مجموعةٌ من الفتيات من مدينة "داريا"، لم تجمعهم المعرفة الشخصيَّة قبل انطلاق الانتفاضة السورية، وكانت المظاهرات السلميّة العفويّة فرصة مناسبة للتعارف الشخصي، بعض أعضاء الفريق سبق وأن عرفوا بعضهم البعض، وذلك بسبب النشاطات المدنيَّة التي كانت تجري في مدينة داريا في عام 2003، كتكنيس شوارع المدينة وخروج مسيرات مناهضة لحرب العراق وتوزيع مناشير ضد الرشوة والفساد، وقتها تمّ اعتقال مجموعة من الشباب من قبل السلطات السوريَّة مثل هيثم الحموي ويحيى شربجي.
أوّل نشاطات المجموعة كانت اعتصامات من أجل المطالبة بإطلاق سراح المُعتقلين، مثل المظاهرات التي كانت تتمُّ من أجل إطلاق سراح المعتقلين في دوما وداريا في آذار ونيسان من عام 2011، وقتها شاركت أمّهات المعتقلين في الاعتصامات، وقامت المخابرات السورية بفض الاعتصامات بالقوة وإطلاق النار، بعدها تطوّر عمل المجموعة إلى مظاهرات أسبوعيَّة تخرج بشكلٍ مُنتظم.
لاحقاً شكّلت النساء مجموعة عمل تحت اسم "تجمّع حرائر داريا" وذلك بعد خضوع حوالي 15 صبية لتدريبات مدنيَّة، وذلك لاكتساب مهارات من أجل إدارة العمل المؤسساتي وتنظيم العمل المدني، ومن أهم أهداف "تجمّع حرائر داريا": رفع سوية المرأة السورية الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، ونشر ثقافة العدل بين المرأة والرجل في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بما يراعي خصوصيتها وإمكانياتها، رفع نسبة مشاركة المرأة في الهيئات والمنظمات والأحزاب والتيارات ومختلف النشاطات التي تساهم في رفع سوية مجتمعها، بالإضافة إلى اللقاء مع تجمعات نسائية مماثلة في مناطق أخرى والتعاون معها وتبادل الخبرات.
أمّا أهم الأهداف المرحلية القريبة للتجمع فهي تختصر بما يلي: إقامة الدورات والندوات والنشاطات الكفيلة بدعم المرأة ثقافيا وعلميا، إقامة الدورات وورشات العمل لتأهيل المرأة للعمل في مختلف المجالات، وإقامة دورات التأهيل المهني للنساء وإقامة مشاريع إنتاجية لرفع مستواهم الاقتصادي ودعم أسرهم، نشر مجلة شهرية تختص بقضايا المرأة ومشكلاتها في مجتمعنا، بالإضافة إلى اللقاءات المتواصلة مع النساء في داريا وتشجيعها على المشاركة حسب إمكانياتها.
ومن أهمُّ النشاطات والفعاليات التي قامت بها المجموعة كما تقول إحدى الناشطات لموقعنا سيريا أنتولد Syria untold ،هي:" مسرح تفاعلي للأطفال، توزيع جريدة عنب بلدي على المتظاهرين، توزيع مناشير عن العدالة الإنتقالية وضرورة نبذ الإنتقام ومن ضمن النشاط حوارات مع نساء من داريا حول رأيهم بموضوع الإنتقام، دورات للمواطنة ودعم نفسي للأطفال ودورات للتمريض والإسعاف وذلك بالتنسيق مع "لجان التنسيق المحلية"، بالإضافة إلى نشاطات مختلفة كالشجرة التي تحوي كل أسماء المعتقلين واللافتات التي تحتوي رسائل من أمهات المعتقلين وأطفالهم، ومن النشاطات المهمّة الأخرى الدعم النفسي لنساء تعرضن للإغتصاب من داريا".
ومن أهم الصعوبات اليومية واللحظات الصعبة التي مرّت بفريق العمل هو اعتقال عدد من الحرائر بتاريخ 1-1-2013 على حاجز داريا، قسم منهن تمّ الإفراج عنهم في صفقة تبادل الأسرى، وهنالك البعض ما زال معتقلاً حتّى الآن
"تجمّع حرائر داريا"، العمل المستمر من أجل الرجوع إلى داريا، واستئناف النشاط المدني السلمي، العودة إلى البلد بعد الخروج الأليم، وبناء سورية عادلة تتسع للجميع.