الشارع للإعلام والتنمية


20 تشرين الأول 2013

في منطقة الجزيرة في الشمال السوري، تحالف جفاف الطبيعة مع القرارات الاقتصادية الشوفينية البعثيةـ فتدهورت الأوضاع المعيشية الاقتصادية للسكان إلى حدَّ اقترب من مستوى المأساة الإنسانيَّة، حيث وصل عدد المتضررين من الجفاف إلى ما يقارب 1,5 مليون إنسان، في ظلِّ إهمالٍ كامل من الحكومة السورية لهذه المشكلة وعدم التعاطي الإعلامي والإنساني معها كحالة طارئة، مما أدَّى إلى نزوح ما يقارب 36 ألف عائلة باتجاه المدن الكبيرة كدمشق.

وهذا ما دفع مجموعة من الناشطين إلى إطلاق مشروع مؤسسة "الشارع" في شباط من عام 2010، وذلك بحملة إعلامية لدعم نازحي الجزيرة السورية نتيجة جفاف أراضيهم الزراعيَّة، وكان المشروع في البداية يعتمد على معارض فوتوغرافيَّة وصور تنقل مأساة الجوع، بالإضافة إلى تنظيم زيارات دوريَّة للصحافيين إلى أماكن هؤلاء، هكذا بدأت مؤسسة "الشارع" لتصوير مأساة الجوع السوري، ولكن بعد عام من العمل الميداني في مخيمات الجفاف السورية، انتقلت مؤسسة "الشارع" مع اندلاع الانتفاضة السورية (آذار 2011) من العمل البسيط في مخيمات الجوع، إلى تغطية إعلامية شاملة لكامل الحدث السوري، وصناعة أفلام وثائقية تعبر عن هذا الحدث، ممَّا عرض الناشطين العاملين في المؤسسة إلى كل حملات الاعتقال والملاحقة المنهجية من قبل المخابرات السورية

من تصوير للجوع، إلى تصوير انتفاضة كان الجوع أهم أسبابها، هذه هي قصة الشارع السوري الذي توثّقه مؤسسة "الشارع" بأدواتها الإعلامية البسيطة، وهذا ما يقوله أحد الناشطين في المؤسسة لموقعنا سيريا أنتولد Syrian untold "تعمل المؤسسة اليوم على مجموعة من المشاريع الإعلامية، والنشاطات المدنية داخل وخارج سوريا، للدفاع عن حقوق الإنسان بأدوات العمل الإعلامي المختلفة"..

كاريكتير لمؤسسة الشارع للإعلام، المصدر: صفحة الفيسبوك.
كاريكتير لمؤسسة الشارع للإعلام، المصدر: الموقع الرسمي للمؤسسة على الفيسبوك.

وبسبب يتم الانتفاضة السورية، وإهمال جانبها المعنوي من قبل كل التيارات المعارضة، تعمل مؤسسة "الشارع" على تنظيم “احتفاليَّة الشارع السوري”، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية للانتفاضة السوريّة، وتضمَّنت هذه الاحتفالية خلال عامين سابقين مجموعة فعاليات ثقافيَّة مختلفة، حيثُ قدمت عروض سينمائية، ومعارض تشكيلية، وأعمال مسرحية، وتجهيز في الفراغ، وموسيقى. في عدّة مدن سوريّة ومدّن عربية وأوربية. وتم تنظيم مهرجان “شوارعنا ملونة” وهو الأيام السوريّة للتعددية، الذي نٌفذ في حلب، ومارع، والباب، ومنبج. وقدمت مجموعة أعمال مسرحية وغنائية وحملات غرافتي في الشوارع والساحات السوريّة للتأكيد على أهمية التعددية في المجتمع السوري.

ويتم اختيار الحملات والفعاليات بعناية، بحيث تتمكَّن الحملة والفعالية بتوصيل كلّ الأفكار المَطلوبة للمجتمع السوري أو للإعلام العالمي، وذلك من خلال صناعة وثائقيات من مختلف الجغرافية السوريَّة، وتقديم صورة حقيقيَّة وإنسانيَّة للواقع الحالي لسوريا، يقول الناشط :"اليوم نسعى لإنجاز عدد من التحقيقات الاستقصائيَّة المكتوبة والمصوَّرة، التي تحاول توضيح التفاصيل المُبهمة، وتوصل معلومات دقيقة ومفصَّلة ووثائق واضحة للرأي العام السوري والعالمي عن ما يحدث في المدن السوريَّة،

ترسيخ قيم الحريَّات الإعلامية في المجتمع السوري، ومساعدته على ابتكار آليات إعلامية للدفاع عن حقوقه، هذا ما تسعى إليه مؤسسة "الشارع"، وذلك لتمكين الإعلاميين السوريين من خدمة الحقيقة كونها الهدف الأساسي لعملهم، والدفاع عن حقوق الإنسان من خلال تطوير مهاراتهم ودعم مشاريعهم. وتقديم ورشات تدريبية لمجموعات مختلفة من الصحفيين المحليين لتطوير مهاراتهم المهنية.

ولأنَّ العمل الإعلامي والمدني لا يتوقَّف عند سقوط النظام، فإنَّ الناشطين في مؤسسة "الشارع" سوف يعملون على نقل الحقيقة في ظل أية سلطة مهما كان لونها، تحاول فرض سطوتها ودكتاتوريتها على المجتمع السوري.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد