لا أحد في سوريا يعيشُ اليوم بنفس أسلوب الحياة التي كان يعيشها منذُ سنتين، قبيل إندلاع الثورة السورية. المسألة لا تكمن تماماً بالثورة، إنما بالردّ العنيف الذي استخدمهُ الأسد للتأكيد بأنّه لن يسمحَ للثورة بالإنتصار مهما ذهبَ بعيداً في العنف و القتل.
يبدأ الفلم، "ليسَ بعدَ الآن" بمشهدٍ لنور، أنثى في الرابع و الشعرين من عمرها، و هي تروي عن كيفَ كانت حياتها قبل الثورة. مدرّسة اللغة الإنكليزية التي تحوّلت من التعليم و ممارسة الحياة اليوميّة الروتينيّة إلى مراسلة تعمل على توثيق كلّ ما يمكن توثيقه ضمن الثورة. "يجب على كلّ العالم أن يعلم ماذا يفعل بنا هذا الشخص" تقول.
الشخص الآخر الذي يظهر في الفلم هو معاوية. الشاب الذي تحوّل من مجرّد مواطنٍ عاديّ إلى جنديّ في الجيش الحر يقول "أعتقلت و عذبت و كان أشدّ العذاب هو عندما يقومون بالإلقاء بكَ أرضاً"، في مقطع ٍ آخر يضيف، "نحنُ لسنا إرهابيين، حتّى القطط تشعر بالأمان بيننا".
الفلم يحاول أن يلقي الضوء على تجربتين شخصيتين جدّاً في محاولةٍ لنقل شيء من الواقع الحقيقي للسوريين.