أطلق الفنان السوري معن كاليدو مشروعاً بصرياً شديد التفرد، يقوم على استعادة أبرز لحظات الثورة السورية التي عبّرت عنها لوحات "كفرنبل"، بحيث يعيد بناءها، مرة أخرى، من خلال الموزاييك أو الفسيفساء، وقد أثمرت الورشة التي أشرف عليها كاليدو معرضاً حمل عنوان "بانوراما الثورة السورية"، افتتح في الذكرى السنوية الثالثة على انطلاق الثورة، وكان بمثابة مفاجأة خاصة من تلك المفاجآت التي عودتنا عليها كفرنبل، تلك البلدة التي لا تتوقف عن الإبداع.
تأتي قيمة هذه التجربة من خلال إعادة إنتاجها للوحات عربية وسورية وكفرنبلية، بأدوات بسيطة تتوفر في الأسواق والمنازل. يتحدث كاليدو إلى "سيريا أنتولد syriauntold" شارحاً البدايات الأولى للمشروع فيقول: "توجهنا إلى "اتحاد المكاتب الثورية"، وهي إحدى منظمات المجتمع المدني في كفرنبل، وكان الهدف تأمين فرص عمل للناس بدلاً من التوجه القديم في عملية تأمين الإغاثة، وباعتبار أن معظم الناس يجيدون حرفة الموزاييك كان من الأولى استثمار هذه الميزة، وذلك من خلال إنشاء ورشة لصناعته. وباعتبار أن الأعمال ستكون تجسيداً لصور ولوحات قديمة وحديثة". ثم يضيف: "كانت الفكرة هي العمل على الرسومات الثورية التي ظهرت خلال مظاهرات كفرنبل، بالإضافة إلى بعض اللوحات الثورية السورية، هذا كخطوة أولى، حيث سيتم نقل رسالة اللوحات بطريقة جديدة وفي الوقت نفسه سوف نوفر فرص لتشغيل بعض الشباب والشابات من الحرفيين".
قدمت الورشة العديد من الأعمال الفنية مما عرفناه من قبل من لوحات كفرنبلية، ومنها اللوحة لتي تجسد مكونات الشعب السوري، بغض النظر عن الانتماءات الصغيرة، حيث تم تمثيل ذلك من خلال موشور ضوئي تنعكس عليه أشعة الشمس ليشكل، على الطرف الآخر، خارطة سوريا. كما ذهبت إلى أعادة اشتغال أعمال كاريكاتيرية للفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي، وأعمال جديدة مما أنتجه الفنان السوري يوسف عبدلكي خلال مواكبته لأحداث وتفاعلات الثورة على الإنسان أولاً.
معرض "بانوراما الثورة السورية" مقترح شديد التفرد، من حيث الفكرة والشكل والمعالجة، فهو يجعلنا نشعر أننا في متحف حقيقي.
هناك جهود تبذل لإقامة معرض آخر في الولايات المتحدة الأمريكية، وأخرى لتسويق المنتجات في السوق الأوروبية والأمريكية، خصوصاً أن هذه الأسواق تعتبر من أهم الأسواق لتصريف مثل هذه الأعمال، وعلى اعتبار أن المجموعة لا تتلقي الدعم المادي من أي جهة وتعتمد على العمل التطوعي، وجميع التكاليف غطاها صندوق منظمة "اتحاد المكاتب الثورية".
ميزة أخرى يحملها هذا المشروع إضافة لما فيه من مستويات فكرية وجمالية، وهو خلقه مجال عمل للناس في المناطق القريبة من المشروع، سواء كعمال أو فنيين، وبهذا تصبح الفائدة مضاعفة، والقيمة الفنية قيمة عملية.
لرؤية أعمال البانوراما على الفيسبوك يرجى الضغط هنا.