فرقة الحلم العربي


04 تشرين الثاني 2013

ولدت "فرقة الحلم العربي" في شهر اكتوبر 2013 على يد ثمانية من "الشباب السوري الثائر/ الهواة والذين يملكون خامة إبداعية وفنية" من رحم المكتب الثقافي لـ "ائتلاف شباب الثورة"، حيث يقوم بتدريبهم "مدير المكتب الثقافي لتطوير ملكاتهم كونه مخرج مسرحي".

تعمل الفرقة على تسليط الضوء على "قضايا تعاني منها الثورة والمجتمع بأسلوب نقدي ساخر وصامت في نفس الوقت, ولا تعتمد مثل هذه العروض على القدرة التمثيلية بقدر ما تعتمد على تجسيد الفكرة بكل جوانبها"، كما يقولون في حوار مع موقعنا "سيريا أنتولد Syria untold"

تعتمد الفرقة على المشاهد الإيحائية الصامتة " لعدم تقبل الشارع في الوقت الحالي لعروض تمثيلية تتضمن سيناريو وحوار, ولكي تستقطب هذه المشاهد أكبر كم ممكن من المتابعين، إذ يكفي أي من الأشخاص المارة في الشارع أن يلقي نظرة لمدة أقل من ثلاثين ثانية ليقرأ المشهد بالكامل ويترك أثراً عميقا في اللاوعي للمشاهد".

تصرّ الفرقة على تقديم عروضها في "أكثر الشوارع والساحات ازدحاما في المناطق المحررة لتصل الرسالة الى أكبر قدر ممكن من الناس في الشارع"، لأنهم لاحظوا أن الأعمال التي ينفذها زملاء آخرون لهم في عواصم أخرى، ويعرضونها عبر أدوات التواصل الاجتماعي لا تؤدي الغرض المطلوب منها، لأن "الجمهور المستهدف لم تصله الرسالة، و لأن الأنترنت منقطع في سوريا ولا يستخدمه إلا فئة قليلة في سوريا، وبالتالي تبقى رسالة هذه العروض على روابط اليوتيوب دون أن تصل للشارع بالشكل المطلوب".

الفرقة قدمت حتى اليوم عملين مسرحيين، الأول يتحدث عن الصراع بين "الجيش الحر" و"داعش" واستفادة النظام من الأمر، و"الثاني ظاهرة خطف وقتل وملاحقة النشطاء الإعلاميين من قبل النظام وبعض المجموعات التابعة للجيش الحر وأطراف إسلامية متطرفة, وموقف الشارع من هذه الظاهرة"، وتحضر الآن لعرض جديد يناقش عبارة ( الله ينصر الحق ويطفيها بنورو ) التي أصبحت ظاهرة نسمعها من أفواه الكثير من السوريين، عندما يتم سؤالهم هل أنت مع الثورة أم مع النظام ؟ فيجيب بدافع الخوف ربما أو لدوافع أخرى ( الله يطفيها بنورو وينصر الحق ) حيث سيقوم شاب بأخذ دور عنصر من النظام يضع السكين على رقبة طفل صغير وهذا الطفل يحمل لافتة يستنجد فيها بأبيه الذي يكون واقفا وهو يدير ظهره لهذا المشهد ويحمل لافتة مكتوب عليها هذه العبارة".

تفاعل الناس والجمهور مع أعمالهم الأولى دفعهم للإصرار على الاستمرار في التجربة، خاصة بعد انتصارهم على داعش التي أرادت منع "العرض الذي يجسد حالة قتل الإعلاميين بحجة أنّ الموسيقى المرافقة للمشهد حرام ولكن على الرغم من ذلك أصر الشباب على العرض وتم كما كان مخططا".

يعتبر فريق العمل أن أول عرض مسرحي لهم يشبه "المظاهرة الأولى التي سنخوضها ضد النظام" لأن فكرتها موجهة ضد "داعش"، ولكن "ما شاهدناه من تفاعل فاق المتوقع من قبل المشاهدين في الشارع وتجمهرهم الكثيف حول العرض وتفاعلهم مع الفكرة دفعنا للاستمرار".

وعن طريقة اختيار مكان العرض، يقول أحد أعضاء الفريق الذي يحضّر عمله "ضمن مقر الائتلاف في القسم الثقافي بنفس الوقت نكون نحن في مجلس الإدارة نفكر بأكثر الاماكن المناسبة، من حيث فكرة المشهد، ومن حيث الازدحام وتجمع الناس لعرض المشهد كما نقوم قبل العرض بالتواصل مع بعض الاصدقاء في الجيش الحر والتنسيقيات المتواجدة في المكان ليكونو جاهزين لأي طارئ".

ثمة عوائق كثيرة تقف في طريق فريق العمل، يتجلى أولها بالأطراف الكثيرة التي ترتاب من هكذا أعمال، وثانيها الأوضاع المادية "التي تجعلنا نقدم العرض بإمكانيات بسيطة وبدائية كان من الممكن مع بعض الإكسسوارات والتقنيات أن توصل رسالتنا بشكل أكبر".

ورغم ذلك يعمل الفريق على تنفيذ الكثير من الأفكار التي تعصف برأس الشباب الثمانية بدءا من "انشغال الكثير من القوات المحسوبة على الثورة بالغنائم والسرقات في حين يقوم النظام بقتل وتجويع الاطفال والنساء" وليس انتهاءا بـ "واقع المعارضة في الخارج وغيرهما الكثير من الأفكار".

"فرقة الحلم العربي" تجسد حلم شباب سوري آمن بفعله ودوره فاتخذ المسرح وسيلة تعبير له، جاعلا من العرض المسرحي رسالة وعي من جهة، ورسالة احتجاج من جهة أخرى.

لمتابعة أعمال الفرقة على الفيسبوك، يمكن الضغط هنا.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد