"هيك كان بدنا": عين نقدية على الانتفاضة/ الثورة


12 نيسان 2014

"بدنا دستور وحرية .. ما بدنا شبيحة وحرمية. هي أول لافتة بشيلها وكانت بتاريخ 18 / 5 / 2011 بمظاهرة سيف الدولة عند البريد" .

ملهم سمير.

"كل اللي كان بدنا ياه وباختصار شوية،،،،كرامة".

Mahmoud Saghir

"شو بيفرق إذا قلنا شو كان بدنا و شو ما بدنا ..

أصلا مين سألنا شو كان بدنا و مين هلأ سائل شو بدنا".

بشرى تريسي أم جواد

"كان بدنا نسترجع بلدنا المسروقة ..

كان بدنا ننتزع حقوقنا بالحرية ..

كان بدنا انتخابات ديمقراطية وتداول للسلطة وحرية الاحزاب

كان بدنا الافراج عن كل المعتقلين ..وانهاء العمل بقانون الطوارئ ..

كان بدنا اسقاط نظام ..نظام الاستبداد والظلم والفساد والرشوة والمحسوبية ..

كان بدنا نعيش .... بس بكرامة !!!".

MutazHammoda

هي عبارات كتبها سوريون على إيفينت/ حملة حمل عنوان "هيك كان بدنا وهيك صار"، يتأملون من خلالها مصيرهم بين زمنين، ما حلموا به وأرادوه  حين هتفوا أول صرخة "حرية"، وبين واقعهم المعلّق في حمى المجهول اليوم، وهم يخوضون دربهم الذي لم يتوقعوا أن يكون طويلا ووعرا وشاقا نحو الحرية.

https://www.youtube.com/watch?v=lC67rxYMFWs

"هيك كان بدنا، هيك صار" عنوان يحمل من النقد بقدر ما يحمل من الخوف، يحمل من الندم بقدر ما يحمل من التحدي، يحمل من التأمل فيما جرى بقدر ما يفتقد الأمل واليأس في آن، ساعيا لـ "تذكير الناس في سوريا بـ لماذا قامت ثورتهم؟" الأمر الذي يطلق سؤالا مرا: هل نسي السوريون أصلا لما قامت ثورتهم، حتى يتم تذكيرهم به؟

كتب "قتيبة استنبولي" على نفس الإيفنت "كان بدنا نكون إيد وحدة متل أول ما طلعنا وصرنا نصيح قائدنا للأبد سيدنا محمد"، الأمر الذي يعكس تناقضات السوريين بين من يريدون "حرية للأبد" و "محمد للأبد"، بين من يريد دولة مدنية علمانية ومن يريد دولة إسلامية، مما أدخل الثورة/ الانتفاضة في صراع داخلي أثر على قوتها بمواجهة النظام الذي استفاد من تناقضات المطالب، لتبقى الثورة/ الانتفاضة في مخاض صعب بعد ثلاث سنوات من انتصارها، مخاض منع "الذكرى السنوية للثورة في سوريا من أن ترقى بعد لتصبح احتفالا"، وهو ما دفع هؤلاء الشباب إلى محاولة صنع شيء، بدل الانتظار والفرجة، فمن هؤلاء؟ وما هي حكايتهم؟

إنهم مجموعة من الناشطين الذين يعملون في إطار تجمع "شباب ثورة حلب" رؤوا أنه مع الذكرى الثالثة حادت "البوصلة الثورية بعض الشيء عن مسارها الطبيعي" جراء " اشتداد المصاب على الشعب السوري" مما أوجد فراغا استغلته قوى التطرف المتمثلة بـ "داعش" التي حاولت "فرض طابعها على طابع الثورة العام مستغلة الفوضى" دون أن يعني أنها الوحيدة "فهناك الكثير من الأطراف التي تعمل تحت الطاولة وتحذو حذو داعش" مما أدى إلى خلق "فجوة بين الثورة الحقيقية والناس" خاصة أن الوضع الاقتصادي خنق الناس، فأدى إلى ضياع الأهداف الأولى للثورة إذ أن "الجميع يعلم أن أوّل الذين خرجوا، إنما خرجوا من أجل الحرية والكرامة والعدل والمساواة"، وبالتالي لابد من العمل على إعادة هذه الشعارات، لأجل أن تستمر الثورة/ الانتفاضة، كما يقول أحمد نفاخ لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".

هذا الواقع، دفعهم للتفكير بـ "صنع شيء تحتاجه الثورة بحق"، ولم يجدوا أفضل من التذكير بمطالب الثورة/ الانتفاضة البكر، وذلك عبر سلسلة من النشاطات التي أحيوها في مدينة حلب، حيث قاموا بالذكرى السنوية الثالثة للثورة، بعدة نشاطات أهمها: "رفع ذات اللافتات التي رفعت في بداية الحراك الثور, والتعويض عن اللافتات المفقودة بلافتات جديدة حملت نفس العبارات " الحرية , الكرامة , التأخي , المساواة , العدل," و تكريم لعناصر الدفاع المدني في مركز الدفاع المدني في حي مساكن هنانو على جهودهم الجبارة في إنقاذ ضحايا القصف العنيف الذي تقوم به الطائرات الحربية على المدنيين العُزَّل، وتوزيع هدايا للأطفال في مدارس حلب على الرغم من القصف الهمجي والحرب الشعواء، وقفة احتجاجية في حي الشيخ فارس تندد بالصمت الدولي جراء الجرائم التي تحصل في سوريا".

https://www.youtube.com/watch?v=gtSGVy2ENXA

تأتي أهمية الحملة من إدراك الشباب ووعيهم أن بقاء الأمور على ما هي عليه اليوم، يعني أن نجد " أمام دكتاتورية أعتى من دكتاتورية بشار الأسد" لأن "البلاد في حالة فوضى والناس في حالة شتات. وهناك الكثير الأطراف تدرك وتعلم كيف تسرق الثورات, وهي أطراف غريبة بالنهاية وقامت بشراء مؤيدين لها على الأرض السورية" وبالتالي لابد من العمل لمواجهتها ومنع تحقيق أهدافها، وهذا لا يكون إلا من خلال الحرية والدولة المدنية الجامعة للجميع، وهو الأمر الذي يقول الفريق أنه يجمع أغلب السوريين، حيث "شهدنا تفاعل مقطوع النظير من قبل الناس والتمسنا رغبة حقيقية لدى الكثيرين تهدف إلى تصحيح مثار الثورة".

"هيك كان بدنا وهيك صار" نقد من داخل الثورة/ الانتفاضة، شباب يراجع نشاطه وثورته، باحثا عن أخطائه وساعيا لتصحيحها، ورغم إدراكه أن "حملة واحدة لا تكفي بالقدر" إلا أنه لا يمل من الأمل ورفع الصوت، ولهذا يعمل على "إنشاء حملات أخرى تصب في ذات الهدف وهو تحقيق العدالة والمساواة والحرية للسوريين بكافة أنتمائاتهم العقائدية والأثنية".

رغم اليأس لا ييأس السوريون.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد