نظمت جمعية (سوريا حرية) بالتعاون مع منظمات فرنسية متضامنة مع سوريا معرضاً لنصوص شعرية وشهادات ولوحات سورية، بالإضافة إلى لقاءات مع طلبة مدارس من المرحلتين الإعدادية والثانوية في كل من مدينة (روَيُّون) و(سان جورج دو ديدون).
ضم المعرض الذي استمر خلال الأسبوع الأول من أكتوبر 2015 في مركز ثقافي (سان جورج دو ديدون) رسوماً للفنان (هاني عباس) و(علي فرزات)، وصوراً لمدن سوريا قبل وخلال الحرب، تستعرض الآثار السورية وما لحق بها من دمار، إضافة إلى نصوص للكاتبة هالة قضماني من كتابها (سوريا الموعودة) الصادر بالفرنسية عن دار أكتسود 2014، ومن كتاب (رسائل من سوريا)، دار (بوشي كاستيل) 2014 للكاتبة جمانة معروف، ترجمة ناتالي بونتيم، وقصائد للشاعر عمر يوسف سليمان.
تميز هذا الأسبوع السوري بتنوعه وبعده عما تتداوله وسائل الإعلام عن سوريا، حيث لا يسمع أبناء المدن الفرنسية البعيدة سوى ما يصلهم من معلومات رسمية تنقلها وكالات الأنباء، وكان الحضور السوري متكاملاً من خلال وجود أشخاص سوريين على اطلاع بمجريات الأحداث منذ بداية الانتفاضة في مارس 2011 حتى تاريخ الملتقيات، لا سيما مع طلبة المدارس الذين بلغ عددهم 120 طالباً وطالبة، حيث حاورتهم الكاتبة هالة قضماني مجيبة عن أسئلتهم في ما يتعلق بالوضع المعيشي واللجوء السوري اليوم، كما قدم الشاعر عمر يوسف سليمان شهادته عن بدايات الانتفاضة وتحولاتها من سلمية إلى مسلحة، وبالإضافة إلى الوضع السياسي والنزاع العسكري، فقد كان اهتمام الطلبة منصباً عن سوريا قبل الحرب، عن الثقافة والفن السوري، وكيف تأثر بالنزاعات.
يقول الشاعر عمر يوسف سليمان الذي قام الطلبة بدراسة قصيدتين له ليقدموها في امتحاناتهم لـ (حكاية ما انحكت)، "تجسدت أهمية الحوار من خلال المقارنة بين الحياة في فرنسا والحياة في سوريا لتقرب إلى أذهان الطلبة كيف كان يعيش السوريون، بالإضافة إلى الفن السوري والقصص الإنسانية التي حدثت في سوريا ولم يتناولها الإعلام، تلك القصص التي عشناها في العهد السلمي من الانتفاضة، حيث تضامن السوريون مع بعضهم وحطموا الفوارق الطائفية والطبقية التي زرعها النظام بينهم، كما أن بعض طلبة البكالوريا يقومون بدراسة عن اللجوء السوري اليوم".
قرأَت هالة قضماني نصوصاً من كتابها الذي كان عبارة عن رسائل متخيلة عبر الإنترنت بينها وبين والدها الراحل (ناظم قضماني)، يروي الوالد للابنة تاريخ حقبة مضطربة وشبه مجهولة حتى بين السوريين، حيث عمل دبلوماسياً قبل حكم البعث، مستعرضاً متغيرات الأحوال السياسية في سوريا، والتي سببت ما يحدث اليوم، ومن جهتها تروي الابنة لوالدها وقائع الانتفاضة السورية الراهنة. وفي ذات اللقاء الذي عُقد في مكتبة (خطوط الآفاق) بمدينة (سوجون) قرأ عمر يوسف سليمان نصوصاً من ديوانه (الموت لا يُغوي السكارى).
في ختام هذه الفعالية عُرض فيلم (الرقيب الخالد)، الذي يقدم يوماً من حياة ضابط رقيب، وهو نفسه مخرج الفيلم زياد كلثوم، حيث قام بتصويره عبر كاميرا جواله أثناء خدمته الإلزامية في جيش النظام عام 2013.