حين يكفّ الصراخ عن أن يكون مجديا، أو حين يكون الصراخ متعذرا بسبب القبضة الأمنية المشدّدة، يغدو البحث عن ملاذ آخر للتعبير همّ كل فنان مهجوس بما يسطره الشعب السوري من ملاحم ضد طغاته، ولهذا جعل الفنان السوري "علاء حمامة" المولود في مدينة مصياف ( 1983) من أعماله الفنية بوحا يوميا لأحداث الانتفاضة السورية، عن "طريق تجسيد المشاهد والآلام والمجازر والمؤتمرات والتصريحات والأخبار العاجلة وتلخيصها بخطوط وشخوصٍ وألوان" كما يقول في حوار مع موقعنا سيريا أنتولد Syria untold.
الفنان الذي تخرّج من كلية الفنون الجميلة عام 2005 يعتبر أن الفن الهائل الذي يرافق الانتفاضة السورية، هو "انعكاس لمخزون هائل لمرحلة ما قبل الثورة، فكانت لحظة انطلاق الثورة هي اللحظة المُثلى لجمع العناصر واختيار المشاهد والألوان والعناوين، فالثورة كانت منتظرة ومتوقعة بديهيا فهي الحاجَة/ الأُم لكل السوريين".
ولأن الانتفاضة بالنسبة له هي أم، فإن كل ما رسمه الفنان منذ بدئها وحتى الآن، هو صدى لأحداثها ومشاهدها، لخيباتها وأفراحها، لآلامها وصراخها وهي تتحدى هذه الآلام مكابرة باتجاه الوصول إلى آخر درب الحرية، لذا كانت "جميع المشاركات والفعاليات والمعارض الفنية منذ بدء الثورة مرتبطة كل الارتباط بهذه المشاهد. وكان عنوان" مشاهد سورية" هو العنوان الأشمل لمجموعة أعمال ٢٠١١-٢٠١٢".
وعن العلاقة بين فنه والانتفاضة، وأثر الأخيرة عليه، يقول الفنان المتفرغ حاليا للعمل في حقل الفنون البصرية والتصوير الضوئي والتصميم الغرافيكي أن " الأحداث التاريخية العظيمة وانتفاضات الشعوب كما الثورة السورية تساعد الفنان على امتلاك الخبرات وتطويع الأدوات الحسية المطلقة، لذلك فأنا أرى أن أثر الثورة على أعمالي سيكون بمثابة ملامح عالية الوضوح حتى في المستقبل البعيد".
من بين أعماله الكثيرة تستوقفك لوحة "مآثر جنرال" التي رسمها الفنان بعد المجزرة التي استخدم بها السلاح الكيماوي، ليقول أنها "تصوير لكلمات وآراء وتصريحات ضمن فوضى الشريط الأخباري بعد مجزرة الغوطتين، متضمنة العجز والموت والتخاذل والكذب المعلن سرا من الجميع".
"علاء حمامة" فنان سوري رفض الوقوف على الحياد بينما شعبه يخوض غمار الدرب الطويل نحو الحرية، فلم يكتف بجعل لوحته صدى لآلام هذا الشعب، بل جعل من كلماته أيضا حاضنا له، إذ أحب أن يترك كلماته هذه ختاما لحديثه معنا:
نبضاتُ قلبٍ ولحظات..
صرخاتٌ و هتاف
عجز... ألمٌ و دمٌ و خبزْ
مشافٍ ميدانية...
نزوحٌ و أحلامٌ ودعاء
توقٌ و آمالْ.
لمتابعة صفحة الفنان على الفيسبوك: اضغط هنا