يتألف فريق Anarchadia أناركاديا من خمسة أفراد سوريين، جمعتهم الصداقة قبل أن يجمعهم الفن الذي دفعهم لتجريب "مختلف أنماط موسيقى الميتال إلى حين وصلنا إلى الشكل الذي نحن عليه الآن"، مغامرين بتقديم فن يدركون مدى صعوبة تقبل العالم العربي له، لأنه حتى بعض المجتمعات الغربية "لا تتقبل هذا النوع من الموسيقى لغرابته على الرغم من اشتقاقه من الموسيقا الكلاسيكية، ومن لا يصدق هذا فليستمع إلى فاغنر وغيره من الموسيقيين الكلاسيكيين الذي اعتمدوا على الصوت الجهير في موسيقاهم" كما يقولون في حوار أجراه معهم موقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".
أغلب الأغاني التي قدمها الفريق حتى اليوم هي باللغة الانكليزية، مع محاولات حثيثة لـكتابة كلمات الأغاني باللغة العربية، دون أن ينجحوا في ذلك، " ولا أعتقد بأننا سنقوم بذلك في القريب العاجل، إذ أن ألبومنا القادم سيكون أيضاً باللغة الانكليزية وبعيد عن السياسة قليلاً".
أنتج الفريق ألبومه الأول الذي تم نشره على الأنترنت مجانا "قبل اندلاع الانتفاضة السورية بقليل، وبالتحديد عند خروج الشعب الأمريكي في تظاهرات سلمية في نيويورك ضد النظام المالي في وال ستريت Wall st. ، وبسبب الفتيل الذي أشعلته هذه التظاهرات حول العالم اكتمل الألبوم ليكون تعبيراً عن رأينا فيما يحدث في العالم بتحديد القوى الاقتصادية التي تسيطر على هذا العالم"، لنكون أمام كونية الموسيقا التي ينتجها الفريق، ساعين من خلال ذلك إلى "إيصال صورة أخرى للمجتمعات العالمية عن سوريا وعن السوريين، مغاير لما يطرحه الإعلام الغربي عن السوريين وعن العرب بأنهم إرهابيون. ولحسن الحظ هناك الكثير من الموسيقيين السوريين الذين يعملون بشكل فعال في هذا المجال".
بسبب الأوضاع المادية الصعبة التي يعيشها السوريون اليوم، يعمل الفريق في مهن شتى تبدأ من الترجمة ولا تنتهي عند الموسيقا لتأمين لقمة عيشهم، متمنين أن " تستطيع موسيقانا في يوم من الأيام أن تكون مصدر رزقنا" لأن "همّ الشركات الوحيد هو الربح بغض النظر عمّا يتم طرحه في الموسيقى أو كلمات الأغاني".
يستمد فريق العمل اسمهم من مشروع "الأناركية وليس الثورية" أي "رفض أي شكل من أشكال السلطة وبالأخص الديكتاتورية"، ولهذا كانوا من أوائل المتحمسين لـ "مبدأ الثورة لإلغاء المركزية الموجودة في السلطة في سوريا" إلا أن أملهم خاب "عندما قرر بعض السوريين حمل السلاح" لأن النضال السلمي هو الأفضل، فلو " استمرت (الانتفاضة) على سلميتها لما كنا فيما نحن فيه الآن. وسيكون بالتأكيد هناك تغيّر في شكل السلطة في سوريا من الشكل الديكتاتوري إلى الشكل الديمقراطي".
يعتبر فريق العمل أنه مازال في سوريا "أصوات كثيرة منادية بالسلم الأهلي وانتقال السلطة بشكل سلمي ومحاربة المتطرفين المنتشرين في سوريا رغم تجاهل الكثير من الثورجيين السوريين لوجود المتطرفين أو التقليل من شأن تأثيرهم".
أجمل اللحظات التي مرت على فريق العمل تتجلى بتواصلهم " مع الموسيقي الأمريكي جون شيفر (Jon Schaffer) الداعم لحقوق العرب والمطالب بتوقف تسلط السلطة الأمريكية حول العالم بالإضافة إلى موافقته على تأليف وتسجيل أغنية مشتركة."
يعاني فريق العمل من قلة التمويل وسوء نظرة البعض لهذا النوع من الموسيقى، رافضين أن " يُعمم علينا نحن أيضاً تصرفات بعض الأشخاص الخاطئة من الذين يستمعون أيضاً إلى هذه الموسيقى، وأعتقد أنه في حال قام الناس باحترام رأي الآخر واختلافه فستحل الكثير من المشاكل الاجتماعية العالقة ليس المتعلقة بنوع هذه الموسيقى فقط"، علما أن الفريق لم يتعرض لأية مضايقات خلال الانتفاضة، "لا من الأمن ولا من المجموعات المسلحة الأخرى، لكن قبل ذلك وكما حال الكثير من السوريين الشباب الذي يستمعون إلى هذا النمط الموسيقي نسبت إلينا تهم كثيرة ليس لها أساس من الصحة منها عبادة الشيطان وغيره من التهم المغفلة المتخلفة وسجن بعضنا والكثير من أصدقائنا جراء هذا التخلف والتسلط".
يحلم فريق Anarchadia أناركاديا اليوم أن يتمكنوا يوما من التفرغ لـ "عزف الموسيقا التي نحب في كل بقعة من هذه الأرض وتحقيق الشهرة التي نطمح إليها"، متوقعين أن حلمهم هذا لن يتحقق "ما لم يتوقف حمام الدم السوري"، متمنين على الفرقاء السوريين أن يتحدوا "في القريب العاجل على كلمة واحدة تنطوي تحت راية الوطن وأن يتيقنوا حقيقة أنه لا وجود للحسم العسكري في هذه المعضلة"
لمتابعة أعمال الفرقة ونشاطاتها، اضغط هنا