يسر حكاية ما انحكت أن تقدّم لقرائها الكرام، النسخة الأولى من أهم المقالات والتحقيقات العميقة، والتي نشرت في الصحافة السورية والعربية والدولية، والتي جمعها محررونا بعناية لافتة لنقدم لقرائنا "وجبة دسمة" من القراءة الممتعة والمفيدة في آن.
في "امتحان اللجوء" يندمج اللاجئ أو يُهان (قنطرة)
على ماذا تدل قصص نجاح اللاجئين السوريين المثيرة للإعجاب، والتي يتم تسليط الضوء عليها باستمرار في وسائل الإعلام؟
الباحث والكاتب، حسام الدين درويش، ينتقد هذه الطريقة بالتعامل مع اللاجئ لأنها تضعه في إطار الامتحان المستمر في مجتمعاته الجديدة، حيث "تتخذ هذه الانتقادات أحيانًا شكل التعيير والاستهزاء المُهِينين. وقد يبدو مفارقًا القول إن إفراط كثيرٍ من اللاجئين الناجحين في توجيه الانتقادات إلى اللاجئين غير الناجحين (كثيرًا) ينتج غالبًا عن أحد أمرين متناقضين: إما عن شعورٍ بالتعاطف مع اللاجئين، وبالألم من عدم نجاح اندماج بعضهم، وبالرغبة في تحفيزهم وتشجيعهم ودفعهم إلى بذل جهودٍ أكبر لتحقيق النجاح المنشود، أو عن مشاعر سلبية ونظرة دونية نحو هؤلاء اللاجئين الفاشلين".
الحقل الديني يستمر في التوسّع في سورية (مركز كارنيغي للشرق الأوسط)
يكتب الباحث، هاروت أكديديان، عن التناقضات التي يمثلها سماح النظام السوري للحقل الديني بالتوسع داخل سوريا، مع إبقاء هذا التوسع ضمن حدود دقيقة يشرف عليها. "ونظراً إلى أن الإمكانات الاقتصادية للدولة لاتزال ضعيفة، الأرجح أن يتواصل الاعتماد على الحقل الديني لأغراض اقتصادية اجتماعية، وستحافظ الشبكات الدينية، من جهتها، على دورها في المجال العام. وفي إطار هذا السيناريو، سوف تمارس السلطة والنفوذ الصاعدان للميدان الديني مزيداً من التأثير في العلاقات بين الدولة والمجتمع وفي الحياة اليومية".
أدوات مدنية لاستحقاق التغيير في سوريا (عنب بلدي)
ما هو الدور الذي لعبه المجتمع المدني في سوريا عبر السنوات الثماني الماضية؟ هل اقتصر هذا الدور على ملء الفراغ الناتج عن غياب مؤسسات الدولة؟ أم أنه تم تسييس العمل المدني وإدماجه ضمن المعارضة السياسية وحتى العسكري؟
"ولم يكن المجتمع المدني بمنظماته ونقاباته ومجالسه بعيدًا عن السياسة، بل دخلها بشكل غير مباشر بيد المجتمع الدولي، وخاصةً في الوقت الحالي، من خلال اللجنة الدستورية التي يشغل القسم الثالث منها، في خطوة لوضع دستور جديد لسوريا، لذلك لا يمكن إغفال دوره المحوري كأداة شريكة في التغيير المستقبلي لسوريا، في حال إشراكه بشكل كامل في مرحلة ما بعد النزاع، وبكامل أدواره".
أم كلثوم بنت علي: الزواج المختلَف عليه بين السنة والشيعة (منشور)
يعرض الكاتب، محمد يسري أبو هدور، الظروف المحيطة بزيجة أم كلثوم بنت علي من الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وتحويل هذه الزيجة إلى ساحة للنزاع المذهبي نشهد تبعاتها إلى يومنا هذا. فـ "الروايات الشيعية المتقدمة أثبتت زواج أم كلثوم من عمر بن الخطاب ولم تجد غضاضة في ذلك، بعكس موقف الروايات المتأخرة التي تحرجت كثيرًا من إثبات ذلك الزواج، وحاولت أن تتنصل منه بكل وسيلة ممكنة".
بناء الإنترنت النسوي (مجموعة اختيار)
يعمل الإصدار الجديد من مجموعة "اختيار" النسوية على فتح باب النقاش حول ضرورة خلق مساحات آمنة ومفتوحة على الإنترنت للعمل النسوي. إذ "هنالك احتياج حقيقي إلى وجود إنترنت نسوي في ظل الظروف التي يكون فيها التنظيم على الأرض خطرًا أو غير ممكن، ونحن هنا (بنقلنا هذه الكلمات إلى اللغة العربية) نعلي صوتنا في وجه القهر والعنف الممارس ضدنا على يد شركات أو مستخدمين آخرين، سواء كان هذا العنف بهدف بيع بياناتنا واختراق خصوصيتنا، أو استخدام بياناتنا ضدنا لتهميش هوياتنا ووجودنا وجنسانياتنا، وتصميت تعبيرنا عنها. نتيح معرفة نسوية تسمح لنا بأن نقاوم، وأن نجد طريقنا لاحتلال المساحات".
سياسات لمس العاري: الطبيب المنحرف، والعسكري الوطني والفنان المتعالي (جيم)
في مساهمته في موقع جيم، يستعرض الكاتب، عمّار المأمون، علاقة مكونات الدولة مع الجسد العاري من عنف وإكراه، وكأداة أساسية لإحكام القبضة على الأفراد. حيث "يمارس الجندي الوطني في هذا السياق عنفًا باسم السيادة، يمكن وصفه بأنه عنف تأسيسي خارج القانون، يفعّل بمجرد لُمس "العدو"، لضبط الكتلة البشرية الخاضعة للسيادة وتقنين أدائها. هذا العنف يتجاوز تعريفات الجندر والاختلافات الطبيعية، بل يرى البشر كتلة لحميّة لا بد من "تقويمها"، وهذا ما يتضح في ما عُرف بملف "صور قيصر" التي سرّبها عسكري منشق من الجيش السوري، والتي نرى فيها آلاف الجثث العارية للمعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب، وكأنهم أدلة مؤقتة على إجراءات بيروقراطية للموت يتجلى العريّ إثرها كدليل على العنف الممارس لتطهير الجسد الوطني، وإعادته إلى تجانسه وأدواره السابقة".
خرير ماء بعيد (الجمهورية)
يحاول الكاتب عدي الزعبي الإبحار في عقلية الإنسان المتوجه نحو الانتحار، محاولا رسم صورة عن الآلية العاطفية التي تدفع الشخص إلى اتخاذ هذا القرار. فـ "في لحظات نادرة، يترك المنتحر نفسَهُ تُفلت منه: غالباً، تقع هذه الحوادث في منطقة غائمة بين إرادة نفسه التي تتحرّق للتصريح عما يدور بينها وبينه، وبين الانفلات الغرائزي الهمجي لنفسه السجينة. ولكنه، على العموم، يسجن نفسه ويرعاها برقة، كي لا تجرح أحداً".