"وصل الشيء وصلاً، والوصل ضد الهجران، والوصل خلاف الفصل ، وصل الشيء بالشيء يصله وصلاً، واتصل الشيء بالشيء لم ينقطع، وصلى الله بارك"، بهذه العبارات القصيرة، بدأ الناشطون في مجموعة "واو الوصل" عملهم على شقّين رئيسين، إعلامي متمثّل بصفحة فيسبوك وميداني بالاعتماد على الناشطين على الأرض، إذْ يهدف الناشطون في مشروع "واو الوصل" في المدى القريب، إلى إنتاج مجموعة كبيرة من الأفلام، وتطوير المنتجات الإعلامية السمعيَّة- البصرية، التي تتحدث عن مواضيع مختلفة موجهة للجهات المختلفة، بحيث يمكن بالتالي تكوين صورة كاملة عن الحالة السورية، كالإضاءة على مكونات الشعب السوري، وتوضيح الآراء المختلفة ، وآراء وتطلعات الشباب، والعقبات أمام التحول الديمقراطي، وغيرها من المواضيع التي تدور في ذهن المشتغلين في المجموعة.
المجموعة تكوَّنت من شباب سوريين ناشطين في الحراك الثوري السوري في إختصاصات فنيَّة وإعلامية وتكنولوجية مختلفة، حيثُ بنت "واو الوصل" هيكليتها لتكون أشبه بشبكة واسعة، يستطيع أن يساهم فيها جميع من يوافق على أسلوبها ومعاييرها بعيداً عن التشكيل المؤسسي المحدود، لذلك تطلق "واو الوصل" على نفسها إسم "إعلام شبابي بديل"، وتشكَّلت المجموعة ضمن لقاءات عديدة غير رسمية في بداية العام 2012، تلاقت فيها أفكار ورؤى وقدرات مجموعة من الشباب لتشكيل هذا الإطار، بدأت الفكرة من واقع الإعلام التقليدي والشعبي الذي بدأ بلعب دور مؤثر في مسار التحول السياسي والإجتماعي في سوريا والمنطقة، لكن ضمن توجهات سياسية مختلفة بعيدة عن واقع الحراك وثقافة الشباب المحرّك له،. لذلك نشأت الفكرة كمحاولة لتأسيس إطار مستقل وتفاعلي يضمن أن يساهم فيه الشباب بشكل كافي لرسم ثقافة شبابية للحراك ورؤية مستقبلية حقيقية لسوريا.
استطاع موقعنا سيريا أنتولد Syrian untold أن يصل إلى أحد الناشطين المؤسّسين للمجموعة، حيث قالَ حول أهمَّ الأهداف الأساسيَّة للمجموعة والمعايير المعتمدة لاختيار المواضيع "تعملُ المجموعة بشكل أساسي على متابعة المواضيع المتعلّقة بحياة السوريين والتحول السياسي والإجتماعي الجاري، وتتابع الهموم الأساسيّة التي يعاني منها المجتمع وتسعى لنشر حرية التعبير عن الرأي والحقوق ومحاربة التطرف، ويتم اختيار المواضيع من خلال التواصل مع المجتمع ومن خلال الرسائل التي يرسلونها عبر كاميرا فريق "واو الوصل"، وتعتمد المجموعة بشكل أساسي على مبدأ الموضوعية في نقل المعلومات والتعامل معها، ولكن لا تصف واو الوصل نفسها بالحياد، فهي تقف بشكل واضح ضد أية انتهاكات واضحة وأخطاء تمارسها أي جهة من جهات النزاع في سوريا، معيار أساسي ثاني تطبقه المجموعة على كافة نشاطاتها، وهو التشاركية والتفاعل مع الجمهور والمجتمع ، حيث تبني كافة أعمالها بشكل يضمن التواصل بين المجتمع والجمهور والتواصل مع المجموعة نفسها".
أمَّا أهمُّ المعوّقات التي تواجه عمل المجموعة فهو ضعف التمويل، حيث يلعب نقص التمويل دوراً في تأخير عملية الإنتاج، ولكن لا يعود ذلك إلى نقص فرص التمويل فحسب كما يقول الناشط "بل على استراتيجية المجموعة ورغبتها بتأسيس هيكل تنظيمي داخلي قوي مستقل عن املاءات مصادر التمويل، قادر على القيام بالأعمال المختلفة بشكل فاعل، وحتى الآن معظم أعمال المجموعة هي برامج تجريبية تنفذها المجموعة بنفس الوقت الذي تبني فيه كادرها ومخطط عملها القادم"، إضافةً إلى هذه العوائق فهنالك العوائق التقليديَّة التي تواجهها معظم تجمُّعات الشباب السوري في الداخل والخارج اليوم، كصعوبة الحياة اليومية وظروف المجتمع السوري واللجوء والإحباط المعنوي القاسي المتكرر.
ولعل أهم استراتيجية تتبعها مجموعة "واو الوصل" هو التوعية بالصورة، أي تحقيق عملية التغيير السياسي والثقافي بالأفلام المصوّرة، إذ يقول الناشط "إنتاج الفيديو هو عنصر أساسي في عملنا ولكن لا يقتصر عليه، قمنا بطباعة كتيبات السلوك الصحيح للجيش الحر وأنتجنا لعبة فلاش وغيرها من النشاطات المختلفة، الفيديو بالنسبة لنا هو العنصر الأساسي الذي يطرح قضايا أساسيَّة ولكن حول كل قضية نقوم ببناء برامج ونشاطات مختلفة بحسب حاجة هذه القضية الفردية".
"واو الوصل" هو مشروع ثقافي غير هادف للربح، موضوعه الرئيسي هو الوصل والتشبيك وتشجيع إنتاج الثقافة وتبادلها ودورانها، الثقافة التي هي القيم والمبادئ والمعايير المشتركة للمجتمع، والتي من شأنها الإسهام في استقراره ونهضته.