الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، يخاطب الرئيس بشار الأسد من قبره: " برافو عمو بشار"، ضحايا سوريون بمواجهة الضمير العالمي الذي يزن الصفر، أسلحة الكيميائي السوري تصب في السلّة الأمريكية، رجل دين ملتحي ينفذ ما يطلب منه.. تلك بعض عوالم لوحات الكاريكاتير للفنان السوري "كاميران شمدين" المولود في مدينة القامشلي ( 1974)، والمقيم حاليا في المملكة العربية السعودية.
حال الفنان الذي ينشر رسومه حاليا في "الجزيرة نت" و"مجلة "كه ب" التي تصدر في إقليم كردستان كحال أغلب السوريين، الذين وجدوا في الانتفاضة السورية متنّفسا لهم، فـ "عندما كنت أشاهد الآلاف من الشعب السوري ينزلون إلى الشوارع بدون خوف ينادون بإسقاط النظام. كنت أرتاح نفسيا، وأحس بالحرية. كنت معهم في غربتي ومنفاي بكل أحاسيسي" كما يقول في حوار مع موقعنا سيريا أنتولد Syria untold.
الفنان الذي يعتبر نفسه "منتفضا ومعارضا قبل أن تبدأ الثورة" بثت فيه الانتفاضة روحا دفعته لأن يرسم "أول لوحة مع بداية الثورة، لأكون فردا نافعا يضاف إلى المنتفضين، لأحس بأني حر. وأطلق العنان لريشتي في وجه دكتاتور، وأقول له ارحل ككل الثوار"، معتبرا أن "أجمل لحظة عندما رأيت الشعب السوري ينزل الى الشوارع والساحات مناديا "يلعن روحك ياحافظ" و"الشعب يريد اسقاط النظام".
رغم أن أصدقائه نصحوه في البداية أن ينشر باسم مستعار، إلا أن شجاعة السوريين بمواجهة الموت دفعته لأن يتخلى عن حذره، فـ"تحررت من خوفي سريعا، ونشرت أول أعمالي مع توقيعي وكانت اللوحة لبشار الاسد".
الفنان الذي يتناول في أعماله "هموم الفقراء وعنجهية الحكام ومآسي الشعوب"، يعتبر أن فن الكاريكاتير هو في بعض وجوهه رسم لـ "أخطاء السياسة والسياسيين"، حيث تأتي فكرة لوحته " في لحظات أفكارها غالبا تكون حدثا عاما تستطيع أن تنشرها في أي وقت، أما أفكار الحدث الآني فتأتي بمتابعة القنوات الاخبارية وقراءة الجرائد والمواقع الالكترونية، ومن مخزونك الفكري".
لا تتوقف لوحات الفنان عند الجانب النضالي والسخرية من السياسيين السوريين، بل تتعدى ذلك إلى محاولة التعبير عن هموم المواطن، ولعل لوحة الكاريكاتير التي تعبر عن هبوط الليرة السورية، عبر نقود تهبط على رأس المواطن السوري لتدميه، خير دليل على ذلك، وخير مؤشر على أنّ الفقراء هم من يحصدون نتائج الصراع الدامي في سوريا.
يحلم "كاميران" ككل السوريين "بسوريا حرة ديمقراطية " وبأن "أرجع إلى وطني في أقرب وقت"، داعيا لـ "الاهتمام أكثر بفن الكاريكاتير لأنه فن هادف"، ومطالبا بحرية صديقه فنان الكاريكاتير "أكرم رسلان" الذي رفع الفنان لافتة تطالب بإطلاق سراحه.
صفحة الفنان على الفيسبوك: اضغط هنا.