أبو ناتاشا في باب الحارة:
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نال النسبة الأعلى من هذه السخرية، فعلى الرغم من أن الآلة الإعلامية الرسمية في روسيا ما زالت تقدمه منذ سنوات رجلاً صلباً وشاباً لا يُغلب ويجيد كثيراً من الهوايات الرياضية والفنية، إلا أن جميع هذه المزايا تحولت إلى وسائل للتهكم منه، فقد أخذ بوتين دور (أبو النار)، في مسلسل (باب الحارة)، فكانت المعركة بين حارة (أبو ناتاشا) و(أبو شهاب)، الذي هدد الأول بـ(صاروخ التاو) بدل الخنجر. ومن جانبه، تخيل الرسام أحمد فلاح شكل بوتين في (باب الحارة)، فنشر كاريكاتوراً له بالملابس الشامية القديمة
أبو علي بوتين:
هذه البطولة التي أضفاها الإعلام الروسي على بوتين، جعلتْه يُسمى بـ (أبو علي بوتين) في عديد من صفحات فيس بوك وتويتر، و(أبو علي) كنية كثيراً ما أطلِقَت على الضباط في جيش النظام، دالة على الشجاعة، لكنها اليوم أصبحت تدل على البطولة الأسطورية في الصفحات الموالية، والبهلوانية في الصفحات المعارضة، فبوتين رئيس سورية الحالي بالنسبة إلى مؤيدي الأسد السابقين، أما الأسد فقد صار جندياً عنده، ما دفع المعارضين إلى التهكم من هذا الاعتقاد، فقد كتب أحدهم على الفيس بوك (لو ترشح بوتين مقابل بشار لمنصب محافظ اللاذقية لفاز أبو علي بوتين على الفور).
بوتين الذي احتفى بعيد ميلاده الثالث والستين في السابع من تشرين الأول/أوكتوبر 2015، وذلك بعد التدخل العسكري في سوريا، مارس لعبته المفضلة (الهوكي) مع بعض رجال حكومته، أصبح رمزاً للسخرية بين مرتادي موقع "تويتر"، فقد صوره حسين السعد في حسابه وهو يطير بين طيارتين حربيتين لابساً ثياب رعاة البقر تهنئةً له بعيد ميلاده. أما أنس سلمان، فإنه تخيل الرئيس الروسي لاعبَ كمال أجسام، معلقاً (كما أسقط أجدادك النازية، ستُسقط أنت الداعشيَّة)
https://twitter.com/AnasSalman11/status/650787754490634240/photo/1
ولم يقتصر التهكم على رواد مواقع التواصل العاديين، بل شمل السياسيين أيضاً، فقد غرَّد رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط في حسابه على تويتر: انتخبوا مرشحكم المحبوب الرئيس حافظ فلاديمير، ناشراً صورة تمزج بينَ وجهَي الأسد الأب وبوتين.
بوتين القيصر:
بعيداً عن البطولات الرياضية والعسكرية، تحول بوتين إلى رمز مسيحي إثر مباركة الكنيسة الأرثوذوكسية في روسيا للتدخل العسكري الروسي، فقد رأى البعض أن هذا التدخل سيحمي الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط، هكذا تحول بوتين من رجل مخابرات أسبق في الاتحاد السوفييتي، إلى قيصر مسيحي
لبَّيك يا عبد الأمير:
بعد أن ألقى الشيخ "مأمون رحمة" من منبر الجامع الأموي في دمشق عباراته (يا بوتين العملاق، أيها القائد الفذ...،نعاهد الله أن نحمل البندقية دفاعاً عن روسيا وقائدها)
https://www.youtube.com/watch?v=25Vmp2lJXJQ
انطلقت حملة تأييد دينية مساندة للرئيس الروسي المؤمن.
ومن آثار هذه الحملة أن "فلاديمير بوتين" لم يعد اسم بوتين الحقيقي، بل هو "عبد الأمير أبو التين"، وبوتين "قمر الكرملين" لم يأتِ إلى سوريا إلا ابتغاء وجه الله.