بتاريخ 22/10/2012 تأسس تجمع "نساء تنسيقية مدينة سلمية" من مجموعة من النساء السلمونيات اللواتي شاركن في المظاهرات السلمية في مدينة السلمية " منذ بداية الثورة السورية، حيث كانت المشاركة النسائية الفعالة والقوية والواضحة ميزة هامة و مضيئة لدور المرأة السورية والسلمونية في الحراك المدني السلمي الثوري" كما تقول إحدى نساء المجموعة لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".
شاركت نساء التنسيقية في أغلب المظاهرات والكرنفالات الأولى التي شهدتها مدينة السلمية، والتي أريد منها أن تحرك الشارع في المدينة، وأن تكون مرافقة لـ " أخواتها من بقية المدن السورية والتي استمرت لأشهر طويلة".
إلا أن "الهجمة الأمنية و الإرهاب التشبيحي وحملة الاعتقالات التي طالت المئات من المتظاهرين والمعارضين للنظام الأسدي من رجال و نساء"،(ثمة معتقلون حتى اللحظة لا يعرف عنهم أي شيء) ساهم في تقلص النشاط السلمي في المدينة وتراجعه.
إلا أن هذا بدوره لم يدفع ناشطو المدينة ونساء التنسيقية للاستسلام، ففكروا أنه "لا بد من الحفاظ على استمرارية العمل الثوري المدني"، لذا أطلقوا ما سمّوه "مسير صامت" في تحد واضح لأجهزة الأمن، حيث بات المتظاهرون يجولون في شوارع المدينة وهم صامتون، بينما أيديهم ترفع لافتات ثورية تطالب بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات و "والاحتجاج على ما يقوم به الأسد من قصف و حصار وتدمير للمدن الثائرة".
إلا أن القمع عاد مجددا ليفرض فضاءه على الجميع، خاصة بعد "مواجهات بين المسير النسائي الصامت ودوريات المخابرات الجوية وسلاحهم وسياطهم"، وبعد تعرض العديد من النساء للاعتقال المترافق مع التهديد باللاعتقال لمن بقي خارجا، الأمر الذي دفع الناشطات للبحث عن وسيلة تعبير أخرى توصل صوتهم من جهة، وتمنع الأمن من اعتقالهم أو معرفتهم، فكان فكرة "إقامة اعتصامات منزلية نسائية مصورة، رفعنا فيها لافتات وبيانات تعبر عن موقفنا السياسي و أيضا عن استمرارنا وعدم خضوعنا لنظام الأسد المتوحش".
لم يقتصر عمل التنسيقية على التظاهر والعمل المدني، بل انخرطوا أيضا في "الإغاثة و مساعدة النازحين و أهالي المعتقلين و الشهداء" عبر الاعتماد على "مواردنا و قدراتنا الشخصية، ولو كان محدوداً لكنه يحمل من لقمة أبنائنا وتعب أزواجنا، ما يعطيه كل الروح الثورية المعطاءة الطاهرة وبعيدين عن كل ما يتعلق بالدعم أو المال السياسي".
تصر نساء التنسيقية على توجيه رسالة تحدي لهذا " النظام الطائفي" كما يقلن، رسالة موجهة للرد على كذبة "حماية الأقليات" التي يروجها النظام عن نفسه، مؤكدات على بقائهن "شوكة في حلقه وأنه لا يستطيع خداعنا أو الضحك علينا بكذبة حماية الأقليات، لأن الثورة السورية ثورة كل السوريين مهما كانوا وأينما كانوا. وهدفها واضح ومحدد إسقاط نظام العائلة الأسدية و أذنابها و خلق سورية جديدة تؤمن بالمواطنة والتعددية والقانون".
رغم إيمان التنسيقية المطلق بالعمل المدني السلمي عبر القول "كنا ولا زلنا مؤمنات بأهمية النشاط المدني للمعارضة السورية"، إلا أنهن بذات الوقت يؤيدن الكتائب المسلحة المنضوية تحت إطار "الجيش الحر" لأن "الثورة المسلحة كانت ممرا إجباريا لثورتنا في وجه نظام قاتل ومجرم يذبح الأطفال ويبيد البشر بالكيماوي" معتبرات أن السلاح لم يكن "يوما خيارا للشعب السوري الذي دفع الكثير من الشهداء خلال مظاهراته السلمية" التي قمعها النظام وجاءت "داعش" لتكمل "مهمة النظام الأسدي، فأجهزت على ما تبقى من الناشطين المدنيين والإعلاميين في المناطق المحررة وكان هذا سببا هاما لعدم انتشار الحراك المدني من جديد في هذه المناطق" كما تقول إحدى ناشطات التنسيقية لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".
"نساء تنسيقية مدينة سلمية": صبايا سوريات، قررن عدم السكوت على الظلم، وعدم الركون لرواية النظام بأنه حامي الأقليات، فانتفضن وسرن في شوارع السلمية المحسوبة على انتماء طائفي ما، ليقلن لا مدوّية بوجه نظام قاتل. ولعل صرختهن بالذكرى الثالثة للثورة من داخل بيوتهن خير دليل على ذلك، وهي صرخة تقول "لا خنوع ولا خضوع ولا ركوع. سلمية = درعا =حمص=حلب = عامودا= الغوطة = ديرالزور= سورية ونحن نخجل أمام تضحياتهم ودمائهم وأطفالهم".
: