ميديا

بدوما عايشين ويا سلام


حين قال الشاعر الفلسطيني محمود درويش: "نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا"، مقلّبا أحوال التراجيديا الفلسطينية في "حالة حصار"، لم يكن يدرك أحد حينها أن السوريين سيعيشون يوما تراجيدياهم الخاصة بهم، لينطق عليهم قول درويش هذا.

من قلب الحصار المطبق على مدينة دوما يأتي الفيلم التوثيقي "بدوما عايشين وياسلام" ليوثق معيشة السوريين وصمودهم وسط هذا الحصار.

حين تبدأ الكاميرا رصد معالم الدمار يستحيل أن نتخيل للوهلة الأولى أن ثمة حياة وسط هذا العنف الأعمى الواقع فعله على الشجر والشوارع والجدران، لتبدأ الحياة رويدا رويدا تنبثق من هذا الدمار: أطفال يفتحون محل الخضار لاصطياد لقمة العيش، بينما يشرح أن "تلات رباع الشارع دمار"، مصرين على الحياة رغم كل هذا الألم.

طفل لا يهمه من كل ما يحصل سوى قصف النظام للمدرسة التي يدرس بها، مشرّحا حال الدكتاتورية بأبسط العبارات " بدن ما حدا يعرف عنن شي" أليس هذا تكثيفا لما قاله الكواكبي عن الاستبداد؟

داخل هذا الحصار ترصد الكاميرا شيئا من تبدّل الأحوال، فصاحب المحل يغلق محله بما تيّسر ( لوح توتياء..) ويذهب، فلم الباب إن كان سيقصف في اليوم الثاني؟

"بدوما عايشين وياسلام" الذي أنتجته مؤسسة "الشارع للإعلام والتنمية" وثيقة تخرج من وسط الحصار لنتأمل حال سوريين على الضفة الأخرى من الوطن يموتون نيابة عنا ليصنعوا حرية السوريين

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد