شبكة حراس


23 كانون الأول 2013

عَشرة فتياتٍ تترواح أعمارهم من 16 إلى 20 عام، قرروا أن يقوموا في البداية بالدعم النفسي لأطفال الشهداء والمعتَقلين في "داريا"، خضعوا إلى تدريبٍ في ورشةٍ خاصّة تختصُّ بالمعالجة النفسيَّة لحالات مُختلفة عند الأطفال، كالمُعالجة عن طريق اللّعب مثلاً، وتمَّ هذا النشاط في شهر كانون الثاني من عام 2012.

كَبُرَ الحُلم بعدها، وقامت المجموعة بدورات تدريبيَّة أخرى، وزادَ عددُ الفتياتِ بسببِ ازديادِ الأطفال، وهذا كلّه نتيجة اشتداد الصراع المُسلَّح في "داريا" وعموم البلاد، وخصوصاً بعد مجزرة "داريا" الحاصلة في 25 آب عام 2012، حيث قاموا بدورةٍ تدريبيَّة أخرى للدعم النفسي للأطفال، وكانت لمدّة ثلاثة أشهر فقط حيثُ توقّفت بسبب القصف اليومي العنيف على منطقة داريا مما أدّى إلى إيقاف النشاطات، وبعد النزوح الكبير للأهالي من مدينة "داريا"، أنشأت الفتيات مُنَظّمة اسموها "شبكة حرّاس"، وذلك بعد التواصل مع مجموعة "الحراك السلمي السوري" الذين ساعدوا مجموعة الفتيات على التحوُّل إلى مُنظَّمة لها هدف وبرامج وخطط ورؤى.

العمل الأساسي لمجموعة "شبكة حرّاس" يتم في "المناطق المحرَّرة" في ريف إدلب وحلب والغوطة الشرقيَّة والغربيَّة ودمشق، وفي مراكز الإيواء، وفي مناطق تواجد النظام الحاكم، ويركّز فريق العمل على جانبين أساسيَّين مع الطفل، جانب قانوني وجانب نفسي.

الجانب القانوني يتضمَّن رفع تقارير للمنظّمات الدوليّة التي تعنى بحقوق الطفل وتتحدّث عن كافة الانتهاكات التي حدثت بحق الأطفال في سوريا، كما يقومُ فريق العمل بإدانة أيَّة حملة إغاثيَّة أو إنسانيّة تقوم باستغلال صور الأطفال السوريين من أجل طلب المال، لتعارض ذلك مع أعراف قانونيّة مهمّة. الجانب النفسي يكون عن طريق دعم الطفل معنويَّاً، كإصدار مجلة "طيارة ورق" مثلاً، وهي مجلة تعنى بتنمية القدرات التعليميَّة لدى الأطفال، كما يتعاون فريق العمل مع النشطاء الآخرين الذين أنشؤوا "نقاط تعليمية" في المناطق التي خرجت من سيطرة النظام السوري، حيث يتم استقبال الأطفال لاستكمال تعليمهم، ويقوم فريق عمل "حراس الشبكة" بزيارة هذه النقاط التعليميَّة ومساعدتهم وتدريبهم ومدّهم بالخبرة والأدوات اللازمة، وذلك لرفع سويّة الكوادر التدريسيَّة، كما يقوم فريق العمل بتدريب أمّهات الأطفال على التعامل مع الأطفال في حالات الطوارئ من أجل حمايتهم وتقديم الدعم النفسي لهم، وتعريف الأمهات مثلاً بكيفية اكتشاف وجود صدمة عن الأطفال، واتخاذ التدابير والإجراءت اللازمة وقت الصدمة.

صورة لأطفال سوريين من أحدة المناطق الخارجة من سيطرة النظام، المصدر الموقع الرسمي للمجموعة على صفحة الفيسبوك
صورة لأطفال سوريين من أحدة المناطق الخارجة من سيطرة النظام، المصدر الموقع الرسمي للمجموعة على صفحة الفيسبوك

 تقول السيدة حنان إحدى الناشطات في المجموعة لموقعنا سيريا أنتولد Syrian untold:"فنحن بالمجمل نتعامل مع ثلاث فئات من الأطفال، فئة الأطفال الذين يكونون بحاجةٍ لأبسط حقوقهم كالتعليم والأمان، وفئة الأطفال الذين خرجوا من الحرب ويحتاجون للقليل من الدعم النفسي، بالإضافة للفئة الثالثة وهي فئة الأطفال اللذين يعانون من مشاكل نفسيَّة حقيقيَّة، وهي حالة صعبة ولكن نسبتهم قليلة وهم بحاجة لدعم نفسي من معالج مختص، ونحنُ لدينا الكوادر اللازمة التي تقومُ بدراسة حالة هؤلاء الأطفال".

يتعاون فريق عمل "شبكة حراس" مع عدّة مجموعات، مثل "عنب بلدي" حيث تُعتَبر المشرف الفني لمجلة "طيارة ورق" والتي تصدر مع مجلة "عنب بلدي" كل 15يوم

فريق "شبكة حرّاس" يعمل بمثابرة على تخليص الطفل السوري من الآثار المدمرة للحرب المندلعة الآن، لأنَّ ذلك الطفل نفسه هو الوحيد القادر على بناء سوريا مستقبلية سليمة، خالية من الحروب ومليئة بالتسامح وتتسع للجميع.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد