يعني الربيع كثيراً للأكراد، ففي الحادي والعشرين من شهر آذار هنالك عيد "النيروز"، إذ يسمى "عيد الربيع"، وفيه يخرج الناس من أجل الاحتفال بطقس الطبيعة، بالإضافة إلى أن الربيع هو الشهر الذي ضم أكبر النكسات والثورات الكرديّة، من انتفاضة الأكراد عام 2004 ضد نظام الأسد إلى مجزرة "حلبجة" التي جرت في شهر آذار أيضاً.
وانطلاقاً من رمزية الربيع لدى الأكراد ولدى الشعب السوري أيضاً لأن الاحتجاجات السورية انطلقت في شهر آذار، أطلق مجموعة من الناشطين على مجلة مستقلة تصدر من مدينة "كركي لكي" في الشمال السوري اسم "مجلة الربيع"،
ومن جهة أخرى فإنَّ اسم المجلة هو Buhar بالكردية والمرادف لكلمة "ربيع"، والتي كانت الثورة السورية هي بادرة ربيع جديد بين جميع أطياف الشعب السوري، وخاصة الشعب الكُردي الذي كان يعاني من إهمال اللغة الكردية دائماً.لذلك فقد قمنا باختيار الاسمين معا وخرجنا عن المتعارف عليه ضمن الصحف والمجلات، ولكن حتى تكون قريبة من الجمهورين العربي والكردي معا وبنفس المكان
بدأت فكرة تأسيس مجلة "ربيع" نتيجة ضرورة مُلحة لمنبر إعلامي حر ومستقل بعيد عن واقع الأدلجة الذي يعمل عليه الإعلام الحزبي بمختلف توجهاته وصولاً لإعلام قريب من المواطن ويقدمه "مواطنون صحفيون"، والأهم من ذلك فإن الحاجة الأساسيّة من تشكيل المجلة كانت نتيجة استمرار وتزايد النظام بضرب بُنى التعايش المشترك، وعلى الخصوص على المستوى "العربي-الكوردي"، وذلك لتكون المجلة منصّة تنشر الثقافة الوطنية والوعي وضرورة التعايش المشترك وتقبل الآخر ورفض تخوين السوري لأخيه السوري، ومن جانب آخر ضرورة تعريف المجتمع السوري بقضية وثقافة الشعب الكُردي الذي عانى من أقسى أنواع التهميش الممنهج، وطمس هويته من قبل النظام السوري.
أما عن مرحلة التخطيط، والدراسة وطرح الفكرة على الوسط الاجتماعي، فقد امتدت إلى حوالي شهرين ولاحقاً ليصدر العدد صفر من المجلة في 6 آذار، 2013والمناطق التي توزع فيها المجلة ورقياً هي: ديريك(المالكية) - رميلان - جل آغا) الجوادية) - كركي لكي (معبدة) كما تنشر المجلة الكترونياً على الشبكة العنكبوتية.
لا تصدر مجلة "ربيع" من مدينة كبرى، هي تصدر من بلدة صغيرة اسمها "كركي لكي" أو "معبدة"، يقول في ذلك أحد الناشطين في المجلة في لقاء مع موقعنا سيريا أنتولد Syrian Untold :"كركي لكي هي بلدة يبلغ تعداد سكانها من15 إلى 20 ألف نسمة، وسبب الاختيار لهذه البلدة هو كون أغلب كوادر العمل والكُتّاب في المجلة من البلدة نفسها بالإضافة إلى نشطاء إعلاميين من ديريك والقامشلي واللاذقية، علماً أنَّ اختيار الفريق تم بناء على قدراتهم الإعلامية، وهم جميعاً نشطاء إعلاميون ميدانيون "مواطنون صحفيون"، تلقّوا التدريب الإعلامي والصحفي من قبل، وأيضاً تمّ تدريبهم بعد العمل في المجلة، طبعاً هذا لا يعني أنَّ الفريق ليس بحاجة إلى المزيد من التدريب وتطوير الخبرات، وذلك لضمان رُقي المجلة إلى احترافية أكثر، أما عن التفاعل بين أوساط المناطق التي توزع فيها المجلة ورقياً، فإنَّ النتائج قد فاقت توقعاتنا نتيجة زيادة الطلب عليها، وازدياد شعبيتها بفترة وجيزة لا تتجاوز الثلاثة أشهر، كما بلغ عدد رواد الصفحة الإلكترونية على الفيس بوك أكثر من 15 ألف منذ بداية المجلة إلى عددها الحادي عشر الذي صدر منذ أيام".
المصاعب التي واجهت فريق العمل هي المصاعب التي تواجه أيّة وسيلة إعلامية تأسّست منذ بداية الثورة، مصاعب تقنيَّة كتأمين كتّاب قادرين على الكتابة بشكل مستمر، ومصاعب أمنية أيضاً بسبب صعوبة التحرك والعمل داخل سوريا، ومن أهم المصاعب أيضاً هي المصاعب الماديّة إذ تفتقد مجلة "الربيع" إلى جهة داعمة بشكل مستمر، الأمر الذي يحد من نشر المجلة ورقياً، ويعرقل تأدية وتحقيق المهام، وبالتالي عدم تحقيق أهداف المجلة على النحو الصحيح والفعّال.
"مجلة ربيع Buhar " هي أوّل مجلة شبابيّة ثوريّة حرة مستقلة في المنطقة الكُردية وباللغتين العربية والكُردية، حيث تتناول المجلة مواضيع: اجتماعية، سياسية، والمواضيع المتعلقة بالتنشئة السليمة، والطفولة، و الثقافية الشاملة، والتوعوية، و الطبية والصحية، والتكنولوجيا، وشؤون الطلبة وجوانب الموهبة والإبداع كالشعر والرسم، بالإضافة إلى المقابلات مع شخصيات ومنظمات وجمعيات سورية وتحقيقات خاصة لتسليط الضوء عليها وغيرها، " نتناول مواضيع متنوعة كتنوع الشعب السوري."
مجلة "ربيع" هي محاولة لاستباق الربيع السوري، الربيع السوري الذي يحاول السوريون أن يبقوه ربيعاً، رغم كل المحاولات التي تحاول أن تجعله خريفاً على الشعب السوري.