"شباب وشابات من أجل الإنسان.. تجمّع مدني شبابي يعنى بأمور الانسان والطفل والمرأة".

بهذه الكلمات يقدّم تجمع "غصن زيتون" نفسه، وهو الذي تأسس على يد شبان وشابات من مدينة درعا (مهد الانتفاضة)، إذ "التقينا لأننا نؤمن بضرورة وجود كيان يعنى بالإنسان".

بدأ التجمع عمله في تشرين الأول من عام 2012، بمجموعة من النشاطات والفعاليات، منها "غرفتي صفي" و"خلقنا لنعيش" و"جاي عبالي العب" و"ارسم" و "أمل جديد بضحكة عيد" و "لا تنسونا" و "الشتوية بلشت"، إضافة إلى المشاركة في المظاهرات ورفع اللافتات التي تتناسب مع وعيهم.

ومن أسماء الحملات يبدو واضحا أنها تتوجه نحو الأطفال والمجتمع، من خلال العمل على تقديم كل ما يمكن أن يساعد المجتمع على الصمود والمقاومة بوجه الدكتاتورية التي حرمت الأطفال من طفولتهم والمجتمع من أمانه ولقمة خبزه، بغية إخضاعهم لحكمه بقوة العنف.

وفيما يخص الأطفال الذين يحتلون حيزا بارزا في اهتمامهم، قام "غصن زيتون" بتوزيع ألعاب ومعاطف لهم وتنظيم حصص رسم وحصص مدرسية، و"قمنا بحفلات للأطفال في درعا والزبداني والتل" كما يقول أحد نشطاء المجموعة لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".

تعرضت المجموعة لظروف سيئة أوقفت نشاطها لشهور متتالية لتعاود النشاط هذا العام بدءا من آب 2013 في ولادة ثانية حيث "نختار حملاتنا تبعا للوضع وتبعا للحاجة التي تفرضها علينا الظروف".

تحصل المجموعة على تمويل فردي لنشاطاتها، إذ يقول الناشط أنه "باستثناء المدرسة ونادي الأطفال الذين سنعلن عنهما خلال أسبوع، تلقينا التمويل من مجموعة sy13".

تتشارك المجموعة في أغلب نشاطاتها مع مجموعة "حبة قمح" التي تنشط في مدينة التل، وكان لنا وقفة خاصة مع نشاطاتها في سيريا أنتولد، وهي منفتحة على المشاركة والاستمرار في العمل "طالما هناك أي حاجة وطالما بإمكاننا أن نكون مفيدين في أي مجال سواء عن طريق الدعم أو عن طريق التوعية".

محطات مؤلمة كثيرة مرت على فريق العمل، لكن أسوأها حين يغادرهم أحد أعضاء المجموعة وهذا ما يحصل "يوم استشهاد أحد مؤسسي غصن زيتون (عمر الناطور)"، إضافة إلى توقفهم عن العمل والنشاط حين يعجزون عن تمويل نشاطاتهم. إلا أن هذه الحظات السيئة سرعان ما تبددها لحظة فرح تغمرهم حين يرون "الضحكة على وجوه الأطفال والأهالي والناس".

ككل أفراد سوريا ومواطنيها يحلم فريق "غصن زيتون" بـ "بسوريا الحب، بسوريا تضحك، نحلم بالفرح".

وبانتظار هذا الفرح الذي تأخر يقامون اليأس بالنشاط والعمل كلّما استطاعو إليه سبيلا.