فرقة سما


10 أيار 2014

مجموعة من الأصدقاء الموزعين على مناطق سورية مختلفة، جمعهم مع بداية الانتفاضة "حلم التغيير قبل أن تجمعنا الموسيقى والأغنيات"، لذا شكلوا "فرقة سما" كي تكون إطارا لعملهم ونشاطهم في مواجهة الاستبداد الذي ضيّق عليهم الخيارات يوما بعد يوم، بسبب القبضة الأمنية المشددة واعتقال بعضهم، كما يقول أحد مؤسسي الفرقة لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".

يوّجه فريق العمل منذ البداية جمهورهم لعدم التعامل مع موسيقاهم وأغانيهم على أنها "مشروع موسيقي"، محددين إطارها بأنها "مساهمة متواضعة في الحراك المناهض للاستبداد"، وهو ما تدل عليه بوضوح كلمات الأغاني والموسيقى التي تهتم بإيصال الرسالة أكثر مما تهتم بالجانب الفني، دون أن يعني ذلك عدم اهتمامهم المطلق بالموسيقى والجانب الفني، وإنما هي الشروط التي وضعوا فيها أجبرتهم على هذا الأمر.

منذ انطلاقة الانتفاضة/ الثورة بدأ هؤلاء الناشطون الموسيقيون يشاركون في الحراك تظاهرا وكتابة ونشاطا ميدانيا وغناءا، حيث "كان يتم تأليف الأغاني بالتفاعل مع الأحداث، فأغنية "شوهالمسخرة" جاءت رداً على خطاب رأس النظام الأول بعد بداية الثورة، لم نكن نخطط وقتها لتشكيل فرقة وإصدار ألبوم، كنا نغني هذه الأغاني مع الأصدقاء وفي السهرات الخاصة".

ولكن تزايد القمع الأمني واعتقال بعضهم على خلفية نشاطهم غير الموسيقي، صعّب عليهم العمل الميداني المباشر في الثورة، "فكان خيار العمل في غرفة مغلقة على تسجيل الأغاني الموجودة سابقاً واحداً من الوسائل المتاحة للمساهمة في الثورة"، لنكون أمام فرقة موسيقية ولدت من رغبة "المشاركة في الحراك الثوري بالوسائل المتاحة" أكثر مما هي حاجة موسيقية فنية صرفة.

https://www.youtube.com/watch?v=93jBd7gbWII

تتكون الفرقة من ستة أشخاص ليس هناك عمل مخصص لأي منهم، لأنها "ليست فرقة احترافية" بالمعنى المعروف كما يقولون، ولهذا فإن أحد الشباب هو من قام بتأليف كلمات وأغاني كل الفرقة، في حين "عمل الباقون على الأداء والتسجيل وإضافة لمساتهم الخاصة أيضاً".

أغلب أغاني الفرقة مرتبطة بالحدث السوري المباشر، فهي إما ردا على حدث أو تفاعلا معه، لهذا نرى أن الأغاني تضم كلمات وشعارات رفعها المتظاهرون في مظاهراتهم، فأغنية "حابب طمنكن" مثلاً جاءت على خلفية الحديث عن احتمالات قطع الخبز وتوقف الأفران في مرحلة من مراحل الثورة، وأغنية "يا محلا النوم" لها علاقة بصوت الرصاص الذي كان يعني استمرار الثورة كما كان يعني مأساةً وموتاً وإرهاباً للثوار وعائلاتهم، وكان أهالي المناطق الثائرة يردون على النظام بعبارة "يا محلا النوم على صوت الروسية" كسخرية من محاولات النظام لإرهابهم، علما أن هناك أغاني ذات طابع عام تتحدث عن فكرة الثورة ضد الظلم وثورة الإنسان الدائمة عليه.

مع تتالي الأغاني، أطلقت الفرقة ألبومها الأول الذي حمل عنوان "علي صوتك علي"، ليقوم عندها الفريق بتأسيس صفحته على الفيسبوك بتاريخ 6/1/2012 وإنزال الألبوم عليها، لوضعه في متناول الجمهور الافتراضي، علما أن أعمالهم ونشاطاتهم تعود لزمن سابق على ذلك بكثير، أي إلى بداية الثورة، ليعود ويتوقف نشاط الصفحة على الفيسبوك منذ 16/2/2012 دون أن يعني ذلك توقف الغناء وتأليف الأغاني، فالذي توقف هو "تسجيل الأغاني وطرحها على شبكة الانترنت فقط، لكن التأليف لم يتوقف، هناك العديد من الأغنيات الأخرى وكان هناك ألبوم جاهز للتسجيل، لكن لم يتم تسجيله"، علما أن الأغنيات اللاحقة "أصبحت معروفة في أوساط معينة من خلال التناقل الشفهي، لكن شروط التسجيل ومتطلباته وإمكانياته لم تعود متوافرة".

https://www.youtube.com/watch?v=rNYvNNrPKUw

التوقف هذا يعود لأسباب أهمها اتساع العنف وعدم الأمان والظروف الأمنية الضاغطة، وتقطيع أوصال البلاد بالحواجز الأمنية/ العسكرية مما أدى إلى "صعوبة اجتماع أعضاء الفرقة في أوقات وأماكن مناسبة للتسجيل"، إضافة إلى كون "الأحداث تتسارع بشكل يتجاوز الأغنيات التي يتم تأليفها".

تعاني بعض الأغاني من "أخطاء في التسجيل" تعود لضعف الإمكانيات وكون معدات التسجيل لم تكن مناسبة لتقديم عمل موسيقي عالي المستوى الفني، حيث كان أحد العازفين يسجل صوت البزق ثم يعود هو نفسه لتسجيل صوت الكمان مثلا، إضافة إلى أن ضيق الوقت الذي لم يكن يسمح لهم بإعادة التسجيل حين حدوث خطأ ما، عدا عن كون كرت الصوت مستعار "من صديق ونضطر لإنجاز تسجيل أغنيتين في يوم واحد، وإعادة كرت الصوت له دون أن يعرف هذا الصديق الهدف من استعارته"، مضافا لكل ما سبق صعوبة "تجميع أعضاء الفرقة في مكان آمن والتسجيل بشكل مريح وزمنٍ كافٍ، علما أن كل ما سبق جرى في  "مكان سري ومغلق في منطقة خاضعة تماما لسيطرة النظام".

يحلم أعضاء فرقة سما اليوم أن يتمكنوا من الاستمرار في إنتاج الأغاني وتسجيلها إلى حين نيل الحرية التي يعتبرون أنها الهدف الأسمى والأهم لكل السوريين.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد