لأن "الحاجة أم الاختراع" ولدت إذاعة "ألوان" (نيسان 2013) من حاجة الناس في المناطق التي غادرها النظام للتواصل فيما بينهم، بسبب "عدم وجود الاتصالات و الكهرباء، وهذا أدى إلى انقطاع معظم الناس عن العالم في الشمال السوري" كما يقول كادر الإذاعة لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".
تأسست الإذاعة على يد "أحمد القدور" الذي يشغل حاليا موقع الإدارة، وهو طالب في كلية الحقوق "لم ينهي دراسته بسبب تعرضه للاعتقال في دمشق نهاية عام 2011 وفصله من الجامعة" على خلفية التظاهر، حيث أسس هو وزملائه الذي وصل عددهم الآن إلى 28 موظف، الإذاعة بإمكانيات بسيطة جدا و"جهاز تراتزميتر صغير يغطي مدينة سراقب في محافظة إدلب" في حين أنه يغطي الآن "معظم محافظتي ريف إدلب وريف حلب".
يصنف الراديو نفسه على أنه "راديو مجتمعي يعمل على نشر ثقافة الحب والتسامح ويساعد في تنمية المجتمع المدني وإحلال السلم الأهلي" جاعلا من أولوياته حاليا "محاولة إخراج المستمعين من حالة الكآبة المحيطة في ظل الوضع الراهن، والترويح عنهم عبر الموسيقى والبرامج التي تبث التفاؤل".
الفريق الذي يعمل من داخل سوريا، لديه مكاتب في إدلب وحلب ودمشق ومراسلين في معظم المحافظات السورية، يسعى للتواصل والتفاعل مع المواطنين، سعيا لـ " ملامسة احتياجاتهم واهتماماتهم و مشاكلهم و إيجاد وسيلة للتواصل بين أبناء المنطقة والجهات المسؤولة عن الخدمات الأساسية و المنظمات الإغاثية فيها للتوصل إلى أفضل النتائج"، مع سعي واضح للاهتمام بالمرأة والأطفال عبر تقديم برامج مخصصة لهم.
يركز الراديو في رسالته وأهدافه على "ترسيخ الفكر المدني و الابتعاد عن الأفكار الانتقامية و "نشر ثقافة المواطنة و التوعية الحقوقية عبر برامج تخاطب المستمع بلغة بسيطة وسهلة الفهم".
يعاني الفريق من ضعف الخبرة لدى كادر العمل، فأغلبهم "ليس لديهم الخبرة الكافية في العمل الإذاعي لكن يوجد البعض لديه خبرة ويحاول تدريب ما تبقى من الفريق"، إضافة إلى شح مصادر التمويل، لأن الراديو يعتمد في تمويله على المنظمات غير الحكومية والاستفادة من منح، و " لأن التمويل الغير مستمر يخلق العديد من المشاكل ويضع عدد كبير من العوائق في العمل"، علما أن الفريق استفاد من "تمويل من غرياتفو. وهي منظمة غير ربحية لديها مكاتب في تركيا، ونحاول الآن البحث عن سبل أخرى للتمويل ، تكون مستمرة".
يضع الفريق نصب عينيه أو كخطة مستقبلية له "توسيع نطاق البث والتغطية وزيادة عدد الفريق والتواصل والتفاعل مع الجمهور بشكل أوسع". ويعد حاليا نفسه لطرح مسابقات موّجهة لجميع الفئات العمرية، حيث "تتمحور الأسئلة حول قضايا تتعلق بحقوق الإنسان وحقوق الطفل ومواضيع أخرى ثقافية منوعة"، لأن هذا الأمر وفق تصوّرهم سيفيد في "تحفيز المواطنين على القراءة والبحث عن المعلومات, وأيضاً في تنشيط الذاكرة واسترجاع المعلومات القديمة فضلاً عن أن قيمة الجوائز المالية سوف تساعد العائلات في وضعها المالي الحرج".
إذاعة "ألوان": إذاعة سورية ولدت كحاجة مجتمعية من رحم المعاناة، إذ لم يفعل مؤسسو المشروع إلا أن تلقفوا هذه الحاجة وحوّلوها من فكرة إلى مشروع للمجتمع نفسه. ولهذا من الطبيعي جدا أن نجد أن أغلب برامج الإذاعة متمحوّرة حول المجتمع وحاجاته، بحثا عن سبل تعين الناس على الصمود والحلم بمستقبل أفضل.