علا الأيوبي


28 كانون الثاني 2014

رمان ولقلق ومهرج.. هي بعض الأشياء التي احتلت لوحة الفنانة السورية "علا الأيوبي" (دمشق 1973) بعد اندلاع الانتفاضة السورية، حيث كانت الوجوه والشخوص أبرز معالم لوحتها سابقا.

 الفنانة التي تخصصت برسم الوجوه تقول: "أنا فنانة الوجوه. كل أعمالي وجوه، وكل وجه هو من تضاريس ومشاعر بلدي" وجدت نفسها أمام تحوّل كبير، حيث "تغيرت أعمالي. أدخلت عليها الرمزية من وحي الثورة والمأساة السورية التي نعيشها. أدخلت العديد من الرموز في اللوحة مثل الرمان الذي يدل على الدم وطير اللقلق على الهجرة والغربة" كما تقول لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".

الفنانة التي درست الرياضيات في كلية العلوم والفن في معهد أدهم اسماعيل للفنون بدمشق، والتي انحازت لوحتها الأولى نحو المدرسة الواقعية الانطباعية، بدأت مع انطلاقة الانتقاضة ترصد الخوف والموت الذي يلامسه السوريون وهو يسعون للتحرر من جلادهم، حيث "الشعر يتجه للأعلى دلالة على الأرواح التي تصعد الى السماء".

هذا الخوف سيجد مكانه في كل شيء في لوحة الفنانة المقيمة في الكويت اليوم، ليكون شاهدا على التحولات التي شهدتها لوحتها جراء الانتفاضة التي زلزلت يقينات السوريين وإبداعهم كذلك، حيث "العيون تغيّرت بالنسبة للشخصيات التي أقوم برسمها فقبل الثورة كانت العيون عبارة عن زخارف وصور و الآن أصبحت تعبّر عن الحيرة والخوف والقوة كل شيء شعرت به في عيون أهل بلدي".

تحتل شخصية المهرج مكانا واضحا في لوحة الفنانة السورية التي هجرت التدريس وتفرغت كليا للفن، لتعبّر من خلالها ( المهرج) عن "السخرية والاستهزاء والخدعة والمهزلة التي نتعرض لها نحن السوريون. و أحياناً أخرى يكون المهرج حزيناً انها شخصية متقلبة ومتغيرة".

لوحفة للفنانة بعنوان أم سورية وابنتها. المصدر: الصفحة الرسمية للفنانة على الفيسبوك
لوحفة للفنانة بعنوان أم سورية وابنتها. المصدر: الصفحة الرسمية للفنانة على الفيسبوك

  تستخدم الفنانة في لوحاتها ألوان مختلفة مثل "مكس ميديا ولكن الأساس هو الأكريليك" لتعكس ألوانها قلقها وتعلقها بالثورة التي فتحت آفاق الحلم السوري رغم كل العنف الحاصل، إذ " لازالت الثورة عالقة بذهني ولن تفارقني ذكرى الناس الذين قتلوا، ولن أنسى المدن المدمرة. ستبقى جميعها في أعمالي لفترة طويلة. وأيّ معرض سأقدمه لابد من وجود هذا الألم و مع ذلك أفكر بالسخرية مما حدث لنا".

حافظت لوحة الفنانة على أناقتها الإبداعية إن صح التعبير، فلم تترك الحدث ( الثورة) تحتل اللوحة على حساب الفن رغم انتمائها للثورة، بل بقي الفن محافظا على قيمته الفنية ومعبّرا عما تريد أن تقوله الفنانة أيضا، مبتعدة بذلك عن اللوحة المباشرة في تعبيرها، مقدمة تجربتها الخاصة التي تشبهها وحدها.

تمثل الثورة بالنسبة للفنانة "حلم كل سوري منذ زمن بعيد والسعي للحرية والانفتاح للتخلص من هذا النظام المجرم المتخلف"، مصنّفة كل من يدافع عن هذا النظام أنه "إنسان ظالم".

تحلم الفنانة اليوم بأن ترى "سوريا و أهلها بخير، و أن يكون الوعي أكبر عند العرب حتى نتخلص من كل أشكال الديكتاتورية لتبقى سورية حرة أبية وليست ملكاً لأحد".

وجوه "علا الأيوبي" رصد لمعالم البشر وتحولاتهم، قراءة جوانية للذات والنفس في تحولاتها وخوفها وقلقها، ولكن أيضا في تحديها وتطلعها للمستقبل، فهذا الخوف القائم في العيون يعكس أملا بمستقبل لا خوف فيه.

 

بورتريه:

  • مواليد مدينة دمشق 1973
  • بكالوريوس رياضيات من كلية العلوم في جامعة دمشق
  • دبلوم تأهيل تربوي من جامعة دمشق
  • درست الفن في معهد أدهم إسماعيل
  • التدريس في الكويت والعمل في الفن معا
  • التفرغ للفن والمشاركة في معارض متعددة.

من مشاركاتها:

  • معرض مشترك في المركز الثقافي الروسي _ دمشق 2004
  • معرض خريجي مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية- وزارة الثقافة_ دمشق 2005
  • معرض مهرجان الشباب العربي السادس للفنون التشكيلية _ وزارة الثقافة دمشق
  • معرض الزهور الدولي _ وزارة السياحة _ دمشق 2004
  • معرض بحر السلام والثقافة _ نادي اليونسكو _ اليونان 2006
  • معرض مهرجان هوايات المعلمين والمتعلمين _ الكويت 2007
  • معرض ملتقى صنعاء_ اليمن 2008
  • معرض الربيع دمشق _ 2008
  • معرض بيت عبدالله في دار الفنون 2008
  • معرض مشترك في قاعة بوشهري _ الكويت 2008

والكثير من المعارض الأخرى في قطر والسعودية والكويت 

 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد