سوريون يصرخون بوجه العالم Same Shit


12 تشرين الثاني 2014

دماغ بشري موصول إلى رأسين، يمثل الأول رأس النظام السوري ممثلا برأس الدكتاتور (الأسد)، والثاني تنظيم داعش الإرهابي ممثلا برأس زعيم التنظيم (البغدادي).

هي لوحة من اللوحات الكثيرة التي تدمج بين الطرفين، و التي أنتجت من خلال حملة " Same Shit" ( 20/10/2014)، المنظمة من قبل مجموعة "كش ملك"، والموجهة للجمهور الغربي أولا والعربي ثانيا، لأجل "التذكير بجرائم الأسد، والتأكيد على ضرورة وضعه بسلة واحدة إلى جانب أشباهه من الدواعش"، وبهدف "تحقيق تغيير ولو بسيط في المزاج العام الغربي الذي بدأ يدفع نحو التعاون مع النظام السوري والتعامل معه كشريك في الحرب القائمة ضد داعش" كما يقول أحد نشطاء الحملة لموقعنا "سيريا أنتولد SyriaUntold".

الحملة التي بدأ الإعداد لها قبل ضربات التحالف الدولي ضد داعش الحاصلة اليوم في سوريا، تعمل على محاولة لفت نظر المجتمعات الغربية وصناع القرار إلى أن "داعش" لم تولد من فراغ بل هي نتاج طبيعي للتطرّف السلطوي، مؤكدة أنّ الحل الذي تقوم به دول التحالف ضد الإرهاب لن يجدي نفعا ما لم "تستأصل جذور الشر في سوريا، أي نظام الأسد"، معتبرة أنها "استراتيجية تبقى مجتزأة ولا يمكن التعويل على نجاحها حتى في أهدافها في القضاء على التطرف".
ولتحقيق ذلك، أطلقت الحملة هاشتاغ على وسائل التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والانكليزية مع التركيز على الأخيرة، وتواصلت مع رسامو كاريكاتور وفنانون ومفكرون وكتّاب ومترجمون سوريون، عبّرت الحملة عن رؤيتهم، إذ يقول الفنان "محمد كامل" المشارك في الحملة لموقعنا "أوافقهم بالرأي في هذه الحملة التي تعبر عن الوضع السائد اليوم داخل المدن والقرى السورية، والتجاهل العالمي لوحشية وجرائم بشار تجاه شعبنا السوري".
وضمن هذا السياق أنجزت الحملة لوحات و أعمال فنية وموسيقية، ورسوم كاريكاتورية، وبروشورات تؤكد التماثل بين الأسد وداعش، مثل اللوحة التي تمثل الدكتاتور يقف أمام الأطفال وهو يخبئ ساطورا خلف ظهره، أو البغدادي وهو يحمل سيفا وفي ظهره زنبرك دلالة على أنه مجرد أداة للاستبداد، وهو ما نراه أيضا في لوحة أخرى حيث الأسد وشبيهه الداعشي يتصافحون، دلالة على التماهي بينهما.

لوحة من إنتاج الحملة توّضح أن داعش والأسد واحد. المصدر: الصفحة الرسمية للحملة على الفيسبوك
لوحة من إنتاج الحملة توّضح أن داعش والأسد واحد. المصدر: الصفحة الرسمية للحملة على الفيسبوك

الاسم (Same Shit) الذي اختارته الحملة يكاد يكون دلالة مكثفة عما تريد الحملة الإشارة إليه، عبر التأكيد بأن النظام وداعش ينتميان إلى نفس المصدر في نهاية المطاف، وأن سهامهما تصيب الشعب وحده، مؤكدين مرة تلو المرة أن الثورة بعيدة عن التطرف الذي يسعى النظام لوسمها به.
ولكون الحملة غير مموّلة أقدمت "كش ملك" على صنع منتجاتٍ للبيع (ملابس، ملصقات، كؤوس وزينة وغيرها) تحوي على وجوه الأسد والبغدادي، مما يجعلها تحصل على المال اللازم لتحقيق حملتها، وتقدم رسالتها بنفس الوقت، علما أن الحملة مموّلة بالكامل من جيوب أشخاصها، وما يفيض عن بيع المنتجات "سيتم بيعها و استخدام الربح في شراء كتب لمركز ثقافي سيتم افتتاحه في ريف حلب الغربي مع بداية العام".

تهدف الحملة وتسعى إلى تحدي وسائل الإعلام الغربية والماكينة الإعلامية التي لم تعد ترى "المشهد السوداوي خلف سكّين داعش، من أكثر من 220 ألف شهيد، ونصف شعبٍ مهجر ونازح وعشرات الآلاف من المفقودين والأسرى وبلد مهدم بشكل شبه كامل، بفعل إرهاب نظام الأسد"، ساعية لأن تكون هذا الصوت المغيّب، واضعة نفسها أمام تحدي استقطاب وسائل الإعلام والرأي العام الغربي، وإعادة القضية السورية إلى دائرة الاهتمام مجددا، طالبة بذلك تعاون الجاليات السورية والعربية، من أجل تجاوز فشل الثورة السورية في تسويق قضاياها للغرب والعالم، خاصة أن "ما كتب عن الثورة السورية، من مقالات و أبحاث خلال 4 سنوات منذ بدايتها، لا يتعدى ما يكتب عن التنظيم المتطرف داعش خلال شهر واحد"، وهو ما عبّر عنه الفنان "محمد كامل" بطريقة أخرى إذ قال: "جرائم داعش تحظى بتنديدات عالمية واسعة وجرائم بشار لا يسمع عنها. وإذا ذكرت العالم يستمر في صمته ولا يحرك ساكنا. لهذا أنا هنا لأصرخ صرخة شعبنا. دعمي لهذه الحملة هي لأذكر العالم بأن داعش خطير جدا، ولكن بشار خطير بنفس الدرجة مثل داعش ولا فرق بينهما".

لوحة تظهر التماهي بين الأسد وداعش. المصدر: الصفحة الرسمية للحملة على الفيسبوك
لوحة تظهر التماهي بين الأسد وداعش. المصدر: الصفحة الرسمية للحملة على الفيسبوك

الحملة التي لا تزال مستمرة حتى اليوم، تختزن في داخلها غضبا متراكما حتى تكاد تكون صرخة من نشطاء وفنانين سوريين بوجه هذا التجاهل التام لآلامهم وذبح شعبهم أمام العالم كله نزولا عند المصالح الدولية، وهو ما جعل الفنان محمد كامل يقول: " أنا أصرخ من أجلنا كلنا في سوريا، كي يعلم العالم ويكون على معرفة بما يحصل من جرائم على مدار الساعة في وطن"، فهل من يسمع؟

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد