دقائق مكثفة نعيشها مع ناشطة ميدانية تعمل كممرضة بشكل سري في المشافي الميدانية، لتكون شاهدا على لحظات قوة وأمل ويأس وبكاء، لحظات يعيشها الناشطون وهم يقارعون الدكتاتورية رغم كل المخاطر المحيقة بهم.
الناشطة التي كانت تعمل في قسم العناية المشددة في أهم مشافي دمشق تركت عملها وتفرغت لإنقاذ وإسعاف من يتعرضون لرصاص النظام، إذ بمجرد ما يرن هاتفها حتى تحمل حقيبتها الممتلأة بما تيسّر من مواد طبية وأدوية وتتجه نحو مكان المصاب، مجتازة الحواجز التي أوقفت على إحداها واعتقلت.
"جرح" حكاية امرأة تعرف ما تريد لأن هذا النظام من وجهة نظرها " استهلك كل السوريين" لذا لا بد من النضال حتى تشرق شمس الحرية.
رغم أنها كثيرا ما تنجز عملها وهي تبكي حين تخيط جروح الآخرين وسط القصف والدمار وغياب أبسط وسائل السلامة، إلا أنها تصر على إكمال الدرب "ميشان رفيقي يلي مات مبارح لازم اشتغل أكثر. ميشان رفيقي يلي اعتقل لازم اشتغل أكتر".
دقائق قليلة نمضيها مع "جرح" الذي أنتجته مؤسسة "بدايات"، و أخرجه "ماهر قدلو" الذي أراد من خلال هذا الفلم أن يقدم لوحة مهداة لصديقته ( بطلة الفلم) المعتقلة اليوم بسبب نشاطها، لنكون أمام حلم سوري طويل نأمل أن يكلل بإطلاق سراحها وتحرر سوريا، ليتحوّل الجرح إلى أمل طال انتظاره.