تذكرنا "هوا سمارت" بما اختفى من المشهد السوري، وبعد ثلاث سنوات من الثورة، تأتي لتعيد إلينا ألق البدايات، ولحظة الحلم بسوريا جديدة. الإذاعة التي انطلقت منتصف آذار 2013، لتكون منبراً بديلاً يتوجه إلى الشعب السوري بكافة مكوناته الدينية والعرقية، ويكرّس عمله في سبيل أهداف الثورة السورية؛ في الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
حرصت "هوا سمارت" منذ انطلاقتها على العمل ضمن الروح الجماعية التي امتازت بها الثورة السورية عنها، كما حرصت، بالإصرار ذاته، على تقديم مادتها السورية الخاصة التي يصوغها سوريون. حدث هذا بعد أن كانت الإذاعة تبث نشرة الأخبار المتعلقة بسوريا في قناة تلفزيونية عربية.
انطلق البث الرسمي للإذاعة في 1/ 1/2014، من خلال مجموعة متنوعة من البرامج ونشرات الأخبار، وضمن محتوى برامجي يلامس واقع السوريين بشكل أكبر، لا سيما اليوم.
وللوصول إلى المحتوى السوري عبر برامجها وأخبارها، اعتمدت على إنتاج مضمونها الخاص بجهود مجموعة متنوعة من الصحفيين السوريين، الذين عملوا في المجال الإعلامي المرئي والمسموع لسنوات طويلة، كما عملت الإذاعة أيضا على الاستفادة من الخبرات السورية، من أجل تدريب الكوادر الشابة في التقديم والإعداد البرامجي والتحرير الإخباري، من خلال عدد من الصحفيين السوريين المعروفين والخبراء في العمل الإعلامي.
يدعم العمل في الإذاعة فريق كبير من مراسلي "سمارت" المتوزعين في أنحاء سوريا كافة. من جهة أخرى يقوم فريق التطوير على متابعه الإنتاج بشكل يومي، والقيام بورشات عمل مع الكادر بهدف تطوير سوية الانتاج.
ومن أجل السوية تستضيف "هوا سمارت" عددا من الإذاعات الشريكة، تبث عبر خمس ساعات من البث اليومي برامجها الخاصة على أثير الـ FM الخاص بها،" وفق ساعات محددة مسبقاً، واليوم تبث الإذاعة لثلاث إذاعات شريكة: هي "سوريا الكل" و"العاصمة أونلاين" و"سوريالي".
كما تسعى إلى التواصل الدائم مع كل وسائل الإعلام البديل في سوريا، وتخصص دوماً زاوية خاصة لإلقاء الضوء على عمل هذه الوسائل من إذاعات وصحف ومجلات. دون أن تغفل أخلاقيات العمل الصحفي، والحفاظ على المهنية، حيث تعمل على احترام أخلاقيات وأصول العمل الصحفي والإعلامي والالتزام بها، وعدم استخدام الإعلام كأداةٍ للتحريض على العنف أو الاقتتال, بين أبناء الوطن الواحد. وعلى اعتبار حرية التعبير حقاً مقدساً، والعمل على تكريس ذلك وتجسيده لكافة السوريين على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، والعمل على المحافظة على وحدة سوريا أرضاً وشعباً. يتابع تحقيق هذه الأهداف فريق من الصحفيين الخبراء، يقومون بمراجعة المضمون العام، البرامجي والإخباري، للتأكد من التزامه مبادئ العمل الصحفي وأخلاقياته.
"هوا سمارت" تستمد أخبارها بشكل رئيسي من "وكالة سمارت للأنباء"، ومن مراسليها المنتشرين في سوريا، والذين خضعوا بدورهم لدورات مكثفة حول آليات العمل الصحفي، وأصول الحصول على خبر وصياغته، كما يعمل مراسلو الإذاعة تحت إشراف صحفيين محترفين، وهو ما يجعل المحتوى والمادة تخضع للتسلسل الطبيعي الذي يقود إلى الدقة والمهنية.
هدف الإذاعة يحدده فريق العمل خلال حوار لهم مع "سيريا أنتولد Syria untold" بالعمل على جعل الإعلام يعمل للناس ومن أجلهم، لا عليهم، ولذلك لا مكان لدعوات الكراهية أو أي العنصرية على أثيرها. فهي صوت لكل السوريين الذين يسعون بالضرورة إلى سوريا حرة ديموقراطية.
التوجه المباشر للجمهور بقضية ما، مهما كانت تلك القضية، يقود إلى تأثير عكسي في الإعلام البديل عموماً، والإعلام السوري البديل على وجه الخصوص. ولتلافي حدوث ذلك عمْل "هوا سمارات" يمر بمراحل غاية في الحساسية والدقة، حيث تحرص على تضمين المحتوى الحر والديمقراطي في كافة البرامج، في برنامج "صباحك سوري" مثلاً، والذي يقدم حوارين يوميين في قضايا تهم السوريين، وحول قيم العدالة والديموقراطية والتنوع الاجتماعي، بأسلوب عصري شيق، وفي اشتغال عالٍ على الشكل بمقدار الاشتغال على المضمون.
وتأمل الإذاعة من خلال برامجها أن تساهم في نشر ثقافة حرية التعبير والإعلام في سوريا والمنطقة، وأن تعلي من مفاهيم العدل والديموقراطية التي نادت بها الثورة السورية، كما تحاول أن تكون منبراً دائماً للسوريين جميعاً، بما يضمن وحدة سوريا وشعبها، ودعم نضاله للوصول إلى الدولة الوطنية الديموقراطية الجامعة لكل السوريين.
اليوم، بعد ما يقارب أربعة شهور على بدء الإنتاج في "هوا سمارت"، وبعد ما يزيد عن عام من بدء البث في مختلف أنحاء سوريا، ردود الفعل التي يرصدها القائمون على هذا المنبر تؤكد أن سوريا بحاجة ماسة إلى العمل الصحفي المهني، ذلك الذي يقدم المعلومة للمواطنين، وفي الوقت نفسه يكون قادراً على تقديم تطلعاتهم، ومساعدتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة، ليتحدى الأكاذيب التي تملأ الساحة الإعلامية، والصحافة السورية والتي جعلها الحكم الديكتاتوري مجرد ملحقات به، وأصوات ببغائية تردد ما يراد منها.