الطلاب الأحرار في سلمية


30 آب 2015

تأسست هذه المجموعة في حوالي نهاية عام 2011، وضمّت العشرات من الشبان والشابات في مقتبل العمر. بدأت المسألة عبارة عن "فكرة" انبثقت بين ستة طلاب من مدراس ثانوية مختلفة، دفعت بهؤلاء الشبان إلى الالتقاء والنقاش المطول ومن ثم إعلان تشكيل مجموعة أو كيان، الغاية منه تنظيم شؤون الطلاب وبلورة تعبيراتهم الثورية، وبحسب شهادة الطالب "أحمد" لحكاية ما انحكت: "كنا عبارة عن مجموعة تضم طلاباً من عدة مدارس في مدينة سلمية، ولم يتجاوز عددنا ستة طلاب بداية، وكانت هذه المجموعة مسؤولة عن تنظيم المظاهرات وإبلاغ  الطلاب الآخرين عن مواعيدها وأماكن انطلاقتها،  علما أنه (أحمد) كان طالبا في مرحة التعليم الثانوي حين شكلت مجموعة الطلاب الأحرار، وهو أحد المشاركين في تأسيس المجموعة.

كان للمجموعة الكثير من النشاطات والفعاليات داخل المدينة، وبحسب الشهادات، قام ناشطو حركة الطلاب بوضع أعلام الثورة في مرافق عامة مختلفة، فنصبوا علم الثورة على سبيل المثال فوق المشفى الوطني في المدينة، كما بدلوا أعلام المدارس في المدينة بأعلام الثورة، ونشروا العشرات من القصاصات الورقية داخل المدارس وفي شوارع المدينة، وكتبوا عليها شعارات مناهضة لحكم الأسد. وقام بعض الشبان في الحركة بأعمال الغرافيتي والبخ على جدران المدينة، كما ساهموا بدور إعلامي من خلال نشر كل الانتهاكات التي كان يتعرض لها الطلبة على يد قوات الأمن والشبيحة، وفقا لشهادة الناشط (ع.ح) وهو طالب جامعي وتعرض للاعتقال، وبعد أن أفرج عنه غادر الأراضي السورية.

https://www.youtube.com/watch?v=0RL_3ZeLsDg

تعدّدت نشاطات الطلاب الأحرار وتنوعت بتنوع الشبان والشابات المنضوين تحتها، فعملوا إلى جانب النشاطات السابقة، في أعمال الإغاثة، وتقديم المعونات للنازحين إلى المدينة وبالتنسيق مع تنسيقية مدينة سلمية، كما اهتموا بشؤون الطلاب النازحين، فساعدوا بعضهم في الحصول على الأوراق المطلوبة من أجل متابعة دراستهم، وبنوا علاقات متينة مع الطلبة النازحين، وتوّسعت نشاطاتهم فيما بعد لتصل إلى مدينة حماه، حيث انضم طلاب مدينة سلمية لاتحاد طلاب حماه الأحرار، وعملوا بشكل مشترك معهم، فكانت هناك صور مشتركة ولافتات وبعض الأعمال الفنية  تنشر على صفحة "الطلاب الأحرار" وصفحة اتحاد حماه في نفس الوقت.

جسد الطلاب الأحرار فكرة ملهمة للعديدين من الشبان في مقتبل العمر، وبحسب شهادة أحمد: "قدمنا صورة جيدة عن شباب هذا العمر، وذلك من خلال وجودنا في الشارع، وأثناء اهتمامنا بالشأن العام وتوقنا للحرية والكرامة.. وفي كثير من الأحيان وخلال المظاهرات الخاصة بالطلاب، كان يوجد رماديين أو موالين يقفون على الأرصفة، وعند هجوم الأمن علينا كانوا يتعاطفون معنا، ومنهم من غيّر موقفه بسبب ما تعرضنا له من قمع واعتقال خلال مظاهراتنا السلمية".

تعرض هؤلاء الشبان الشجعان للكثير من الضغوط، فإلى جانب ما تعرضوا له من مضايقات وقمع على يد الأجهزة الأمنية والشبيحة أثناء خروجهم في المظاهرات، تعرضوا أيضاً لضغوطات من قبل إدارة المدارس التي يدرسون فيها، وتحديداً على يد مدرسي مادة التربية العسكرية، حيث تم تهديد العديدين منهم بالفصل من المدرسة ومنعهم من متابعة تعليمهم في مدارس الدولة. وبسبب ما نال مدينة سلمية من قمع وتشبيح واعتقال، أدى كل هذا إلى توقف مجموعة الطلاب الأحرار عن العمل بحدود نهاية عام 2013.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد