شهدت الأيام الأخيرة في سورية عدداً من الفعاليات والنشاطات التي قامت بها مؤسسات المجتمع المدني السوري ونشطاء وفاعلون اجتماعيون داخل سورية، إذ رغم أنّ حلب كانت محور الاهتمام الكلي، نظراً لما يجري فيها من حصار تبعه معارك انتهت بفك الحصار، فإنّ مدينة السويداء السورية، تمكنت من شدّ الانتباه إليها، حين أقدم الأهالي على حصار مبنى المحافظة رداً على مقتل شخص على يد قوات الدفاع الوطني في المدينة أو ما يعرف شعبياً بـ"الشبيحة"، إضافة إلى حدوث استعصاء داخل السجن المركزي في المدينة، انتهى بهجوم لقوات النظام وإنهاء الاستعصاء.

مظاهرات في حلب ابتهاجا بفك الحصار

بعد أن تمكنت قوات المعارضة من فك الحصار عن مدينة حلب، انطلقت مظاهرات في عدد من المدن السورية، وخاصة حلب، تعبّر من خلالها عن ابتهاجها بفك الحصار، وتعلن شكرها لجيش الفتح الذي تمكن من فك الحصار الذي كان يهدد حياة أربعئمة ألف مدني، حيث رفع المتظاهرون أعلام الثورة ولافتات تشكر جيش الفتح، حيث كتب على أحدها "جيش الفتح المغوار.. فك الحصار"، كما خرجت مظاهرة في مدينة اعزاز دعما لمعركة فك الحصار عن حلب.

كما رفع الأهالي والشبان في عدد من المناطق السورية، لافتات يحيون فيها حلب. وكان ملفتا قيام شبان وناشطون وأطفال من ميدنة داريا المحاصرة، والتي تتلقى البراميل بشكل شبه يومي تقريبا برفع لافتات نصرة لحلب.

الغضب لحلب!

"الغضب لحلب" أو "يوم الغضب لحلب"، هو عنوان الحملة التي أطلقها نشطاء سوريون، داخل وخارج سورية، دعماً للمدينة المحاصرة (قبل فك الحصار عنها)، حيث تمكنت قوات النظام السوري خلال شهر يوليو 2016 من قطع الطريق الذي يربط المناطق المعارضة في حلب بتركيا، ما هدّد حياة 400 ألف شخص محاصرين في المدينة، لتسارع روسيا والنظام السوري إلى الإعلان عن فتح ممرات إنسانية، داعية المدنيين للخروج عبرها والمسلحين لتسليم سلاحهم، الأمر الذي ذكر النشطاء بسيناريو سبق أن شاهدوه في مناطق أخرى من سورية، فأطلقوا في 31 يوليو 2016 حملة حملت اسم "الغضب لحلب" حيث كتب الإعلامي والناشط "هادي العبد الله"، على صفحته على الفيسبوك، أن: "قاتل بالكلمة من حيث أنت. الغضب لحلب هي حملة موجهة بالدرجة الأولى للسوريين والعرب في دول الإغتراب وللعالم أجمع  لتوجيه النظر لحصار 400 ألف شخص داخل مدينة حلب ... ولتكن الكلمة بجانب البندقية"، في حين كتب الإعلامي "علي الإبراهيم" على صفحته على الفيسبوك: "دعوة للعالم أجمع، للغضب لأجل حلب، لأجل أطفالها، لأجل 400 ألف محاصر، لأجل أن يقف شلاّل الدم في المدينة، دعوة ليوم الغضب العالمي لأجل حلب"، كما خرجت في الأحياء المحاصرة في مدينة حلب مظاهرة تطالب بفك الحصار، حيث رفع المتظاهرون أعلام الثورة.

تم تصميم بورشور للحملة، وهو عبارة عن يد خارجة من قلعة حلب وتحتها عبارة "الغضب لحلب"، حيث تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة، إضافة إلى إنتاج فيديو يوضح ما تتعرض له المدينة من قصف ودمار على يد قوات النظام. وقد خرجت مظاهرات في حلب تندد بالحصار وتعلن أن "حلب تخوض معركة أمة" كما كتب على أحد اللافتات التي رفعتها نساء في مدينة حلب.

لا يوجد قاعدة فلماذا تقتولنا!

خرجت في أرياف إدلب وحلب شمالي سورية عدداً من المظاهرات، رفع خلالها شعارات انكليزية وعربية، وردد المتظاهرون شعارات باللغة الانكليزية، وجاءت تحت عنوان "لايوجد قاعدة فلماذا تقتلونا"؟، وذلك ردا على الهجمات التي تشنها طائرات التحالف الدولي ضد داعش والنصرة، والتي يشنها الطيران الروسي والسوري، بذريعة داعش والنصرة، وهي الهجمات التي يكون أكثر ضحاياها من المدنيين، علما أن هذه المظاهرات جاءت بعد فك "جبهة النصرة" ارتباطها بالقاعدة، وتغيير اسمها إلى "فتح الشام".

حملات نظافة في مدينة إدلب!

أقدم النشطاء في أرياف مدينة إدلب (سراقب ومعرة النعمان وكفرنبل ومعرة حرمة وغيرها) على القيام بحملة تنظيف واسعة في القرى والبلدات التي هدأ فيها القصف بتاريخ 29/7/2016، حيث انتشروا مع ساحات الصباح الأولى، وهم يحملون أدوات التنظيف البسيطة، ليقوموا بجمع النفايات وإزالة الأتربة وأثار الهدم من المنازل والشوارع، في إرادة تصميم على خلق الحياة، فكلما نشرت الطائرات الموت يعمل هؤلاء على إزالة أثارها.

عصيان  في سجن السويداء المركزي

أقدم معتقلون وسجناء في سجن السويداء المركزي على تنفيذ عصيان داخل السجن، رداً على المعاملة السيئة التي يتلقونها من قوات الأمن، ورداً على نقل أربع سجناء سياسيين إلى دمشق، وسط معلومات عن إمكانية مواجهتهم لعقوبة الإعدام، كتنفيذ لأحكام صادرة بحقهم من محكمة الميدان العسكرية، ما دفع السجناء لاعتقال عدد من عناصر الشرطة والسيطرة على أجزاء من السجن، حيث تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا صوتيا منسوباً لأحد المعتقلين في سجن السويداء، يقول فيه أنه تمت السيطرة على أجزاء من السجن، واحتجاز أربعة ضباط من رتب مختلفة وعدد من عناصر الشرطة، قائلا أن الاعتصام بدأ الساعة 11.45 دقيقة من ليل الأربعاء (3اآب) – الخميس (5آب)، علماً أن السجن يضم عدداً من النشطاء السياسيين المعتقلين لمشاركتهم في الثورة السورية.

وأقدمت قوات الأمن بعد مفاوضات باءت بالفشل على اقتحام السجن، حيث نقلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنّ "القوات الحكومية تهاجم سجن السويداء المركزي بمحافظة السويداء، وتطلق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع على المعتقلين في محاولة لفك استعصاءهم، ما تسبّب بإصابة ما لا يقل عن عشرة معتقلين بجراح، اثنين منهم بحالة خطرة، في 5 آب، لم يتسنّ للشبكة السورية لحقوق الإنسان التحقق من الحصيلة النهائية للضحايا حتى لحظة نشر الخبر".

محاصرة مبنى المحافظة في السويداء

أقدم أهالي مدينة السويداء على محاصرة مبنى المحافظة (4 آب/2016)، احتجاجا على مقتل أحد أبناء المحافظة على يد من يعرفون بقوات الدفاع المدني وفق التسمية الرسمية، والشبيحة وفق التسمية الشعبية.

بدأ الأمر، حين أقدم الشاب "ريان أبو الفخر" (طالب هندسة مدنية يعمل في الصيف في حديقة الوفاء) على منع بعض عناصر الدفاع الوطني من الدخول إلى المنتزه الذي يعمل فيه داخل الحديقة، لأن المكان مخصص للعائلات، الأمر الذي دفعهم للغياب والعودة برفقة آخرين، ليقدموا على طعنه بالسكاكين حتى الموت، الأمر الذي دفع الأهالي منذ فجر الأربعاء (3/8/2016) للاعتصام أمام مبنى المحافظة، مطالبين بإعدام القتلة فورا، واحتجاجاً على الأوضاع الأمنية السائدة، حيث دارت خلال أيام مفاوضات بين ممثلين عن القوى المحتجة والسلطة، وسط تضارب معلومات، بعضها قال بأن المحتجين اقتحموا المبنى في حين قال آخرون بأنه الأهلي فكوا الحصار بناءا على تدخل رجال الدين الذين هدؤوا النفوس وطالبوا الناس بالهدوء، علما أن الفيديوهات التي تم تداولها، تظهر وقوف الناس على المدخل الرئيسي للمحافظة بالكامل، فيما يظهر فيديو آخر رجال دين يقفون على برندا مبنى المحافظة وهم يخاطبون الناس.

https://www.youtube.com/watch?v=bBCUx7F87u8

دوري رياضي يهدف لخلق دمج مجتمعي

نظم مجموعة من نشطاء المجتمع المدني في مدينة طرطوس، بدعم من "ملتقى المجتمع المدني السوري" وعدة جهات، دوري حمل اسم "دوري بعمرة لكرة القدم".

وبحسب القائمين على النشاط يهدف الدوري إلى تشجيع الشباب على صقل مهاراتهم الرياضية، والمساهمة في خلق حالة دمج مجتمعي بين المجتمع المحلي وفئة المهجرين والمتضررين، ووجود فرق مشاركة من عدة مناطق مختلفة من المحافظة، علماً أن الشبان المنظمين للفعالية، أقدموا على ترميم ملعب بعمرة من بناء مدرج وصقل الأرض.

استراتيجيات التعليم في ورشة نسائية

نظم مركز "النساء الآن" في معرة النعمان في إدلب، ورشة تدريبية حملت عنوان "استراتيجيات التعليم النشط"...حضرها 29 سيدة من مدارس ومعاهد مختلفة، حيث تناولت الورشة المواضيع التالية: الفرق بين التدريس والتعليم والتعلم...التعليم التعاوني تعريفه ومبادؤه، التمييز بين المناقشة و أنواعها والندوة والمناظرة .

(الصورة الرئيسية: شبان من داريا المحاصرة يرفعون لافتات ابتهاجا بفك الحصار عن حلب. المصدر: المجلس المحلي لمدينة داريا)