مَجمُوعَةٌ من الشّباب المدني السّوري في الدّاخل والخَارج، اجتمَعوا وتعرَّفوا على بعضهم البعض بعد قِيام الانتفاضَة السوريَّة، وباعتبار أنَّ الانتفاضة السوريَّة هي القاسم المشترك فيما بينهم، شكَّلوا مجموعة "سوريا بتجمعنا"، وقرَّروا القيام يأعمالٍ يدعمون من خلالها الانتفاضة السوريَّة التي هم مؤمنون بها، وللتخفيف عن الشعب السوري الثائر في الداخل مما يتعرَّضُ له من ظُلمٍ لم يشهد له التاريخ من قبل، وللوقوفِ إلى جانبهم وإظهار الصوت الحقيقي للألم السوري، هذه هي ظروف تشكيل فريق "سوريا بتجمعنا"، لأنَّ عدم انتظام المجموعات الشبابيَّة في تجمُّعَات عمل واضحة، هو أحدُ الأسباب الرئيسيَّة في تأخير انتصار الشعب السوري على الاستبداد.
رغم أن أغلب أعضاء الفريق خارج سوريا، قاموا بالعديدِ من النَّشاطات داخل سوريا، ومن أهمّها حملة "بسمة طفل"، حيث تمَّ توزيعُ هدايا العيد على الأطفال، بهدف إدخالُ الفرحة والبهجة إلى قلوبهم، ورَسمُ البسمةِ على وجوههم التي نسيت معنى الضّحك واللعب. وتُخْتَصر نشاطات الفريق بشكل عامٍ على نشاطات مدنيَّة وإغاثيَّة وتربويَّة.
يهدفُ الفريقُ من خلال نشاطاته إلى إعادة بناء الإنسان السوري، وهذه هي أحد أسباب التركيز على الأطفال والقيام بعدَّة نشاطات لهم لأنَّهم الخاسر الاكبر، وهم العنصرُ الأهمُّ في سوريا المُستقْبل. بالإضافة الى ذلك فإنَّ الفريق يقوم بنشاطات خارج حدود سوريا، بهدف إيصالُ صوت السوريين ومعاناتهم إلى الخارج، وتعريةُ النظام السوري وفضح المجازر التي يقومُ بها أمام الرأي العام العالمي، وقد قامَ الفريقُ بحملة اسمها حملة "مجزرة بلا دم " انطلقت من اسطنبول إلى عدة عواصم عالمية، عرض خلالها مقاطع فيديو عن مجزرة الغوطة، وتمَّ توزيع بروشورات بعدة لغات.
وحول الطريقة التي يقومُ من خلالها أعضاءُ الفريق باختيار الحملات يقولُ أحد الناشطين في المجموعة لموقعنا "سيريا أنتولد Syrian untold :" التغيُّرات الدراماتيكيَّة السريعة على الثورة السوريَّة، والكمُّ الهَائلُ من المجازر التي يقوم به نظام الأسد وحجم المصيبة الكبير يجعلنا في حيرة من أمرنا في اختيار المشاريع التي سنقوم بها، وغالباً مانلجأُ للتصويت بين أعضاء الفريق للقيام بنشاط مُعيَّن قبل آخر، وعادةً يتمُّ اختيارُ المشروع الذي هو مُرتبطٌ بحدثٍ مُعيَّن كان قد حصل، أو بحدثٍ مُعَيَّن ممكن أن يحصُل، وتفضيله على المشاريع والنشاطات الأخرى"
وحول الهدف من النشاطات يُكْمِل:"هناك رِسالتان نَودُّ إيصالهما، الأولى هي للداخل السوري حيث نوُّد أن نقول لأهلنا وشعبنا، أنَّ بعدنا عن وطننا لايعني أن نبقى مكتوفي الأيدي، وأنَّنا نسينا ثورتتا، بل سنتابع مسيرة الكفاح من المكان الذي نحن موجودون فيه، ونعبّر لهم عن عظيم امتناننا وتقديرنا لصمودهم المبهر ضد بطش هذه الآلة العسكريَّة التي لم يسلم منها الشجر والحجر، أمَّا الرسالة الثانية فهي للمُجتمع الدولي والرأي العام العالمي، حيثُ نقولُ لهم بأنَّ كل شعارات الحريَّة وحقوق الانسان والعيش الحر الكريم والديمقراطيَّة....، وغيرها من الشعارت التي صدعوا رؤوسنا بها، كلَّها سَقَطت عند سقوط أوَّلِ طفلٍ في سوريا، حيثُ أنَّ أخذهم موقف المتفرج، وعَدَم مدّ يدُ العونِ للشّعب السوري المظلوم، عرَّتهم وأظْهَرت قُبح سِياساتهم" .
فريق "سوريا بتجمعنا" هو فريق تطوُّعي، معظمُ أعضاء الفريق يعمل في مجالاتٍ أخرى كي يعيش ويعيل أسرتهُ، أمَّا النشاطات والحملات فإنَّ الفريق يعمل عليها بعد الانتهاء من أعمالهم اليوميَّة، هذه هي تقريباً مُهمَّة الفريق في الوقت الراهن،"وليس لنا أيَّة خُطَّة مستقبليَّة إلى مابعد سقوط النظام ونجاح الثورة، ربما إلى ذلك الحين نعقدُ اجتماعاً لأعضاء الفريق، ونتشاورُ فيما بيننا، ولربَّما نقومُ بترخيص الفريق كمنظَّمة مجتمع مدني داخل سوريا، تهتم بالأمور المدنيَّة للمجتمع السوري، وتساهم في بناءه من أجل مُستقبلٍ أفضل لأولادنا".
وأخيراً لا بُدَّ من الذّكر بأنَّ الناشطين في "سوريا بتجمعنا" لا يعتمدون على التمويل الخارجي، فعند الاتّفاق على القيام بمشروعٍ معيَّن، يقومُ أعضاء الفريق بإجراء دراسة اقتصاديَّة له، وعليهِ يقومون بجمع تكاليف الحملة حيثُ يقوم كل عضو من أعضاء الفريق بالتبرع، كلُّ حسب امكانيَّته ومقدرته.
حلم فريق "سوريا بتجمعنا"هو الحلم السوري الكبير، سوريا الموحَّدة التي تجمع جميع أبناءها تحت مظلة الوطن الحر الكريم، ضمن نظام ديمقراطي تعددي يحفظ ويصون حقوق جميع مواطنيه دون تمييز.