نتيجة لـ"تراجع وتهميش الدور الذي قامت وتقوم به النساء في الثورة السورية" وبسبب "لجوء عدد كبير من النساء لدول الجوار وعدم تغطية قضاياهن إعلامياً"، تأسست "شبكة الصحفيات السوريات" من قبل ثلاث صحفيات ( رولا أسد، ميليا عيدموني، لميس الجاسم) كمحاولة منهن "للتذكير بالمبادرات التي قامت فيها السوريات كمواطنات بالدرجة الأولى" كما تقول إحدى المؤسسات لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".
فكرة الشبكة بدأت حين شاركت الصحفيات الثلاث في صيف 2012، بـ " بنشاط مشابه لصحفيات ألمانيات في مدينة ميونخ الألمانية، حينها بدأ النقاش بين مؤسسات الشبكة اللواتي ربطتتهن زمالة عمل منذ سنوات بمدى أهمية وجود شبكة للصحفيات في سوريا"، لتبدأ بعدها عملية النقاش والتحضير اليومي لتشكيل الشبكة التي يراد منها أن تكون " المكان الذي تتجمع فيه الصحفيات السوريات بهدف التعرف على بعضهن البعض وتقديم الدعم الممكن".
قبل المغامرة بالتحوّل إلى منظمة مرخصة وشبكة بشكل رسمي، قررت الصحفيات الثلاث أن يختبرن مدى قدرة فكرتهن على الصمود من خلال الواقع العملي، ولأجل "قياس ضرورة أهمية تأسيس الشبكة، وماهي ردود الأفعال من وجود هكذا مشروع"، حيث ساعدهن في هذا الأمر الحصول على "تمويل من مؤسسة هيفوس الهولندية التي تجرأت وموّلتنا متجاوزة بذلك أمور الترخيص" لتنفذ الصحفيات الثلاث "أول ورشة عمل في عمان، تبعتها ورشة في غازي عنتاب/ تركيا بتمويل من مؤسسة سي اف اي(CFI) الفرنسية".
وحين اختبرت الصحفيات قدرتهن على العمل الذي تم تقييمه قياسا على التجربة العملية وردود فعل الناس وقياس مدى الفائدة التي قدمت لمن شاركن في ورشات العمل، قررن الانتقال إلى العمل المنظم والقانوني، ليتم ترخيص الشبكة في هولندا، والذي جاء أيضا بناء على تكاثف الأنشطة واشتراط بعض المؤسسات المموّلة ضرورة الحصول على الترخيص، علما أن الشبكة لم تحصل حتى الآن على تمويل منتظم "بسبب تردد المنظمات بإدراج الشبكة تحت مسمى إعلام أم حقوق نساء"، حيث أصرت الشبكة على مبدئها الذي قامت عليه وهو "تحقيق المساواة بين الجنسين في الإعلام وعبره".
رغم أن الشبكة تعتمد على جهود الصحفيات الثلاث إلا أن ذلك لا يعني أن أنها "قائمة على هذا الفريق المصغر، بل قائمة على فكرة الانتشار والوصول لأكبر عدد ممكن من الإعلاميات والمدونات والكاتبات. بالإضافة إلى أصدقاء الشبكة من الصحفيين والمدونيين"، حيث تقدم الشبكة "مشورات صحفية لمجموعات و منظمات تعمل في مجال حقوق النساء والمساواة بين الجنسين" كما نفذت عددا من ورشات العمل الهادفة إلى "تقديم تدريبات متعلقة بالتغطيات الإعلامية والمساواة بين الجنسين وحقوق النساء".
إلا إن شح التمويل لم يمكنهن من تنفيذ كل طموحاتهن، مما دفع الشبكة لوضع خطة بديلة "لتبقى نشطة، فقمنا بعدة حملات في اليوم العالمي لوقف العنف ضد النساء 25 تشرين الثاني 2013، بالإضافة لحملة اليوم العالمي للمرأة 8 آذار 2014و والمطالبة بالمعتقلات والمخطوفات"، وقد شارك موقعنا الشبكة في بعض هذه الحملات وغطى بعضها الآخر إعلاميا، إيمانا منه بـ " "تحقيق المساواة بين الجنسين في الإعلام وعبره"، ولدعم مسيرة المرأة السورية ومشاركتها في الثورة.
طموح الشبكة وهدفها الأكبر يتجلى (إضافة لما سبق) بخلق "تواصل ودعم دائم ومتبادل بين الصحفيات السوريات أينما وجدن، والوصول إلى حرفية عالية في العمل الصحفي، وتفعيل دور الإعلام فيما يتعلق بقضايا النساء والمساواة بين الجنسين، إضافة إلى الدفاع عن حقوق الصحفيات والصحفيين في التعبير عن رأيهم/ن،وتغيير صورة المرأة في وسائل الإعلام ودعم الصحفيات السوريات للوصول إلى شغل الأدوار المتقدمة والأساسية في المؤسسات الإعلامية".
ولأن مجال عمل الشبكة يتركز على المرأة السورية، وتغطية قضاياها إعلاميا، فإن الشبكة حرصت على تنفيذ أنشطتها في "الأردن وتركيا لنكون أكثر قرباً من الواقع وكتابة تقارير كنتيجة للتدريبات ونشرها ليس فقط على مدونة الشبكة، وإنما أيضا في الوسائل الإعلامية التي تنشر فيها المشاركات والمشاركون. بالإضافة لإعطائهم فرصة لكتابة موضوعات لوسائلهم الإعلامية من بلدان الجوار السوري".
"شبكة الصحافيات السوريات": جهد نسائي سوري يضاف لرصيد المرأة السورية التي شكلت الثورة لها ثورتان: ضد الاستبداد وضد العقلية الذكورية، وهي أيضا "جزء من مجموعات ومشروعات إعلامية تسعى لتطوير الإعلام السوري، وتلافي الأخطاء السابقة، وصولاً إلى إعلام حر ومستقل وجريء في طرح النقد".