ائتلاف شباب الثورة في سوريا.


06 تشرين الثاني 2013

 مجموعةٌ من الشباب السوري الثائِر من مُخْتَلف المحافظات السوريَّة في مختلف مَجالات الحِراك الثوري، ينشطون ضِمن تشكيلات ثوريَّة ومدنيَّة مُختلفة ومن كافَّة أطياف وألوان النسيج السوري، هذه هي الكتلة الرئيسة في "اتئلاف شباب الثورة في سوريا".

 بَدَأتْ فِكرةُ تأسيسِ المجموعة منذ أكثر من عامين، ومنذ ذلك الوقت انطلقت سلسلة طويلةٌ من الاجتماعات والمناقشات المُكَثَّفة والواسعة بين شرائح واسعة من النّشطاء والنّخَب الشابَّة المثقَّفة، حولَ ضرورة تتويجِ الحِراك الثوري بمختلف أشكاله ومجالاته بكيانٍ سياسي، يُعَبِّر عنه ويقوده ويصيغُ له خُططه الحاليَّة ورُؤاه المستقبليَّة وخصوصاً بَعْد عَجْز القوى السياسيَّة التقليديَّة بَشكْلٍ عام عن مواكبة الحدث، يقول أحد الناشطين في المجموعة لموقعنا سيريا أنتولد Syrian untold:" كون فِكْرَتنا بالأساس تعتمدُ على النخب الثوريَّة والمثقَّفة من شباب الداخل، كانَ الأمر غايةً في الصعوبة وذلك بسبب سيطرة النظام وخصوصا بتلك الفترة، على مُعظَم المدن والبلدات وصعوبَة التواصل والتنقُّل والحركة وما نتعرَّضُ له بشكلٍ يومي من قتلٍ وتَهْجير وتدمير يجعلُنا دوماً نصطدِم بأولويَّات أخرى تعيقُ عملَنا وتُأخِّرْه، بالإضافة لاعتقال واستشهاد قسمٍ مهمّ خلال هذه المُدَّة من الأعضاء في مُختلف المحافظات، وبعد تحرير مناطق واسعة من الأراضي السوريَّة وخصوصاً في الشمال السوري تمكَّنا من عقد اجتماعات مباشرة وعقدنا المؤتمر التأسيسي الأوَّل المُعْلَن في 962012 وحَضَر الاجتماع أعضاء الائتلاف في كلِّ من حماه وادلب وحلب والساحل وحمص وأرسلَ الأعضاءُ في دمشق وريفها رسالةً أوصوا فيها ببعض المُقترحات علماً أنَّ أوَّل اجتماع غير معلن كان بريف ادلب بحضور عددٍ كبيرٍ من النشطاء، قبل اجتياح ريف ادلب من قبل قوَّات النظام لأوَّل مرَّة قبل أكثر من عام من هذا التاريخ، وبعد المؤتمر التأسيسي أعْلَنت الأمانات الفرعيَّة لكلّ من حلب وادلب وريف دمشق ودمشق وحمص وحماه، ولا زالَ العملُ في باقي المحافظات علماً أنَّه حتى الآن لم تتبلور هيكليَّات واضحة بسبب سيطرة النظام في تلك المحافظات"

 تنحصرُ نشاطات المجموعة ضمن المجالات السياسيَّة والفكريَّة والثقافيَّة والمدنيَّة، ويتمُّ اختيارْ النشاطات "وفق ما يحقِّق رؤيتنا السياسيَّة من القضايا الاستراتيجيَّة في الثورة السوريَّة، ووفق استراتيجيَّاتنا المُعتمدة في البحث عن نشاطات قادِرة على مُحاكاة الواقع ضمن ظروف المرحلة، وقادرة على إحداث فرقٍ وتغييرٍ في الشَّارع"، وأحياناً تقومُ المجموعةُ بنشاطات تفرضها ظروف مرحليَّة يجب التعامل معها بشكل فوري، لأنَّ الانتفاضة السوريَّة تشهدُ متغيِّرات سريعة ومفاجئة على الساحة المحليَّة والدوليَّة بشكلٍ مستمر، و"تهدف نشاطاتنا لتغيير المزاج العام في الشارع والترويج للأهداف والمبادئ التي نادت بها الثورة منذ بداياتها في الحرية والديمقراطية والمواطنة والعدالة والعيش المشترك"

صورة مشاركة لإئتلاف شباب الثورة في احد المظاهرات....المصدر: صفحة ائتلاف شباب الثورة عالفيسبوك
صورة مشاركة لإئتلاف شباب الثورة في احد المظاهرات....المصدر: صفحة ائتلاف شباب الثورة عالفيسبوك

إن البُنية التنظيميَّة التي تمَّ اعتمادها في "ائتلاف شباب الثورة السوريَّة"، هي بُنية لا يُقبَل فيها أيُّ عضوٍ مُنتسب بصفته مُمثِّلاً عن كُتلة ثوريَّة أو منطقة جغرافيَّة، وإنَّما يكون الانضمام بصفةٍ فرديَّة، حيث شرطُ الانضمام هو أن يحمل كلّ ناشط نفس الرؤية السياسيَّة للمجموعة، فهو عِضو وهذا التيَّار يمثّله، "إن كان هذا الناشط يعمل في مجال الحراك الميداني السلمي أو الإغاثي أو الإعلامي أو أيَّا يكن، وهذا ما أعطى الائتلاف انتشاراً واسعاً وقدرةً كبيرةً على التفاعل والحركة، حيث أنَّ نُشَطاء الائتلاف موجودون بمعظم البنى الثوريَّة والمدنيَّة الأخرى، ما يجمعُنا جميعاً هو توجُّه وفكر سياسي واحد وموقف واحد من مجمل القضايا الاستراتيجيَّة، ولذلك فإنَّ الفِكرة الأساسيَّة في التشكيل تعتمدُ على التمويل الذاتي وتبرُّع الأعضاء كلًا حسب امكانيّاته، ليزُجَّ بها في خدمة المشروع، ويتمَّ قُبول التمويل من أية جهةٍ داعمةٍ فيما لم تكن شروطها تتنافى مع المبادئ والثوابت الأساسيَّة للائتلاف، ولكن معظم نشاطاتنا إلى الآن بنسبةٍ ساحقةٍ هي نتيجة تَمْويل ذاتي من الأعضاء، هنُاكَ الكثيرُ من النشاطات والحملات نقوم بها بمُفْرَدنا وهناكَ ما نُشَاركُ به الآخرين عندما نرى أنَّ هذا النشاط أو الحملة مُجديةٌ وقادِرةٌ على إحداث فَرْقٍ في الشارع وفق رؤيتنا"

إذا "ائتلاف شباب الثورة السوريَّة" هو محاولة خلق مشروع سياسي وطني من الداخل، لا يُروّج لتيَّار فكري أو سياسي مُحدَّد وإنَّما هو مشروعُ يُبحث فيه عن قواسم وطنيَّة مُشتركة، بعيدا عن البحث في إطار إسلامي أو علماني أو ....، بغية إنشاء جِسم ثوري فعَّال ووازِن في المعادلة السياسية على المستوى المحلي والدولي وقادر على إحداث تغيير فعلي.

العَمَلُ ثم العَمَل على تحقيق شِعَار المجموعة ( وطن حر ... شعب واحد ) لأجل أنْ يعيش المواطن السوري في وطنٍ يشعرُ فيه بمواطنته وكرامته، في وطن يعودُ فيه الإنسان السوري عريقاً كما عهده التاريخ مبدعاً وملهماً للبشريَّة بعلمه وحضارته

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد