لا يترك النشطاء السوريون ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات البديلة فرصة إلا ويستغلوها لتسليط الضوء على قضية المعتقلين السياسيين، وجعلها حية راهنة بوجه النسيان، إذ وصل الأمر مؤخرا إلى الرياضة حيث أطلقت "الهيئة العامة للرياضة والشباب" ومؤسسة "بصمة سورية" بطولة باسم المعتقلة "رانيا العباسي" التي اعتقلها النظام بتاريخ 11/3/2013 مع زوجها وأطفالهما الستة من منزلهما بمشروع دمر بمدينة دمشق، دون أن يعرف مصيرهم حتى اللحظة.
تأتي البطولة التي انطلقت في نهاية الشهر 12 من عام 2014 لتوائم بين تخصص المعتقلة والمآل الذي وصلت إليه على يد النظام المستبد الذي لا يتورع عن القول أنه يحارب "إرهابيين" في حين أن المعتقلة بطلة العرب والمتوسط بالشطرنج، الأمر الذي يعني أن الحملة تختزن في ذاتها ثلاثة أبعاد: تسليط الضوء على قضية العباسي ومن خلفها قضايا المعتقلين، وفضح النظام المستبد من حيث أن "العباسي" بطلة معروفة وليست "إرهابية"، وتقديم وجه مضيء للثورة من خلال تشجيع الرياضة وإبعاد الأطفال عن مناخات العنف، خاصة أن البطولة هي لفئة الصغار، و امتدت منافساتها على مدار ثلاثة أيام لتخفيف " آثار الأمراض النفسية التي بدأت تصيب الأطفال جراء أصوات القذائف والبراميل و الإنفجارات، ولكون التعليم في المدارس لا يكفي وحده لشغل وقت الطفل فالرياضة خير سند في هذه الأوقات" كما يقول أحد منظمي الحملة لـ "حكاية ما انحكت".
الجديد في هذه الفعالية أن الهيئة اعتادت أن تطلق أسماء الشهداء على فعالياتها ونشاطاتها في حين أنها انتقلت هنا إلى قضايا المعتقلين، إذ قال أحد المشاركين في الفعالية أن "البطولات والدورات عادة تسمى بأسماء شهداء وضحايا، فكان الهدف حاليا أن تكون البطولة باسم معتقل في سجون النظام وسنعمل لاحقاً على إطلاق حملة واسعة (رياضياً وإعلامياً وقانونياً) لإطلاق سراحها على غرار الحملة التي قمنا بها سابقاً لإطلاق سراح الفارس عدنان قصار".
حملة إطلاق سراح الدكتورة "رانيا العباسي" التي جاءت على هيئة فعالية رياضية تنضم إلى مئات الحملات التي أطلقها الناشطون لتسليط الضوء على قضايا معتقليهم، مصممين على النضال والنشاط حتى يرون ضوء الحرية.