تمكن الكرد السوريون من الاستحواذ على مساحة الاهتمام الإعلامي فيما يخص النشاطات المدنية السورية مؤخرا، حيث تظاهر قسم من الكرد ضد سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي بسبب اعتقاله سياسين ونشطاء كرد، في حين بقي المعتقلون في واجهة الأحداث من خلال الحملة التي أطلقتها "شبكة جيرون الإعلامية" بالتعاون مع "ناجون من المعتقل"، إضافة إلى فعاليات أخرى.
مظاهرات ضد حزب الاتحاد الديمقراطي
شهدت عدد من المدن السورية (القامشلي، عامودا، معبدة، تل تمر، الدرباسية، المالكية..) مظاهرات ووقفات احتجاجية ضد حزب الاتحاد الديمقراطي بتاريخ 16/8/ 2016، على خلفية اعتقالات قام بها الحزب ضد سياسيين ونشطاء كرد (محمد اسماعيل ونشأت ظاظا، عضوا المكتب السياسي لـ "المجلس الوطني الكردي"، وصالح جميل وعبدالكريم حاجي ونافع عبدالله، أعضاء اللجنة المركزية لـ "المجلس"، ومزكين محمد رمضان عضو الأمانة العامة للأخير، ورئيس المجلس الوطني الكردي (إبراهيم برو) الذي اعتقله الحزب ونفاه إلى إقليم كردستان العراق)، شاركوا في مظاهرات أو توجيه انتقادات للسياسة التي يمارسها حزب الاتحاد الديمقراطي، الأمر الذي دفع المجلس الوطني المقرب من البرزاني في العراق للدعوة لاحتجاجات واعتصامات ضد تصرفات الحزب المعني.
وقد لبّى النداء عدد كبير من المواطنين السوريين الكرد، في عدد من المدن والمناطق، ففي مدينة القامشلي انطلقت مظاهرة من أمام جامع سلمان الفارسي، رفعت خلالها شعارات من نوع "لا لكم الأفواه.. لا للتجويع"، و"لا للمربعات الأمنية بين المدنيين" و"قوة الشعوب فوق أي قوة عسكرية" و"لا لممارسات byd ضد الأحزاب الكردية"، وفي مدينة عامواد انطلقت مظاهرة في شوارع المدينة رفعت شعارات "من خبر سجون النظام لن تثنيه سجون عبيده"، و"الخزي والعار لأعداء الشعب الكردي وقضيته العادلة"، وفي "كركى لكى" (معبدة) تم تنظيم اعتصام ضد الحزب حمل خلاله المعتصمون لافتات كتب على بعضها "إنّ العلم الوطني مثل النشيد الوطني رمز لوحدة الأمة وتعبير عن الشعور والتضحيات"، وذلك رداً على قيام حزب الاتحاد الديمقراطي بإنزال أحد الأعلام الكردية.
وفي ديريك تمّ تنظيم اعتصام رفع خلاله لافتات حملت عبارات مثل "اختطاف السيد إبراهيم برو لا يخدم قضيتنا" و"لا للاعتقال السياسي"، وفي الدرباسية تم تنظيم اعتصام حملت خلاله لافتات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين الذين تم كتابة أسمائهم على اللافتات للتذكير بهم. وفي تل تمر تم تنظيم اعتصام رفع خلاله شعارات من نوع "لا لتفريغ المنطقة من القوى الشبابية" ردا على قيام حزب الاتحاد بسحب الشباب للخدمة العسكرية رغما عنهم.
وكان الإشكال بدأ حين حاولت عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي افتعال إشكال ضمن تشييع أحد عناصر البشمركة (حبيب قدري محمد سعيد) الذي قتل في العراق ضد داعش وفق ما قال معارضو الحزب، في حين قال الحزب في بيان رسمي له: "أوقفت قواتنا ظهر اليوم عدد من مؤيدي حزب الاتحاد الديمقراطي PYD, وبعض أفراد عوائل الشهداء وصادرت الأسلحة التي كانت بحوزتهم، أثناء استغلالهم مراسيم تشييع أحد عناصر البيشمركة، ومحاولة التهجم على المشيعين لتتدخل قواتنا في الوقت المناسب وتسيطر على الموقف. كما وأوقفت قواتنا عدد من مؤيدي المجلس الوطني الكردي الـ ENKS أثناء محاولتهم الاعتداء على أعضاء دورياتنا التي كانت تعمل على تأمين المشيعين وحمايتهم".
مظاهرة ضد الأسد في إلمانيا
نظم المجلس الوطني الكردي – فرع برلين اعتصاما أمام السفارة السورية في برلين، تنديداً بقصف قوات النظام للأحياء الكردية في مدينة الحسكة بالطائرات الحربية والمدافع. وقد ردد المتظاهرن شعارات من نوع "يا حسكة حنا معاك للموت" و"قامشلو حنا معاك للموت"، و"الشعب يريد إسقاط النظام".
"شبكة جيرون الإعلامية" تبدأ فعاليات حملة "المعتقلون أولًا"
أطلقت "شبكة جيرون الإعلامية" بالتعاون مع "ناجون من المعتقل" فعاليات حملة "المعتقلون أولا" من مدينة غازي عنتاب التركية" بتاريخ 11 آب 2016، بحضور ومشاركة عدد من المثقفين والفنانين وحشد من السوريين، وذلك في مركز حرمون للدراسات المعاصرة في مدينة غازي عنتاب التركية.
وقد بدأ الحفل الفنان المعارض لنظام الأسد "عبد الحكيم قطيفان" بكلمة عرف بها بمركز حرمون، وشبكة جيرون الإعلامية، ثم أحيا الفنان تيسير غليون، المعروف باسم "صقر حمص" حفلًا غنائيًا، تضمّن العديد من الأغاني الثورية التي تُعبّر عن طموحات السوريين بتغيير النظام، لينتهي الحفل ويبدأ حوار مع الفنان "فارس الحلو" تحدث خلاله عن نشأة حملة "المعتقلون أولًا" التي انطلقت في باريس وبرلين بتاريخ 11/6/2016.
وفي اليوم الثاني للفعالية (12آب/2016) قدّم معتقلون سابقون شهاداتهم عن سنوات الاعتقال منهم المعتقل حسن النيفي والمعتقل الشاعر وائل سعد الدين، وبعدها تحدث الطبيب النفسي والمعتقل السابق "جلال نوفل" عما أسماه "المسار التاريخي للاعتقالات في سورية"، بدءا من زمن الأسد الأب الذي عرفت سجونه الآلاف من السوريين، إلى عهد الابن حيث "في عهد الابن إلى ما يُشبه سياسة اعتقال للشعب بأكمله، الهدف منها إخضاع الشعب وصولًا إلى التنكيل به بكل الوسائل العنيفة".
في اليوم الأخير للفعالية، عرض فيلم "سجين المنفردة 319" للمخرج الشاب رودي عبد الرحمن، وهو فيلم روائي سوري تجريبي، يتناول صراع الإنسان مع الخوف القابع في داخله، عن طريق عرض تجربة معتقل ومعاناته، بوصفه رقمًا من الأرقام الموجودة داخل الزنزانة وليس إنسانًا.
يمكن متابعة كل النشاطات المتعلقة بالحملة هنا.
"لا للمخدرات": حملة في درعا "ضد" المخدرات
غياب سلطة الدولة في بعض المناطق السورية، أدى إلى ظهور بعض الأمراض الاجتماعية، منها الإدمان على المخدرات، الأمر الذي دفع مجموعة من النشطاء في مدينة تسيل في ريف درعا الغربي إلى إطلاق فعالية حملت عنوان "لا للمخدرات" بعد انتشار تعاطي المخدرات والإتجار بها، حيث كشف المجلس العسكري في مدينة درعا عن شبكة لبيع المخدرات في أواخر شهر تموز الماضي، كما نشر موقع كلنا شركاء.
أشرف مجلس محافظة درعا والمجلس المحلي في بلدة تسيل على الحملة، التي تضمنت عدد من "النشاطات الرياضية والتوعوية والطبية والدينية، وهي تحت إشراف مجلس محافظة درعا والمجلس المحلي في بلدة تسيل، بالاشتراك مع عدد من الفعاليات الثورية والطبية في المحافظة"، كما نقلت كلنا شركاء عن "محمد المقدم" المشرف على الحملة.
اليوم الأول للحملة كان مخصصاً للتوعية الطبية ضد مخاطر المخدرات وأثرها على جسم الإنسان والمجتمع، في حين ركز اليوم الثاني على فعاليات رياضية للشباب، في حين خصص اليوم الثالث لتقديم التوعية الدينية ورأي الإسلام في المخدرات.
الحملة التي ستستمر لمدة أربعين يوم ستشمل زيارات لمنازل المواطنين وتوزيع كتيبات تتضمن معلومات حول المخدرات وأثارها السلبية.
(الصورة الرئيسية: من مظاهرة القامشلي ضد حزب الاتحاد الديمقراطي. المصدر: سورية الحرية للأبد)