لطالما كانت المشاريع الكبيرة تبدأ بأفكار بسيطة، ولطالما كانت الأحلام الدافع الأساسي وراء تحقيق الأهداف.
مجموعة من الشبان والشابات السوريات، جمعهم حبّ الوطن، وتجاوزوا صراع السياسة، وشكّلوا راديو "روح"، بإمكاناتٍ متواضعة جداً وظروف تواصل صعبة، لأنهم يؤمنون بأنَّه للكلمة وقعٌ أشد من الرصاص وبأنَّ الصوت أصدق من السيف.
البرامج التي يتم عرضها على الإذاعة متنوعة، وهي تتوزع بين الاجتماعي والإنساني والشبابي، حيث يتم التواصل مع كافة الجهات الميدانية على الأرض، وذلك من أجل إيصال الصوت الحقيقي للشارع السوري الذي يتعرض للتهميش من قبل وسائل الإعلام المختلفة، المنحازة لأطراف سياسية أو عسكرية، وهذا هو الهدف الأساسي وراء اختيار البرامج لأنَّ الفكرة التي يتم اعتمادها في راديو "روح" هي إيصال الصوت الحقيقي للشارع السوري الصامت، الذي لم ينخرط في الصراع المسلح الدائر الآن في البلاد والذي لا ينتمي لا إلى المعارضة السورية ولا إلى النظام السوري، يصفه أحد الناشطين في الإذاعة لموقعنا سيريا أنتولد Syrian untold:" المواطنون في الداخل السوري، الذي يعانون من التهميش والجوع والبرد والقتل، والذين لم يرفعوا السلاح في وجه أي طرف من الأطراف".
لا يعتمد فريق العمل في إذاعة "روح" على الأخبار السريعة العاجلة وإنما على النتائج التي تسببها الأوضاع على الأرض، إذ يتم عرض هذه النتائج عبر تقارير إذاعيَّة واضحة وبرامج مختلفة، وذلك من أجل إشراك كافَّة الشرائح ومحاولة إيجاد الحلول.
لم بخضع فريق العمل لأية دورات تدريبيَّة، "لأن لديهم ماهو أكبر وأسمى من الخبرة بالعمل، لديهم رسالة أحبوا أن يقوموا بإيصالها، ويخوضون تجربةً لخلقِ حالاتٍ لاتشبهُ باقي الإذاعات، تكون ذات كيان خاص وبسيط وقريب من الشارع السوري".
وحول التمويل يقولُ الناشط في الإذاعة:"بالنسبة للتمويل نجد صعوبة في الحصول عليه لسبب أساسي، هوتناقض الهدف الأساسي من تشكيل راديو "روح" ألا وهو الشفافية والصدق مع التبعيَّة لجهة سياسية معينة، حيث تقوم الجهات السياسيَّة أو حتى في بعض الأوقات شخصيّات سياسيّة فرديّة باحتكار معظَم المنظّمات والدول التي تسعى لتمويل أي عمل إعلامي لمؤسّسات تابعة لها، و ذلك لتبيض صورتها أمام الرأي العام السوري، لكننا نعمل بشكل تطوعي حتى هذه اللحظة، وتخطينا مرحلة المعاناة إلى مرحلة الرضا بسبب ردود الأفعال، والتفاعل مع رسالتنا من قبل الشارع السوري".
اللحظات الأكثر حزناً في مسيرة عمل الناشطين في راديو "روح" كانت من قلب مدينة حلب وذلك عند انقطاع التيار الكهربائي وخدمة الانترنت، وعدم إمكانية الفريق تغطية مصاريف الانترنت الفضائي والمولّدات الكهربائيَّة، اضطررنا للانقطاع عن البثّ والتواصل مع الناس، و"أجملُ اللحظاتِ تأتي بشكلٍ مُتكرّر بكل رسالة او اتصال من مواطن سوري بسيطٍ، يشكرنا لايصال صوته وبقوله راديو "روح" تمثلني".
راديو "روح" تجربة شبابية لتغطية الحدث السوري بحيادية بعيداً عن انحيازات وسائل الإعلام الأخرى، يضم فريق العمل ناشطين من كافة الطوائف والأعراق في سوريا، نموذج جميل للوحدة الوطنية السورية المستقبلية، والعمل الإعلامي النزيه.