"سوريّتنا" هي جريدة أسبوعيّة مدنية مستقلة، تبحث في السياسة والفكر والثقافة، تصدر عن شباب سوري حر غير مؤدلج، وغير مرتبط بأية جهة سياسيّة أو حزبيّة أو تجمُّع أو تيّار سياسي أو غيره في سوريا أو خارجها، ولا تنطق الجريدة باسم أي شخصيّة من شخصيات المعارضة أو أي من التيارات والتجمعات السياسية.
المبادئ الأساسيّة للجريدة واضحة، الإيمان بالتغيير السلمي ضمن أطُر المجتمع المدني ومؤسساته، ومحاربة التفرقة بين السوريين والنظرُ إليهم على أنّهم سواسية بغض النظر عن اتّجاههم وآرائهم، بالإضافة إلى تبني أهداف الثورة السورية: كالحرية والكرامة والعدالة اجتماعية، والوقوف بوجه الظلم والاستبداد، والثورة على الفساد، وقلب مفاهيم المجتمع البالية والتي تعمل بشكل سلبي، وإعادة طرحها ومعالجتها من وجهة نظر مدنية.
صدر العدد الأول من جريدة "سوريتنا" في أيلول عام 2011، وسيُصدَر في هذا الأسبوع العدد الثامن والعشرون بعد المئة، أيّ أن الجريدة تطبع تقريباً منذ سنتين ونصف بشكل منتظم دون توقف. المواضيعُ التي تتطرّق إليها الجريدة مختلفة، فبالإضافة إلى مقالات الرأي ووجهات النظر، يتمّ نشر حوارات وتحقيقات وملفات خاصة بالمجتمع المدني وحقوق الإنسان، وملفّات قانونيّة أسبوعيّة، وملفّات أسبوعيّة مختصّة بالتاريخ والمجتمع والثقافة السورية.
فريق العمل يعتمد بالدرجة الأولى على مراسلين من داخل الحدث، يقوم المراسلون بكتابة التحقيقات والتقارير اليوميّة، وبخصوص تقارير توثيق الانتهاكات فإنّ جريدة "سوريتنا" تعتمد بشكل أساسي على المنظّمات الحقوقية السورية والأجنبية العاملة في هذا المجال، بالإضافة إلى وثائق وملفات يعمل عليها فريق العمل بشكل متواصل، ويأخذها من مصادر مختلفة.
وحولَ الاستراتيجيّات الأساسيّة للجريدة يقولُ أحد الناشطين في الجريدة لموقعنا سيريا أنتولد Syrian untold:" نريد أن نكون انعكاساً لصورة الشارع ورؤيته وتوجهاته، وأن نساهم في تطوير الوعي الإنساني للشعب السوري، من خلال فضح المشاكل الاجتماعية المتفشية في المجتمع كالفساد والرشاوى والعنف ضد الأطفال والنساء، والأمراض الاجتماعية الأخرى، ومحاولة إيجاد الوسائل لحلها وتجاوزها، نريد أيضاً أن نساهم في بناء الرأي العام في سوريا، ودعمه ليكون من أهم وسائل التغيير، مرتكزين ليس فقط على الصحافة السياسية والاجتماعية بل أيضاً على المكون الثقافي العضوي في المجتمع السوري، وأن نساهم في توظيف الطاقات الإبداعية، وخصوصاً عند الشباب السوري الذي اعتاد البحث عن منابر ديمقراطية خارج سورية تسمح له بالممارسة الصحافية المحترفة. كما أننا ندافعُ أيضاً عن قضية جوهرية وأساسية: سورية هي وطن شامل لكل السوريين، تنبذ كل دعاوى التمييز والتطرف، والاهتمام بربط المتلقي مع تاريخه المحلي، والعمل على الدعوة للانضمام إلى بناء وإعادة إعمار سوريا حرة كريمة لكل السوريين على اختلاف توجهاتهم وأطيافهم وانتمائاتهم."
من أهمّ الصعوبات التي واجهت فريق العمل في البدايات، هي مسألة توزيع الجريدة، فقد توقّف التوزيع أكثر من مرّة في دمشق، ثم توقفت طباعة الجريدة وتوزيعها في دمشق بشكل نهائي في نيسان 2013 بسبب الصعوبات الأمنيّة، "لكن في نفس الوقت توفّر لنا جمعية "سمارت" (وهي مصدر التمويل الوحيد للجريدة) الطباعة بالشمال السوري وفي أغلب المناطق، وذلك بجهد فريق توزيع متكامل يعمل في ظل ظروف أمنيّة خطيرة بسبب التضييق من قبل "داعش" على العمل الصحفي عموماً"، إضافة إلى ذلك هنالك صعوبة في التواصل مع المراسلين في المناطق المختلفة، بسبب عدم وجود المقدرة المالية الكافية لدفع التعويضات لهم.
جريدة "سوريتنا" محاولة لتأسيس صحافة سورية مستقبلة، تكون قادرة على نقل الحقيقة، الحقيقة التي هي الضحية الأكثر خفاء في المشهد السوري.