بيتُ سوري في الشمال الشرقي، في مدينة "القامشلي" ذات الغالبيّة السكانيّة الكرديّة، يضم  شباباً سوريين مستقلّين.

تأسّس في 16-12-2013، ورفع من قيم التسامح والسلام والحرية أهدافاً له، وهي الأهداف الأساسية لثورة "نيلسون مانديلا" ضد التفرقة العنصرية.

يسعى البيت الذي افتتح في 10-1-2014، إلى تحقيقِ التّنمية المستدامة في مدينة القامشلي، من كافّة النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسيّة، وذلك من خلال ورش تدريبيّة عن مواضيع مثل الديمقراطية والعدالة الانتقاليّة، مع التركيز على نشر ثقافة الحوار بين كل مكونات المجتمع السوري في منطقة الجزيرة.

تمت تسمية البيت "بيت مانديلا"  انطلاقاً من رمزية مانديلا في النضال السلمي ضد الاستبداد، وما يحمله هذا الفكر من مضامين إنسانيَّة يحتاجها  السوريون اليوم بعد عسكرة الواقع السوري وخلط الحابل بالنابل. إذاً "بيت مانديلا" هي حاضنة مدنيّة للمنظمات والمجموعات الشبابية التي تعمل في مدينة القامشلي، وتوفّر لهم البيئة التحتيّة، والدعم اللازم لإنجاح مشاريعهم المدنيّة.

تتكوَّن إدارة البيت من ثلاثة أشخاص، هم "أسامة احمد" والصبية "روزان" و"غاندي سعدو" وهو عضو في "المنظمة الأثورية"، عمل الفريق سابقاً في عدّة مشاريع، كـ "مهرجان الربيع الأول" و"سينما باص" و"ماراتون السلام"، واتّفقَ النشطاء الثلاثة على فكرة إنشاء البيت، وتقاطعت الأفكار مع أفكار منظّمة "بيل" المدنيَّة، وقامت المنظمة الأخيرة بتقديم الدعم المادّي واللوجستي لهم.

أدار الناشطون في "بيت مانديلا" ورشات تدريبيّة في مجال إدارة المنظمات، والشفافية وورش عن مصادر السلم الأهلي، وتحديات عن التعايش السلمي في المنطقة، وسيعمل البيت في خطته الشهرية على عدة برامج دورية، كبرنامج إعداد مدربين للدعم النفسي والاجتماعي عند الاطفال، "حيث سنقوم بتدريب 200 ناشط في محافظة الحسكة من عدة مدن مختلفة، وسيقوم بتدريبهم المدرب "محمد حليم" وهو مدرب في هذا المجال منذ عام 2004 وخضع لعدة دورات في هذا المجال عن طريق "اليونسيف" ومؤسسة "آغا خان" في السابق، هكذا يقول أحد الناشطين في البيت لموقعنا سيريا أنتولد Syrian untold.  ،أما بالنسبة لبرنامج إعداد مدربين للدعم النفسي والاجتماعي للأطفال في محافظة الحسكة ينقسم المشروع الى مرحلتين، المرحلة الأولى يتمّ فيها تغطية المدن التالية ( قامشلو – عامودا –درباسية –رأس العين)، أما المرحلة الثانية فهي تشمل المدن التالية (الحسكة – القحطانية – الجوادية – ديريك)، وآليّة تنفيذُ المشروع هي على الشّكل الآتي، إذ سيتم اختيار المتدربين من الناشطات والناشطين في هذا المجال ومن خريجي كليات علم الأجتماع و رياض الأطفال، وستكون الأفضلية للعاملين في مجال رياض الأطفال المتواجدين في المدن المذكورة، وسيعملُ البرنامج في المرحلة الأولى على إقامة أربعة ورش تدريبية في مدينة "قامشلو"، وورشة تدريبيّة واحدة في كل من المدن الأخرى، مدّة الورشة سبع أيام، خمس ساعات كلّ يوم، سيُطلَب من المتدرّبين مشروع تخرج في نهاية كل ورشة.

كما أن هناك عدة ورش في مجال الإعلام والعدالة الانتقالية، وهناك أيضاً نشاط "كتاب الشهر"، والذي يندرج تحت قيم "بيت مانديلا"، وهي نشر ثقافة الحوار بين مكونات المجتمع في مدينة "قامشلو"، "سيُعتَمد في هذا النشاط على اختيار شهري لكتاب يخدم أفكارنا في المواطنة، والعيش المشترك، سيتم توزيع هذا الكتاب على 30 شخصاً من كافة مكونات المجتمع في المدينة، ليتم بعدها فتح نقاش حول الكتاب لهؤلاء الأشخاص، و يتم التركيز في النقاش على نقاط الخلاف و نقاط التوافق بين المكونات لنحصل على نتائج في نهاية كل نقاش، وليتوضح لنا بعد عدة نقاشات فكرة واضحة عن نقاط القوة والضعف في التعايش السلمي، ومن خلال هذا النشاط نكون قد تمكّنا في نشر الفكرة بين ثلاثين شخصاً عن طريق توزيع الكتاب بشكل مجاني، واحتمال زيادة العدد بشكل مستمر، كتاب الشهر سيتم توزيعه في أول شباط، وسيتم مناقشته في 15 شباط وهو بعنوان"الهويات القاتلة"لأمين معلوف".

بالإضافة إلى ذلك، يقوم "بيت مانديلا" بنشاط سينمائي يتم فيه عرض أفلام كل شهر، تحمل أفكار عن السلم الأهلي وتبعات الحروب والديكتاتوريّات، في هذا الشهر سيتمّ عرض فيلم "باي لينين" وهو فيلم يتحدّث عن التحولات السياسيّة في أوروبا الشرقيّة.

بيت مانديلا" هو  بيت للجميع، ويسعى إلى بناء مجتمع قائم على قيم السلام والتسامح والحرية، مستلهمين قول مانديلا:"العظمة في هذه الحياة ليست في التعثر، ولكن في القيام بعد كل مرة نتعثر فيها"، من هنا ورغم كل الصعوبات التي تقف عائقاً بكل قوة أمام العمل المدني، ورغم كل المعضلات التي تسعى لخلق الهوة بين المكون المزركش اللطيف في مدينة |قامشلو، فإنَّ فريق العمل ساع بكل قوة، رغم ضيق الأفق في الوصول إلى الحل الناجع للأزمة السورية في الوقت الراهن، "نحن بمثابة ساعي البريد نكون صلة الوصل بين مجمل السوريين على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، هنا نكون قد أوصلنا الرسالة بالشكل المطلوب، وبطابع مدني بكل امتياز".