقتل والقتل و المزيد من القتل. 

الأسد هو معلّم القتل، هو الذي دفعَ الناس بإتجاه أن تؤمن بأنّ لغة السلاح هي اللغة الطاغية، هو من دفعَ المتظاهرين السلميين نحوَ الهاوية ودفع الثورة السورية نحوَ روايته الأولى، الثورة المسلحّة ليختبأ بعدها خلفَ شبح الطائفيّة و يتدعي أنهُ يقوم بحماية الأقليات، متناسياً أن معظم من يحمل السلاح اليوم في سوريا سيتركهُ إن تخلى هو و جيشهُ عن القتل و رحلوا. هذا ما يفسّر أنّ العديد من السوريين مازالوا يطلقون تسمية "الثورة" على ما يطلق عليه العالم إسم "الحرب الأهلية". 

يظهر في الفيديو أيضاً العديد من الأعمال الفنيّة و الإبداعية من صور ولوحات و لافتات توضح كم استخدم السوريون من لغاتٍ إبداعيّة كي يتواصلوا مع القاتل طالبين منه الرحيل عنهم، و لكن لغته بقيت واحدة: القتل. مدّة الفيديو تقريباً حوالي الـ 10 دقائق يغطي من خلالها مشاهد متفرقة منذُ بداية الثورة و حتّى مجزرة الغوطة الغربيّة الأخيرة في 21 آب. 

ختاماً، اذا كانَ بإستطاعة الفيديو أن يتكلّم فلربما كان توجه إلى العالم قائلاً: "انظروا، هذا نحنُ، المبدعون، الرسامون و العازفون و السلميون و لسنا تلك الوجوه القاتلة التي تعرض على شاشاتكم". 

 

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد